الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدم الفلسطيني المختلف ..!

نافزعلوان

2008 / 12 / 6
القضية الفلسطينية


بصراحة الفلسطينيون لا يحبون بعضهم البعض. ومهما حاولنا أن نتذرع بوقوفنا مع بعضنا البعض فلقد كان هذا للأسف بالكلام فقط ولكن في الحقيقة لا يوجد هناك تكاتف أو تكافل فلسطيني حقيقي بمعني الكلمة بين الفلسطينيين. ومنذ قديم الزمن ومنذ وقوع النكبة الفلسطينية الأولي ، قال الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة ولو حتي سراً ، قالوا الحمد لله أن ليس نحن الذين هجم علينا اليهود وطردونا من أراضينا. نعم قالوا هذا سراً وبين أنفسهم وفي جلساتهم الخاصة. حتي عندما قاموا بإستضافة اللآجئين والنازحين من أبناء الثمانية وأربعين لا يوجد فلسطيني واحد ( صادق ) مع نفسه لا يعترف أنه تأفف وتذمر من هؤلاء اللآجئين وإعتبارهم ( عبئ ) علي بقية الفلسطينيين ، بكل أسف. وعندما قامت النكبة الثانية وقامت إسرائيل بإحتلال كل الأراضي الفلسطينية وتساوي الجميع في ( الشماته ) ببعضهم البعض قال فلسطينيوا الثمانية وأربعين لأبناء الضفة وقطاع غزة ( لقد إنتقم الله لنا ) ذوقوا ما ذقنا حتي وان لم يكن أيضاً هذا الحديث علناً وكان في أحاديثهم الخاصة وبعيداً عن أذان فلسطينيوا الضفة الغربية وأبناء قطاع غزة.

وقبل إسرائيل وقبل النكبة وقبل النكسة كان الفلسطينيون لا يحبون بعضهم البعض وكانوا يتمايزون بين بعضهم البعض فاليافاويون والحيفاويون كانوا يعتبرون أنفسهم طبقة عليا بين فلسطينيين سالح فلسطين والعكاويون وأبناء الناصرة كانوا بدورهم يعتبرون أنفسهم أرفع بدرجات من فلسطينيوا القري والمدن الفلسطينية التي حولهم في شمال فلسطين وكذلك الأمر كان لأبناء مدينة القدس كانوا يعتبرون أنفسهم أرفع بدرجات أيضاً عن أبناء نابلس والخليل وهكذا حتي نصل إلي قطاع غزة والذي كان في نظر جميع الفلسطينيين محط سخرية وتعالي من جميع الفلسطينيين.

ومهما حاول الفلسطينيون إنكار هذ الأمر إلا أننا لو نظرنا إلي أسباب التشتت الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني لوجدنا أن هذا التفرق ( الطبقي ) بين أبناء الشعب الفلسطيني هو ما يغذي ويسمم العلاقة بين الفلسطينيين وحتي يومنا هذا.

ولو كان الفلسطينيون قد إلتفتوا إلي هذا الأمر منذ أن قام الصهاينة بالإستيلاء علي فلسطين ، لربما لم يستطيعوا الإستيلاء عليها أو تحت أقل تعبير لما تمكنوا من الإستيلا عليها بالسهولة التي إستولوا بها علي جميع الأراضي الفلسطينية. ولو كان هناك ثقافة تقارب وتعارف فكري بين أبناء فلسطين لكان هناك إجماع وإتفاق علي حل قضيتهم يؤدي بالفلسطينيين إلي نتائج أفضل بكثير من النتائج التي وصلوا إليها في طريق حل القضية الفلسطينية.

هذا الهروب الذي مارسه ويمارسه الشعب الفلسطيني من مواجهة والإعتراف بهذا العجز في تقبل الفلسطيني الآخر وإحتوائه سيضفي المزيد من الإبتعاد والفرقة بين الفلسطينيين. ومجرد إنكار هذا الأمر سيؤدي بالفلسطينيين إلي الوقوع في المزيد من المكائد التي ستجعل من توسيع الهوة بينهم إلي ما لا تقارب بعده في يوم من الأيام. الإعتراف بهذا الأمر هو أول طريق العلاج. والإعتراف بهذا الأمر يفتح المجال للأجيال الفلسطينية الناشئة أن يبني فكرة أفضل عن بقية أبنا شعبه الفلسطيني وليس هذا فقط بل وإنه سيساعد علي تجاوز أخطاء الماضي وأحقاده وبناء عقيدة وفكر أن الدم الفلسطيني هو دم واحد وليست دماء متفرقة كما هو الحال عليه اليوم بين الفلسطينيين.

نبحث عن ثقافة فلسطينية جديدة تخرجنا من ثقافة أن هناك فلسطينيون ضحوا من أجل فلسطين أكثر من فلسطينيين آخرون ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يلف أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟ • فرانس 24


.. التغير المناخي في الشرق الأوسط: إلى أي مدى مرتبط باستثمارات




.. كيف يسمح لمروحية الرئيس الإيراني بالإقلاع ضمن ظروف مناخية صع


.. تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف




.. ردود الفعل تتوالى.. تعازى إقليمية ودولية على وفاة الرئيس الإ