الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوقيع والمصادقة على اتفاقية العار

أحمد الناصري

2008 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



( في يوم مشؤوم عملوها الروم وكلاب الروم )

التوقيع والمصادقة على اتفاقية العار من قبل جميع أطراف العملية السياسية الأمريكية، رغم كل المزايدات والخدع السينمائية، ورغم التقديم والتأخير والتأجيل والتعديلات المزعومة، ووثيقة الإصلاح التافهة ( التي لا علاقة لها بالاتفاقية)، والفروق بين النصين الإنكليزي والعربي ( مع اعتماد النص الإنكليزي الأمريكي طبعاً)، والملاحق السرية، والتعليمات الشفوية، والتطورات اللاحقة على الأرض، هو تحصيل حاصل، معروف ومتوقع مسبقاً. فلا أحد يتوهم أو ينتظر من هؤلاء اتخاذ أي موقف وطني في قضية مفصلية في ملف الاحتلال الخطير. لكن الحدث ورغم بشاعته وخطورته ليس نهاية الصراع، وليس نهاية المطاف. فالصراع مع الاحتلال مفتوح، ولا يتوقف في أية نقطة أو محطة، قبل أو دون طرده. وربما يأخذ أشكالاً أوضح وأعمق مع خطوة الاتفاقية التي يراد بها فرض الوصاية طويلة الأمد على بلادنا، وعلى وجوده ومصيره وموارده، من خلال الصفقة المشينة بين الاحتلال وبين من يحميهم وأتى بهم الى معزل المنطقة الخضراء السري، الذي تشرف عليه وتديره المخابرات الأمريكية، بكل أشكالها ومؤسساتها، من الباب الى المحراب، بشكل علني ورسمي.
لقد انقلبت عرباتهم الفارغة والمملوءة بالأوساخ والتبريرات والكلام الفارغ والهامشي على رؤوسهم، وتلطخت وجوههم وجباههم وهاماتهم، بكل ما يليق بهم من أقذار وعار وذل وخنوع، لا يمحى ولا يزول الى الأبد، في لحظة هي من اختيارهم الشخصي والعام، كتطابق وتطبيق لسلوكهم ووعيهم وتربيتهم ومواقفهم مصالحهم وتاريخهم المشين قبل الاحتلال وبعده.
لم يخل التاريخ العراقي والعربي والعالمي على امتداده، من الخونة والمتواطئين مع الخارج ومع حروبه وحملاته وغزواته ومشاريعه. والتبريرات جاهزة ومتكررة الى درجة عجيبة وفاضحة، بل أحياناً تأتي طبق الأصل، وتحمل نفس المعنى ونفس المضمون. وهناك شخصيات وعوائل وفئات ومناطق، تورطت في هذا الدور وهذه اللعنة واللعبة القذرة وتوارثتها لأجيال، نتيجة لالتقاء مصالحها الضيقة والخاصة مع الخارج، في حركة شطارة وتشاطر نذلة، كما يقال في التجارة والسوق. لكن التاريخ لن يرحم أحد من هؤلاء، ولن يتسامح مع هذا النوع من السلوك، ونبذه وطرده شر طردة، حتى لو عاد وتمظهر بأشكال أخرى في كل مرة، وبتلون كبير وعجيب، يتماشى مع القاعدة الأخلاقية للعميل أو التابع، أو لفاقد الإحساس، وصاحب الجلد السميك.
جميع الأطراف ( بما فيها الأطراف الموافقة) تعلم بأن الاتفاقية خطيرة ومذلة، وهي نوع قاسي من الوصاية والانتداب الطويلين، والجميع يعلم إنها تتعارض مع المصالح الوطنية الأولية، لدلك فإنها مرفوضة وغير شرعية من وجهة النظر الوطنية، وسوف تسقط وتزول قبل زوال الاحتلال أو معه، ولا يمكن لها أن تدوم ما دام الاحتلال قد فرضها بالقوة العسكرية المباشرة وبالأساليب المعروفة الأخرى.
لقد أكدنا بشكل دائم وواضح، إن المشكلة الرئيسية والصراع الرئيسي مع الاحتلال نفسه، باعتباره عدوان عسكري شامل ومباشر ومستمر ضد بلادنا، ونحن في بلاد محتلة، ولا يمكن حل هذه المشكلة الخطيرة إلا بطرده وإنهائه والتخلص منه، ومن جميع آثاره وكوارثه وبقاياه، بما فيها الاتفاقية والنفوذ الأمريكي وأتباعه وجميع متعلقاته وتفرعاته.
لا يزال الوعي الوطني العراقي، الثقافي والسياسي، واسعاً ومنتشراً وراسخاً بين الناس، ولا يزال المشهد الوطني متماسكاً في عمومه، وينطوي على إمكانيات كبيرة، بما يكفي لمواجهة رياح الكارثة العاتية التي تضرب وجه الوطن الجميل بقسوة ووحشية، رغم عقود وسنوات وموجات القمع والحجب والعزل والقطيعة والتخريب والحروب والحصار والتجويع والاحتلال والحرب الأهلية الطائفية والإرهاب، ودور الدين السياسي الطائفي التخريبي، والفئات الضيقة الأخرى، والتشويه الثقافي والاجتماعي والأخلاقي والنفسي، فثمة طاقة وطنية رائعة ومتجددة، لا تزال كامنة ومشتعلة بقوة، تعمل وتشتغل بأدواتها الذاتية. إن شعلة الوطنية، المقاومة والرافضة للاحتلال والاستبداد والإرهاب، لم ولن تنطفئ.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حادث مفاجئ جعله رئيساً مؤقتاً لإيران.. من هو محمد مخبر؟ | ال


.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني في تبريز| الأخبار




.. نتانياهو -يرفض باشمئزاز- طلب مدعي الجنائية الدولية إصدار مذك


.. مقتل الرئيس الإيراني: هل تتغيّر علاقات طهران بدول الخليج وال




.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس -إبادة جماعية- نحن نرفض ذلك