الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في نص ايكوس بيتر شافر 1926

باسم العوده

2008 / 12 / 8
الادب والفن



ترجمة باسم ألعوده
سوق الشيوخ
بيتر شافر كاتب مسرحي انكليزي , لاقت أعماله المسرحية نجاحات رائعة متواصلة في اغلب الأحيان في أمريكا , عرضت أعماله على مسرح ( برودوى ) والتي كان أولها ( تمرن الأصابع الخمسة ) عام 1959 وهى مسرحية عاطفية للطبقة الوسطى كذلك من مسرحياته عام 1962 ( العين العامة ) و ( الإذن الخاصة ) وهما عن الغزو الاسباني لإمبراطورية ( الانكا ) كذلك مسرحية ( البحث الملكي عن الشمس ) والتي عرضت في مهرجان ( تشيتشستر ) عام 1964 ثم كتب عملين هما ( الكذبة البيضاء ) و ( الملهاة السوداء ) وعرضتا عام 1967 . ( ايكوس ) وهى مسرحية رمزية عرضت على المسرح الوطني عام 1973 ومسرحية ( اماديوس ) عام 1981 . إن مسرحيات ( شافر ) ترجع دائما في أفكارها الرئيسية إلى التوسط في المواضيع مثل (الفاتح بيزارو ) الطبيب النفسي ( ديسارت )(الملحن ساليرى ) قابلها بنظير عاطفي ملهم مثل ( أنكان حاكم آثايولابا ) ( عبادة الشاب ألن ) ( أعجوبة موزارت ) . ( بيتر شافر ) كان معروفا من ناحية التنوع في مسرحياته وتنوع مواضيعها بألاضافة إلى مسرحية ( ايكوس ) كان أيضا معروفا بأعماله الأخرى لأنه منذ بداية عمله نعم بالمدح والتصفيق الشعبي , مسرحيته الأولى ( ارض الملح ) عام 1954 عرضت في تلفاز ( بى بى سى ) لمدة أربع سنوات , أما مسرحية ( ايكوس ) فقد حازت على جائزة ( تونى ) لأفضل مسرحية عام 1975 بالإضافة إلى جائزة دائرة نقاد الدراما في نيويورك وثلاثة جوائز مسرحية رئيسية أخرى, ويعتبر هذا العمل رحلة إثارة في عقل شاب بعمر سبع عشرة سنة يعمل كسائس في إسطبل اغمد مسمارا طويلا في عيون سبعة من الافرس . لقد امتد عرض هذه المسرحية أكثر من إلف مرة على مسرح ( برودوى) بعدها أعيد إحياء عرضها من قبل ( ماساشوستز ) على مسرح احتفالات ( بيرك شاير ) صيف عام 2005 وقدمها على المسرح ( سكوت سكوورتز ) بدور الطبيب ( مارتن ديسارت ) و ( راندى هاريسون ) بدور ( ألن ) و ( روبرت ماكسويل ) لعبت دور(جل)صديقة (ألن ) .
ايكوس مسرحية كتبها ( بيتر شافر ) عام 1973 , تخبرنا عن قصة طبيب نفساني ومحاولاته في معالجة شاب امتلك باثولوجية دينية وسحر جنسي مع الخيول . ( بيتر شافر ) الهم لكتابة هذا العمل عندما سمع أحداث جريمة تورط بها شاب بعمر السابع عشرة الذي فقأ عيون ستة من الافرس في مدينة صغيرة قرب لندن . (شافر ) شرع ينظم الحسابات القصصية لما يمكنه من معرفة سبب الحادثة دون معرفة أية تفاصيل عن أسباب الجريمة . إن حدث العمل إلى حد ما كرواية بوليسية تضمنت محاولات الطبيب النفساني ( مارتن ديسارت ) لمعرفة الدافع الذي جعله يقوم بهذا العمل وصراعه مع إحساسه بالغرض . على كل حال هناك ظهور قضايا عديدة في القصة والأكثر أهمية هي المواضيع الدينية.. تضحية دينية وطقسية والحالة التي فيها شخصية ( ألن ستر انج ) والتي تبنى على علم لاهوتي شخصي الذي يتضمن الخيول والربوبية العليا – ايكوس - . تتداخل الألوان الدينية المنعكسة بجاذبية الولد الجنسية إلى الخيول وبيقظته الجنسية الطبيعية مع شخصية نسائية , ومهم أيضا اختبار ( شافر ) للنزاع بين القيم الشخصية والأعراف الاجتماعية . فيما يتعلق بتركيب المسرحية الكلاسيكي والأفكار الرئيسية والتصوير ... ناقش ( شافر ) النزاع بين القيم (الديونيسية وهذه القيم لها علاقة مع (ديونيسوس ) أو ( باخوس ) اله الخمر , ويقصد به هنا الشخص الشهواني ومع ( ابولونين ) اله الشعر والجمال عند قدماء الإغريق والأنظمة والقيم عند البشر . المسرحية تركز على الأسس والأسباب الظاهرية للإعمال التي لامعنى لها من أعمال العنف اللاشعوري التي يقوم بها ولد مراهق ، عمل يجبر الشخصيات لمواجهة أسئلة المسؤولية والمعنى الجوهري من خلال شخصياته . (بيتر شافر ) يستكشف معضلات القرن العشرين المتأخرة في انكلترا وبقية العالم الصناعي في التوسع التجاري والثقافة الآلية .. هناك أماكن قليلة للانجذاب والنشوة والعبادة رغم ذلك تبقى هبات إنسانية . والسؤال هنا – هل إن ثقتنا بالعلم حمقاء .. وأكثر حمقا من اعتقاد الوثنيين بآلهتهم ؟ وهل تكون الأمور الطبيعية ميراث شخص لكل ثقافة إلى الذي يفقد فرديته ويتعلم العيش بدون عاطفة ؟ تركز ( ايكوس ) على المواجهات المتفجرة بين ( ألن سترانك ) الذي تسبب بعمى ست خيول بمسمار ضخم و ( مارتن ديسارت ) الطبيب النفساني المتوسط العمر والذي وافق على معالجة ( ألن ) . ( شافر ) اسند حبكة روايته على حدث قصة حقيقية رويت له عن طريق صديق له . ( شافر ) كتب هذا العمل " ليخلق عالما روحيا يكون العمل فيه ممكن فهمه؛9P. والمسرحية تبنى كاللغز مثل كفاح ( ديسارت ) من أجل تحديد السبب الذي دفع (ألن) لارتكاب الجريمة لكن ( ايكوس ) بعيدة عن اللغز التقليدي الذي يحلّ توتر الجريمة ويعيد مجتمعا مستقرا بدلا من ذلك . بحثْ ( ديسارت ) لمعنى عمل ( ألن ) يقوده للارتياب من صحة مهنته الخاصة وسلامتها . الأقرب إليه يأتون لمعرفة دوافع مريضه , ( ديسارت ) أكثر تشوشا حول استجابة (ألن) والى العالم الروحي الذي خلقه ! إن اللغز المطلق الذي لايفسر كان قد جسد في اله الحصان وهو ( ايكوس ) نفسه في بداية المشهد الثاني , ( ايكوس ) يسأل " هل تضمن بأنك قادر على محاسبتي"؟ المسرحية تجعل القراء والمشاهدين بنفس التحدي وتر سم على وجوههم الحيرة لمدى التفسيرات لحالة ( ألن ) العقلية . القاضي ( هيستر سالومون ) يحيل ( ألن ) إلى الطبيب النفساني ( ديسارت ) وهذا بدوره يرى (ألن ) كضحية قد أصيب بالألم ويثق بطب الإمراض العقلية ليسعف ذلك الألم . ( فرانك/ دوما ) والدا ( ألن ) يلوم بعضهم البعض إلى حد ما لكنهم يعترفا بعجزهما عن فهم حالة ( ألن ) ومسببات جريمته , أمه ( دورا ) في النهاية تعزو حالة ابنها إلى الشيطان , أما المؤلف لا يسمح لنا بنبذ أفكارها باستخفاف . بحديث بليغ إلى (ديسارت ) أمه تهاجم نزعة الطب النفسي التقليدية في توبيخ الإباء لأطفالهم المصابين باضطرابات عصبية , كذلك تصر بأن ( ديسارت ) يدرك حالة ( ألن ) السوية , وكل روح هي نفس الجوهر , وإذا أحصينا كل شيء عملناه له من أول يوم له على الأرض إلى هذا الوقت لا نستطيع أن نبرر عمله لهذا الشيء الرهيب بسبب جوهره وليس كل ما جمعناه ومرضه هو جزء من جوهره وهذه جعلت ( ديسارت ) أن يرمى رؤيته للعالم إلى التشويش. . بعد اللقاء الأول مع (ألن ) ( ديسارت ) يحلم بأنه كاهن وثنى مقنع يقطع الرغبات من الأطفال الأحياء بطقوس محكمة - لما تبقى من المسرحية - ( ديسارت ) يعذب بكثرة الاستطلاعات والتي لم يأخذها بعين الاعتبار من قبل بأنها تساعد الأطفال الذين يعالجهم ليصبحوا بوضع طبيعي . هل هو يؤذيهم في الحقيقة ؟ هل ولاءه للطب النفسي دفاع لحماية العاطفة واللغز الروحي اللذان يعطيان عبادة ( ألن ) لايكوس مقاما رفيعا ؟ ظاهريا يبدو (ألن ) مألوفا مثيرا للشفقة رغم افتقاره النجاح المهني والاجتماعي . كان ( ألن ) يمتلك عملا مملا في مخزن أما الجزء الأخر من وقته فأنه يعمل كسائس للخيول في إسطبل محلى ويتعامل على نحو مزعج وغير مريح مع ( جل ) البنت التي تعمل في الاسبطل أيضا . ( ألن ) يخلق عالما داخليا رائعا من الولاء ويبنى هذا العالم مما تحصل عليه يده من اقتباسات من الكتاب المقدس ومقدار قليل من مجموعة الأساطير الإغريقية وصورة جواد جلبها والده إلى البيت ، صورة جواد ركوب على الساحل مفعمة بالعاطفة . المسرحية تبرز سؤالا ملفت للنظر عن – أي حصان ؟ – وعن ( ايكوس ) اله الحصان بصورة خاصة وما يمثله إلى ( ألن ) . ( ألن ) يسمع ( ايكوس ) اله الحصان يقول : أنا أراك .... أنا سأنقذك ( P.66 ) . لكنه أيضا يسمعه يضحك بعد إخفاقه في اللقاء الجنسي مع ( جل ) . بعد أن تركت ( جل ) الإسطبل يطلب ( ألن ) المغفرة من الإله ( ايكوس ) وأخيرا يستسلم إلى عمله البائس والمتوحش . ( ايكوس ) اله العبد ( ألن ) وبعد أن اعترف إلى (ديسارت ) حول عمله في إعماء الخيول اخذ ( ألن ) يصرخ : اقتلني ... اقتلني PP.105-6 . في نهاية المسرحية نترك ( ديسارت ) لنتأمل بديلين آخرين أولهما تخلى ( ألن) عن عبادته ولكن بشكل واضح من الألم الروحي الشديد والأخر علاج ( ألن ) كلّف تحطيم عاطفته . أما المؤلف فانه يضاعف دور المشاهدين كمراقبين لتصنيف الممثلين على المسرح في كل لحظة من لحظات العرض المسرحي . أما المشهد الأخير من المسرحية يتركنا للسؤال عمـّا عمله ( ديسارت ) وما كان يجب عليه أن يفعل ! يمكننا أن نقبل تقييمه .." أما أن الوضع الطبيعي ، عسير جدا ، قاتل ، ولاغني عن الله , وأنا المسؤول عنه وكاهنه P.65 " أو إصدار (هيستر ) بأن الشاب متألم ومريض ذلك كل ما أراه P.83 نحن قد نتقبل وجهة نظر ( دورا ) للشيطان ككلمة معدلة لكنها شيء صحيح ومهما نتبنى من رؤية نترك مع معاناة ( ديسارت ) .." ماهذه الظلمة"؟ وكيف نفهم السطر الأخير : هناك ألان ، في فمي ، هذه السلسلة ، ولم تخرج مطلقا P109 !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقطات من عرض أزياء ديور الرجالي.. ولقاء خاص مع جميلة جميلات


.. أقوى المراجعات النهائية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية




.. أخبار الصباح | بالموسيقى.. المطرب والملحن أحمد أبو عمشة يحاو


.. في اليوم الأولمبي بباريس.. تمثال جديد صنعته فنانة أميركية




.. زوجة إمام عاشور للنيابة: تعرضت لمعاكسة داخل السينما وأمن الم