الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافه الساخره استجابه لضروره

كريم عبد مطلك

2008 / 12 / 6
الصحافة والاعلام


ونحن نتصفح تاريخ الصحافة الساخرة في العراق نجد ان ولادتها لم تكن حدثاً عادياً أو أمراً لا يستحق الوقوف عنده بل كانت شيئاً ضرورياً وسداً لنقص
وملءٍ لفراغ واستجابة لما كان يشكو منه القارئ من نهم قصرت عن اشباعه الصحافة الجادة فالانسان بطبعه ميال للنكتة والظرفة فكيف به وهو يرى ان ما يعانيه من أحداث وأمور حياتية اثقلت كاهله وآلمته تتناولها الصحافة بشيء من النقد اللاذع والطرافة والسخرية فتضحكه من هذه الموجعات وعليها فتنسيه وتواسيه ويجد في ذلك انتصاراً لما يجول في نفسه ويصول في كوامنها مثلماً يرى في ذلك تحجيماً واستصغاراً لما يعتبره سبباً في تلك الآلام والمنغصات ومن هنا فقد كانت الصحافة الساخرة بكل فنون كتاباتها ورسومها الكاريكاتيرية تمثل انتقاماً اخلاقياً وقصاصاً اجتماعياً ورفضاً تقويمياً لكل الانحرافات والاعوجاجات مثلما تمثل تمرداً ناقماً مطلوباً على كل الاوضاع الشاذة والتصرفات الملتوية ولو عدنا الى اوائل الصحف التي اختصت بهذا النوع من الصحافة نجد انها كانت تطبع بكميات اكبر من بقية الصحف الجادة فعلى سبيل المثال ان جريدة(حبزبوز) لصاحبها الصحفي اللامع نوري ثابت قد طبع من عددها الاول اربعة الاف نسخة وهو رقم لم تصله الصحف حينذاك وكانت تطبع بطبعتين اسبوعياً وهذا لا يعني ان السبب في ذلك قلة الصحف الساخرة يومها وان الصحف الجادة كانت اكثر عدداً منها بل ان الشارع العراقي كان بحاجة لمثل هذا النوع من الصحافة كما ان الكاتب الساخر وعلى مر العصور وفي كل البلدان مقروء اكثر من غيره ومحبوباً لدى القارئ بشكل اكبر فهو يستخلص من المأساة والهموم والاحزان ما يؤطره بالفكاهة والظرافة ليرسم البسمة والضحكة على شفاه القراء كما ان الصحف والمجلات الساخرة كانت اكثر من غيرها اغلاقاً وملاحقة لكونها كانت سياطاً تلهب ظهور الحكام على مر العهود وكان كتابها سيوفاً مسلطة على رقابهم ولهذا فأن هذه الصحف وهولاء الصحفيون كانوا قريبين من قلوب الناس وهو ما وجدت من اجله الصحافة عموماً لتكون عين الشعب على السلطات ولقد غابت مثل هذه الصحافة المتخصصة عن الساحة الصحفية العراقية قبل منتصف سبعينيات القرن الماضي وخلت هذه الساحة من هذا اللون من الكتاب الا ما ندر من الذين كانوا يكتبون الاعمدة الاسبوعية حتى تاريخ 2003/4/9 حيث توفرت فسحة من الحرية لكنها محفوفة بالمخاطر فظهرت بعد هذا التاريخ محاولات لاحياء الصحافة الساخرة لا تتجاوز عدد اصابع اليد لكنها لاقت قبولاً حسناً لدى القارئ العراقي على الرغم من محدودية امكاناتها على انها تبقى استجابة لضرورة ويبقى الذين كتبوا في طيات صفحاتها ورسموا الرسوم الكاريكاتيرية منها اولئك الشجعان الذين تصدوا للانحراف والاعوجاج بأسلوب ساخر ناقد لاذع جريء هادفين التصحيح والتقويم خدمة للوطن والشعب، نقول:نتمنى ان تكون هذه المحاولات الجريئة نواة لصحافة عراقية ساخرة وامتداداً وإحياء لذلك النهج الذي إختطه السابقون الاولون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات