الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضيق الخيال الايراني

جهاد الرنتيسي

2008 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة عجز عن قراءة المعطيات الدولية الجديدة ، والتعاطي معها، يكشفه تخبط الاداء ، وارتباك الخطاب السياسي الايراني مع انتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة ، واقرار الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن ، والمتغيرات المتسارعة في الوضع الفلسطيني ، واعادة خلط اوراق المعادلة الداخلية اللبنانية .

جوهر التخبط الايراني يكمن في ضيق الخيال السياسي لحكام طهران الى درجة استبعاد نجاح رئيس ديمقراطي اسود للولايات المتحدة استبعادا تاما والاستعداد للتعامل مع امتدادات لولاية الرئيس جورج بوش .

والواضح ان الاستبعاد الذي قاد الى خطأ الاستنتاج ، ويضيف دلائل جديدة على ضيق رؤية ملالي طهران ، لم يأت صدفة ، بقدر ما هو تعبير عن رغبة داخلية لدى حكام ايران ، غير القادرين على التوصل الى تسوية مع القطب الكوني ، المحتفظ بفرادته رغم الازمة المالية العالمية .

تلاشي الثابت الرئيسي في الحسابات الايرانية ، والمتمثل بالمراهنة على عدم حدوث متغيرات في السياسة الاميركية يملي على طهران وحلفائها في المنطقة بناء تصورات جديدة للمراحل المقبلة ، وادخال تعديلات على الاداء المتبع بالشكل الذي يتماشى مع التغيير .

الا ان مؤشرات الاداء السياسي الايراني لا تدلل على تواضع يتيح الاعتراف بالخطأ ويفتح المجال امام تقويمه وبناء سياسات جديدة .

ابرز هذه المؤشرات رفض الاعتراف بالوقائع التي كانت تحدث على الارض خلال الايام التي سبقت التوقيع على الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن .

فلم تتراجع طهران لحظة واحدة عن توقعاتها بتعطيل اقرار الحكومة والبرلمان العراقيين للاتفاقية الامنية .

ومع اقرار الاتفاقية في مجلس النواب انتقلت طهران الى المراهنة على الغائها وايقاع الاذى بالموافقين عليها .

اعراض الارتباك الناجم عن انحسار الخيال ، وفشل القراءة السياسية ، وغياب القاعدة التي تبني عليها طهران حساباتها الاقليمية والدولية لم تقتصر على الحالة الايرانية .

فالاداء السياسي للاذرع التي تستخدمها طهران في تسميم اجواء المنطقة ومناوشة قوى الاعتدال يدلل على اصابتها بذات الاعراض .

ينطبق ذلك بنسب متفاوتة على حماس وهي تفوت فرصة المصالحة الوطنية بتهربها من الحوار ، وتشن الهجمات الاعلامية على القاهرة والرياض بسبب وبدون سبب ،وحركة الجهاد المصرة على خرق الهدنة رغم ما يجلبه الخرق من ويلات على قطاع غزة ، وحزب الله اللبناني التائه في لعبة التحالفات الداخلية الجديدة .

ولا يترك انسداد افق طهران واذرعها التخريبية ، وطريقة تفكير قيادتها هامشا واسعا للتفاؤل بوضع حد للتوتر الذي تشهده المنطقة.

فالتناقضات الداخلية الايرانية تقلص باستمرار قدرة الملالي على اتخاذ خطوات بحجم التراجع عن البرنامج النووي ، والتسليم بانحسار النفوذ الامني والسياسي في العراق ، والتخلي عن وهم التحول الى قوة اقليمية عظمى تلعب دور الشريك الاستراتيجي في ادارة المنطقة .

و لا يمكن للمجتمع الدولي باي حال من الاحوال التعايش مع افرازات هذه التناقضات على المديين المتوسط والبعيد ، مما يعني الاستمرار في تسخين بؤر التوتر التقليدية في العراق وفلسطين ولبنان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة