الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التهدئة عار.. الانقسام عار..وخليل الرحمن تُحرق

سعيد موسى

2008 / 12 / 7
القضية الفلسطينية


((مابين السطور))


الانقسام مصلحة خاصة.. التهدئة مصلحة خاصة.. التهدئة بمرور ستة أشهر ماجلبت علينا إلا الجحيم مع استمرار الحصار بما يتناقض مع شروط واستحقاقات التهدئة,تهدئة لاترفع الحصار عار عار, وتسوية لا توقف حرق خليل الرحمن عار عار, ستة أشهر من التهدئة ومنذ ميلادها ولدت ميتة لم يحترمها الصهاينة للحظة واحدة ولم يتوقف العدوان الآثم على غزة والضفة الغربية, فهل هذا القبول بالدنية مصلحة دينية أم دنيوية, كيف لنا أن نقبل لجم البندقية ونلهث خلف تهدئات وتسويات عبثية كيف؟ إلا يكفي أن المصالح الحزبية البغيضة العمياء كرست الانقسام واقعا أردف بضلاله على كل شرائح المجتمع حتى البيت الواحد أصبح منقسما على نفسه بين مؤيد هذا ومعارض ذاك, هنيئا للصهاينة واليهود, وعار علينا أن نقبل بالظلم الصهيوني وتُلجم فوهات البنادق التي ماخلقت إلا لنخرجهم من حيث أخرجونا, الوطن يذبح بدم بارد من الوريد إلى الوريد, ونحن نبرر العار بحجج من الذكاء والفخار, كلها أعذار أقبح من ذنب, أن نقبل بتهدئة مع استمرار حصار عار العار, أن نقبل بتسوية مع استمرار التهويد للقدس والأغوار عار العار, أن نستميت في الحفاظ على الانقسام الذي يحقق للبعض الجاه والسلطة والمال ونترك الحوار عار العار, أن نقبل منذ البداية بتهدئة لاتشمل الضفة الغربية كذلك عار, فعندما تصبح التهدئة واستمرارها, والانقسام واستمراره مصلحة خاصة والشعب يدفع الثمن فهذا قمة العار, أشهر عدة مرت كسنوات من الجحيم عقوبات جماعية لمليون ونصف مواطن في غزة ونحن نتغنى بالتهدئة وكل يوم يسقط الشهداء مابين مقاومين وأطفال, تهدئة دون إدخال الوقود, تهدئة دون إدخال الدقيق, تهدئة دون إدخال الدواء, ماشاء الله وسحقا لمثل هذا الذل والعار.


خلال أيام وما يسمى بالتهدئة تنقضي, ولن يبحث عن تجديدها إلا من له مصلحة خاصة وخاصة جدا في استمرارها, قيل أن الأشهر الستة الأولى على نفس غرار التسويات الهزيلة"تهدئة في غزة أولا" وفي التجديد إن التزم الفلسطينيون!!"وليس الصهاينة" ستشمل الضفة الغربية, فمثل هذه التهدئة فالتذهب إلى الجحيم, وليعلو صوت البندقية شعار الكرامة والعزة, لان صمام أماننا المراد نزعه هو المقاومة والوحدة, ليتم استبداله بعار التهدئة والانقسام, مرت سنتين على الانقسام القاتل, وستة أشهر على التهدئة العابثة, إن الصهاينة يمارسون معنا على كل المستويات السياسية والعسكرية العبث, وقد باتت التسوية عبث والتهدئة اشد عبثا, لان اللعب في الهامش السياسي هو مجرد الدوران في دائرة مفرغة, أما العبث في حق المقاومة لهو الطامة الكبرى, والصهاينة لايريدون لنا إلا الموت الجماعي السريع بواسطة جرنا إلى التنازل عن الثوابت, والموت البطيء بجرنا إلى استبدال ثقافة المقاومة بثقافة التهدئة.


خليل الرحمن تُحرق, والقدس تُهود , والمسجد الأقصى يهدم, وغزة تئن تحت حصار لايقدر عليه إلا الجبابرة من الشعوب, فمقاومة مع شهداء وضحايا خير من تهدئة مع شهداء وضحايا أكثر نوعا وعددا, وتهدئة مع استمرار الحصار ولا تشمل الضفة الغربية, إنما هي مصلحة صهيونية وعبث مطلق, وفي قبول هذا الإجحاف شبهة وطنية وان كانت النية غير ذلك,اليوم يعلنها اليهود "غلاة المستوطنين" حربا مفتوحة على أهلنا العزل في خليل الرحمن, قطعان المستوطنين الجبناء ومن خلفهم الجيش الإجرامي الصهيوني, وكبريائهم ربما منعهم من إحراج غزة التهدئة فلم يستغيثوا بمقاومة غزة حيث سلاح الصواريخ الموجهة من قسام وقدس وصمود وغيرها من أسلحة الردع المتكدسة, فهل مادار ويدور في غزة من حصار أتى على الزرع والضرع, وما يدور في خليل الرحمن ونابلس وجنين ورام الله من عدوان نازي هل يجوز معه تهدئات وتسويات, هؤلاء أحفاد القردة والخنازير أعداء الله ورسوله, لايفهمون غير لغة المقاومة والاستشهاد, ومن العبث أن تكون مصلحتنا حيث مصلحتهم ليتشدق البعض بان التهدئة أو التسوية هي مصلحة صهيونية وفلسطينية في نفس الوقت!!!إنها معادلة خاطئة بالمطلق, لأنها لن تكون مصلحة لهم إلا بشروطهم وتعريفهم للتهدئة والتسوية, ونحن جميعنا على يقين بان مصلحتنا تكمن حيث لامصلحة لهم, ومصلحتهم تكمن حيث لامصلحة لنا, وغير ذلك هو تبرير ضعيف, فمصلحتنا زوال الاحتلال وتحرير الأرض والإنسان, ومصلحتهم تكريس الاحتلال والتهويد وسياسة "لترانسفير"ومصادرة الأرض وقتل الإنسان , فان قلنا إن لنا ولهم مصلحة في تهدئة أو تسوية يعني إننا نقبل بتهدئة غير عادلة وتسوية غير عادلة, ولا يقبل هذا المنطق من لديه ذرة إيمان بعدالة قضيته, إنما تتوافق المصالح عند رحيلهم عن ديارنا ووقف إرهابهم النازي بقتل شبابنا وأطفالنا, وقسما بان هذا لن يكون بسلاح التهدئة والتسوية مع إسقاط خيار البندقية.


جربنا معهم المفاوضات والتسويات فماذا كانت النتيجة غير مزيد من مصادرة الأرض ومزيد من القتل والاعتقالات, جربنا معهم التهدئة فماذا كانت النتيجة غير مزيدا من العقوبات والمجزرة الجماعية, وحصار لاتقوا عليه وحوش البراري, كل هذا يهون لان العدو هو العدو واليهود هم اليهود مهما تجملوا وتلونوا, لكن مالا يجوز ولا يقبل به عقل ولا منطق ولادين هو استمرار الانقسام الأكثر لهيبا من بطش الأعداء, بل هذا الانقسام الكارثي لهو المصلحة العليا لهؤلاء الأعداء, فهل نكون أمناء لهذه الطغمة الصهيونية الآثمة المارقة, لنعينهم من حيث ندري ومن حيث لاندري على تقديم أنفسهم للعرب والمسلمين والعالم, أنهم طلاب سلام وبشائر رحمة, أمام شتاتنا وانقسامنا وحروب داحس والغبراء الإعلامية البشعة, فكفانا هوانا , وكفانا ظلمة وتعصب مجنون, كفانا تقاعسا عن أقصانا الذي يخطط له بالهدم القريب, كفانا بحثا ولهثا وصراعا على شرعيات وديمقراطيات ما انزل الله بها من سلطان.


الصهاينة لايخجلون في الإعلان التفاضلي,في التسوق مابين بضاعة التهدئة وبضاعة التسوية, بان التهدئة الأبدية خير وأبقى من تسوية تجعلهم يتنازلون عن شبر واحد من ارض أجدادهم الوهميين, وكم قلنا وسنبقى نصرخ بأعلى صوتنا للأبد, إن سياسة دون مقاومة هي صفر, وان مقاومة دون سياسة هي صفر وأدنى, والله خير لنا أن تنفجر المقاومة في كل شبر من الوطن على أن نقع في الشراك والحبائل والمصايد الصهيونية , تحت مسميات التهدئات والتسويات, فمتى نزلت اليد عن الزناد فان العار مصيرنا, ومتى تم المساومة على الثوابت فان عار العار حليفنا, والوحدة الوطنية على مستوى السياسة والمقاومة ستجعل الأعداء يرتعدون , وسيستميتون في تكريس الانقسام والطرب على أنغام الحرب الإعلامية الشعواء اللاوطنية, كفانا يا امة محمد صلى الله عليه وسلم كفانا تشرذما, إن انقسامنا مدعاة للتصيد في المياه العكرة لكل الأعداء القريبون والبعيدون, والخاسر الوحيد هو الكل الوطني الفلسطيني, وقد تردى رصيدنا بين الشعوب العربية والإسلامية وحتى العجمية بسبب الصراع على سلطة أوسلو الهزلية.


استمرار التهدئة يعني استمرار الحصار, استمرار التهدئة بهذه المواصفات المهزلة, يعني استمرار التفرد بأهلنا في الضفة الغربية, فغزة محتلة وان خرجوا بخبث من أحشائها, فإنهم يحاصرونها برا وبحرا وجوا ويرتكبون المجازر الجماعية بها ليل نهار, والضفة الغربية محتلة وان انسحبوا من بعض مناطقها, فمئات الحواجز العسكرية الإجرامية الخانقة, ويدهم الدموية مطلقة لارتكاب أبشع المجازر هناك, إذن هي المقاومة وعدم المساومة عليها تحت مسميات تهدئة واهية لايحترمها المحتل النازي, ولو احترموها لما كانوا صهاينة يهود,ماذا يعني أربعمائة مستوطن حقير في الخليل يرتعون ويستبيحون دماء أهلنا الصامدون, إنهم دون حماية جيشهم البربري مجرد حشرات وحدة من وحدات المقاومة أو عملية استشهادية واحدة كفيلة بجعلهم يهربون كالخنازير, وما مسرحية جيشهم وإخراجهم من ذاك المنزل بالقوة بعدما ارتكبوا أبشع المجازر في رعاية جيشهم النازي, إنها مسرحية هزلية مفضوحة, لاينفع معها لا مجلس امن ولا صريخ مؤسسات حقوق إنسان, فقط وفقط ومن ثم مليون فقط الوحدة والمقاومة, وحدة الخندق ووحدة البندقية, والرد على مثل هذه الأعمال البربرية الحيوانية بعمليات تزلزل الأرض في عمق كيانهم المسخ, وإلا فمزيد من الانقسام ومزيد من التهدئة يعني مزيد من التخاذل والخذلان والعار, دون الانسجام وتوزيع الأدوار والتوافق بين خطي السياسة والمقاومة, فان قطعان المستوطنين سيرتكبون أبشع العمليات الإجرامية "الجولدشتانية" ومن ثم المنقسمون يجدون في مثل هذه الجرائم مادة إعلامية للتراشق بأنها تداعيات التهدئة أو تداعيات التسوية, وبالتالي مزيدا من المواد الإجرامية الصهيونية لتغذية الأحقاد الوطنية الغريبة على تاريخنا النضالي الوطني المعمد بدماء الشهداء.



التهدئة مع الحصار, لا تسوية مع الإجرام, لا للجم صوت العزة صوت البندقية, نعم للوحدة الوطنية صمام الأمان الذي يسعى الصهاينة بكل ما أوتوا من قوة لتدمير ذلك الصمام, فهل نكسر الحصار بجلجلة الصواريخ, وهل نردم هوة الانقسام بالتفاف السواعد وتنقية النوايا, أم يموت الشعب ونبقى نتغنى بتسويات وتهدئات هي الجريمة بعينها, كفاكم والله كفاكم أوهاما تحقق الأحلام الصهيونية دون عناء.فمفاضلتنا الوطنية الصحيحة القويمة تهدئة وطنية وتسوية وطنية اولا, نحقق بها سقف الحماية وارضية الثبات وصمام الامان الوطني اولا, ومن ثم نذهب للاعداء بوحدة وطنية ومقاومة شاملة, لنحقق شروط عادلة في تسوية او تهدئة سيان, هل في هذه المعادلة مصلحة حزبية خاصة, ام مصلحة وطنية عامة؟؟؟!!!


والله من وراء القصد













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما حقيقة هبوط طائرات عسكرية روسية بمطار جربة التونسية؟


.. ليبيا: ما سبب الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية مؤخرا؟




.. ما أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت وفاة الرئيس الإيراني؟ •


.. نتنياهو: المقارنة بين إسرائيل الديمقراطية وحماس تشويه كامل ل




.. تداعيات مقتل الرئيس الإيراني على المستويين الداخلي والدولي |