الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ثنائية التطابق في البنية لقصيدة (الاخضر بن يوسف)
علاء هاشم مناف
2008 / 12 / 9الادب والفن
ان سياق التوتر في قصيدة (الاخضر بن يوسف) هي انساق من كينونات لتصورات ورؤيا انسانية ورؤيا للمشاعر الدفينة لسياقات الحس والانفعال النفسي .. وهي تصور زمنين متجاورين يطغيان على حركة القصيدة بشكل مباشر ، فالمنهج في الاجابة على المعنى المرتبط بالفاعلية النقدية كما عند (بارت) فان حركة القصيدة هي دلالة في بنية الشاعر الفكرية فالرؤية عند الشاعر تنتمي الى الثنائية المطلقة في تركيب الاوجه الثابتة .
الاخضر بن يوسف ومشاغله
نبي يقاسمني شقتي
ليسكن الغرفة المستطيلة
وكل صباح يشاركني قهوتي والحليب وسر الليالي الطويلة
وحين يجالسني،
وهو يبحث عن موضع الكوب في المائدة
حين تترك ثنائية التقسيم ، في نقطة التقاطع (الشقة) في لحظة تتحدد سمات الهوية وصيغة الفعل المتوصد واللحظة الملتزمة في تشابك الانساق في السياق المكاني في الموت والتوازن ، والاستجابة لكل المجسات الحسية والدلالات التفصيلية ، والاطلاقية في الصيغ الوظيفية لاستجابتين مطلقتين فالتوازن يعني التوحد في الرؤية الدقيقة لكينونة الثنائية متطابقة وتولدها المتميز والتقدير للعملية التي اكدها (جولدمان) في انعكاسات الواقع الاجتماعي وتطوره باعتباره نموذجاً تصورياً واجرائياً لعمليات التحول في اكثر من محور باتجاه التصور الثنائي ، وشمولية الغرفة المستطيلة والمشاركة بمستويات التعدد ، في المحاور والبحث عن البنية المتجاورة وراء المحاور المتباينة .
وكانت فرنسية من زجاج ومعدن
وكانت ملابسنا في الخزانة واحدة
كان يلبس يوماً قميصي
وألبس يوما قيمصه ...
لكنه حين يحتد
يرفض ان يرتدي غير برنسه الصوفي
يرفضني دفعة واحدة
ويدخل كل المزارع!
يحرثُ
او يشتري سكراً
او يقول العلامة
ولما التقينا على حافة البار
اخرج من جيبه زهرة وانحنى
ان دراسة الاساليب المنهجية في الشعر الحديث والتي تتخللها التصورات الاجتماعية وشمولية التراكيب الاجتماعية في القصيدة والتي انعكست عبر ثنائية متولدة بشمولية هذا الازدواج يعطي للقصيدة الفعل العيني ، اضافة الى طبيعة التقاطع في الخلق الفني يفرز عدة ثنائيات متضادة جوهرياً وهي تتحرك بشكل فاعل ، حتى في عملية انقسامها داخل هذا الامتداد والرفض ، وحين يصل التصور الى حافة هذه الثنائية تبدأ الرحلة المزدوجة في الانطلاق العام ، فهذه الرؤية تخلق انفتاحات وتكشف عن مكنونات ، ذات ، تردد ، وانفتاح وانغلاق . فالشاعر بعمق هذه الرؤية والتصورات ، من خلال منطلق اطلاقي يتجسد في العمق والنزوع الاطلاقي وتصبح الثنائية المزدوجة والمنفتحة والالتقاء عند المنعطفات الخاوية ، وهي تعبر عن منطق هذا الانعطاف ، في تبلور الصورة ، في بنية من اللين .. والعمق والتعبير الطاغي في تحريك المغلق بالوردة في هذه الحالة تجعلني اكثر اقتراباً ، من ممالك الجن أي ضوء أي شمس ، داهمتك في عزلتك .. السلام شهد الصباح من العيون العسلية ، القت السلام ، في حضرة الصباح الجميل .. انها ابتهالات في نشيد الريح .. يتصل الكوكب الذي في غرفتك المسطيلة في هذا الزمن وهذا الشاطئ ، وهذا الواد ، نتلمس سر الكلام .. كنا واقفين على ذلك المنحدر الجميل كنجم خلد ، منذ زمن طويل .. وهي الفرنسية ، بشفاه وردية .. لو قبلتها لرفعت كل الصلوات للحجر المكسور للعيون هناك .. هي ذي الارض اوثان متحجرة تستقبل الاشياء كنجم غاب في العيون السود في وادي النجوم الخاوية .. الافلاك مكسورة في ممالكنا .. كنا .. نتلمس الطريق مندفعين ، في هذه الممرات ، بين الرغبة ، والقدرة ، والرفض والاحساس ، والاستجابة هناك حيث الشجر الاخضر ، وانسياب الينابيع فهل من شيء بعد ؟ انك تترع الكاس عبا من مرارتها لان الزمن واحد وليس الا المكان دوماً وبأبتهال النبي .. علني اطير باجنحة جبريل واضرب الهواء الذي هو الان ، اصغر ذرة من القيمة ومتقطع بحرية الريح البيضاء .. والريح وحدها هي التي تحمل رذاذ المطر الى القبور المكشوفة ، والمفجوعة بسيدة الصمت الممزق داخل الغرف المستطيلة .
هامساً انها لي … اتيت بها
عبر اسوار (وجدة) حيث الحدود
التي ماتزال معارك .. لكنها
ويقدم لي زهرة الاس … ملك
لك الان .. افعل بهال ماتشاء
سوى ان اراها بجيبك ذابلة …
اه ، وجده ، وجده … ان طريق (الصخيرات)
يغلقه الجرسُ الملكي .. اتيت بها
من هناك ، وخبأتها بين جلدي واحذية
الحرس الملكي التي اثقلتها المساميرُ
يكشف لي صدره مسرعاً ، ثم
يغمض عينيه .. وجدةُ .. وجدةُ ..
كيف تكونين لو جئت عندي !
يرافقني في زيارة محبوبتي
ثم يدخل قلبي
يقبلها في الجبين
في الابيات : الهمس المطبق بعبارة يشير الى النفس الخالية الى الجميع وتاتي مقاطع القصيدة ، لتؤكد مدار الانفلات (السيكولوجي) عبر الدلالات الرمزية ، في المعارك وزهرة الاس المغلق المكشوف في الجيب والذبول .. ويمكن التجاوب مع هذه المفرادات بما تنوب عنه الطبيعية البنيوية في التحولات التي اثقلتها المامير الصدئة والتوازي في بنية التجاوب والتوازي في ابنية المعقولات وليس في اطار المحتويات التجريدية ، والتجريبية ثم تاتي الحركات النهائية ، وهي الذاكرة المنغلقة في حس يبتعد عن طبيعة المساءلة ، في انغلاق معرفي ينعكس في الحبيبة ثنائية الكينونة التصورية .. ما يزال الغفران ، مثل هذه الحقيقة فوق مسار التاريخ ممرات كثيرة وبارعة الصنع وان التواءات الصخور العابرة ذات طموحات ، هامسة ، والفوضى ، اللونية اللدنه اثقلتها الحياة بمسامير صدئة في احذية السلطة .. والحياة تعطي بانتباه العقل المخبول . واذا اعطت السر المكنون في الفوضى الكونية .. وان المعطي مرغوب فيه في ذاكرة الاشياء ، تعطينا الايدي الناعمة ما يمكن ان يكون بالسرعة القصوى .. وما يمكن الاستبقاء والرفض الى ان ياتي الخوف .. ويرسم رغبته المفعمة بالشدة .
نسوراً طباشير ، فوق الجدار الذي يحمل النافذة وليدنو وان الخلاص لا ياتي بالرذيلة ، ولا بالشجاعة ، ولا بالخوف ولكن بطبيعة الاشياء التي تنجب البطولة وللفضيلة في ان هذا البكاء قد انهمر فان بحر البطولة الحامل للحب وللقضية كنت استحضر الشياطين لنشور منقوش على اللوح المحفوظ .. لقد اضفت اشيائي كطفل في هذه المعرفة الهامسة .
هل تلمسين بها الخضرة البكر؟
هل تسمعين بها النبض متدفقاً؟
قرب ذلك الغصن
لست نبيا .. حين تجولت عبر الشوارع ، والممرات المؤدية الى النوافذ الضيقة .. اذرع ترقد فوق المناضد تائهة اتوسل اتجول في الغسق البني ، والذي جعلني انظر الى ، المتوحدين وهم يطلون من نوافذ بعيدة ، والاصيل والسلام وصاحبة الأنامل المسقولة الطويلة .. بجانبي رايت اذرع طويلة تطوقني وعطر ينعبث ، من فستان السهرة في هذه اللحظة ابصرت الدخان المتصاعد ، عبر النوافذ المغلقة
رجال الجوازات خلف مكاتبهم
يحتسون النبيذ الرديءُ
خبرت كل العيون التي قيدتني بالاذرع والاساور في ذلك الشارع الذي كساه الشعر الليلي المعطر بعطره المعروف رايت النبي ، داخل مخزن زجاجي مستطيل يمسك .. لي طرف المعطف ، ويبتسم ويعد لي فنجان القهوة والحليب والشاي كل صباح
المراجع
المجموعة الشعرية الكاملة ، الجزء الاول ، للشاعر سعيد يوسف
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة
.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس