الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوش يغادر مرفوع الرأس لكن الى الأسفل

أحمد الناصري

2008 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


"إنني سأنهي ولايتي الرئاسية مرفوع الرأس."
بهذه الكلمات السخيفة والتافهة والخالية من المعنى الحقيقي ومن الصدق، ختم بوش حياته السياسية الطارئة والفاشلة. بوش المجرم والغبي والوغد والتافه والأحمق والجاهل، كما يصفه الناس في أمريكا وأوربا، وكما تقول عنه الصحافة الأمريكية. بوش الرئيس الأمريكي الفاشل والقاتل، الذي قاد جريمة الحرب العدوانية والاجتياح والاحتلال لبلادنا، وأستخدم أسلحة الدمار الشامل ضد شعبنا، وأوقع أكثر من مليون ضحية، وملايين الجرحى والمعوقين، وملايين الأطفال اليتامى والأرامل والجياع والمفقرين، وخرب الاقتصاد والبنى التحتية المحطمة أصلاً بسبب الحصار الأمريكي والسياسات الرعناء السابقة، وحطم الخدمات الأساسية وألغى الدولة وأطلق مشاريع التقسيم والتخلف الطائفية وفرق الموت والإرهاب والسجون القائمة الى اليوم، وكان بطل وآمر سجن أبو غريب الرهيب، وطبق خطط قتل العلماء والمثقفين والعقول العراقية، ونهب النفط، يدعي الآن ببساطة وببلاهة مقصودة وبعد فوات الأوان، إن الحرب قامت على معلومات خاطئة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، قدمتها المخابرات الأمريكية، كما يدعي بوش، رغم أنه بصفته الرئاسية يقود ويشرف على المخابرات الأمريكية وجميع الأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى، وقد كلفها وفرض عليها مع تشيني ورامسفيلد، كتابة التقارير الملفقة، وفضيحة تقرير كولن باول في مجلس الأمن حول صفقة النيجر معروفة، وهو مثال بارز على صناعة التلفيق، وقد أعترف باول به لاحقاً.
لقد كلف بوش وتشيني وأدارتهما وطواقمهما أجهزة كثيرة ومؤسسات ومراكز معروفة ووسائل إعلام شهيرة، مع جميع العلاقات والقنوات الدبلوماسية والاقتصادية لتمرير وفرض التلفيقات على الجميع، وتهيئة أجواء الحرب وقرع طبولها وإخافة الناس من قول أي رأي آخر، وقد قالوا ( من ليس معنا فهو ضدنا) وهذا الشعار ينطوي على تهديد مباشر، لكل من لا يشارك بوش قناعته وجرائمه. وبوش لم يكن يحتاج الى كل تلك الفعاليات والأكاذيب والتبريرات، لأنه كان سيخوض الحرب والعدوان، بوجودها أو عدمه، بدليل إن بوش شن الحرب في النهاية وفق روزنامته الخاصة المعدة سلفاً، دون الرجوع الى أحد، ودون قرار أو موافقة من مجلس الأمن الدولي، وقد شتم رامسفيلد أوربا ووصفها بالعجوز، بسبب الموقف الفرنسي والألماني الرافض للحرب، المرتبط والمتزامن مع الرفض الدولي والشعبي الواسع والعارم، الذي شمل جميع بلدان العالم ومنها بلدان العدوان.
لقد أستمر بوش في الدفاع عن الحرب حتى أيامه الأخيرة، مع إصراره ( على تنفيذ المهمة حتى النصر) لا يهمنا كلام بوش الفارغ، السابق واللاحق، ولا تهمنا اعترافاته المتأخرة، وكلامه الأخير، فهو لا ينفع بشيء ولا يغير شيء من الجريمة والكارثة التي حلت ببلادنا، ولا يعيد الضحايا الى الحياة، ولا يشفي آلام الجرحى، وهو لا يزال يولغ بدماء شعبنا كمجرم حرب، يستمد لغته وكلامه من قاموس الإمبراطوريات الغابرة، وطريقتها في التمدد والسيطرة على البلدان، ولسان حاله يقول ( أمريكا هي روما الجديدة، وليمت البرابرة)، وهو شعار أمريكي عنصري بغيض، أو كما كانت تفكر روما القديمة ضد قرطاج، والذي رفعت شعار ( قرطاج يجب أن تدمر) ، أو الغزوات البربرية التترية لمنطقتنا وبلداننا، وموجات الحروب الصليبية أو حروب الفرنجة، ومروراً بتجارب أمريكا اللاتينية الكئيبة، وتدمير الحضارات القديمة هناك من قبل الأسبان والبرتغاليين، وعمليات الاستعمار البريطاني والفرنسي، في آسيا وأفريقيا، ومنها تجربة الجزائر الرهيبة، والحروب الأوربية الطويلة، والحروب العالمية الحديثة، التي وقع آخرها على بلادنا، بينما تستمر وتتصاعد الحرب العنصرية في فلسطين ( أنظروا الى حصار غزة ووضع القدس والخليل). أنه الاحتلال والعقل الإمبراطوري الاستعماري في كل زمان ومكان، وهو على كل حال لم يتغير من حيث الجوهر والغرض والأسلوب أيضاً، وهذا ما تكشفه المقارنات البسيطة، بين كل الغزوات والحروب والسيطرة عبر التاريخ.
سينهي بوش رئاسته، وهو مشيع بالكراهية والبغض، تلاحقه لعنات الضحايا وصرخات الجرحى والمعوقين والمشوهين في أكثر من بلاد ومنطقة. فقد أنجر مهمة القتل والتدمير في بلادنا الى أبعد الحدود، وقيد بلادنا باتفاقية العار والوصاية والانتداب، وحطم الاقتصاد الأمريكي، وبدد إمكانيات الشعب الأمريكي في غير محلها، وأزداد عدد القتلى والجرحى والمشردين، وتراجع التعليم والبحث العلمي والخدمات الصحية، وبدء تراجع الموقع الأمريكي عالمياً. مع كل هذه الأزمات والخراب العالمي، سينهي بوش رئاسته ( مرفوع الرأس) لكن الى الأسفل أو بالمقلوب.. للأسف هذا التفكير لا يزال موجود في حياة بعض ( البشر) الى هذه اللحظة.. يا للعار. ربما لا يمثل بوش أمام المحاكم الأمريكية أو الدولية، كمجرم حرب في حياته، لكنه لن يفلت من حكم التاريخ.
بقي أن نذكر قول بوش بأنه (لم يكن مستعد للحرب). والسؤال ماذا كان سيفعل بشعبنا ووطننا لو كان مستعداً؟؟




*رابط تصريحات الرئيس الفاشل والقاتل بوش :-
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_7760000/7760510.stm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: اتهامات المدعي العام للجنائية الدولية سخيفة


.. بعد ضغوط أمريكية.. نتنياهو يأمر وزارة الاتصالات بإعادة المعد




.. قراءة في ارتفاع هجمات المقاومة الفلسطينية في عدد من الجبهات


.. مسؤول في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعترف بالفشل في الحرب




.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم