الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
- الحوار المتمدن - .. أكثر من موقع .. وأكبر من منبر .
بدر الدين شنن
2008 / 12 / 8ملف مفتوح بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن -دور وتأثير الحوار المتمدن على التيارات و القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية
جاء إطلاق " الحوار المتمدن " قبل سبع سنوات في وقته .. في محله .. في قلب العاصفة الكبرى التي اجتاحت الوطن العربي .. جاء مبادرة ذكية مطابقة لحاجة راهنية وتاريخية في آن ، تلك الحاجة التي كانت علامتها الفارقة ، انهيار أبراج نيويورك تحت ضربات الإرهاب ، الذي أطلق الوحش الإمبريالي من أي عقال أو عقل ، وانهارت معها معايير القانون الدولي ، وابتدأت أبشع الحروب وأكثرها نفاقاً ، ذريعة وأدلجة وسياسة ، في التاريخ .. التي سميت بالحرب على الإرهاب . جاء في مرحلة يكتنفها الغموض وضياع الدروب وضبابية النهايات .. حيث تحول فيها " الفكر " إلى خدمة خيارات العنف والحرب والإرهاب ، وطغى الرمادي على ألوان وألق التعددية ، وحلت ثنائية القهر .. الأسود والأبيض .. بل الأسود والأكثر سواداً .. وقام " مفكرون " .. !! بارتكاب إثم تسويغ انحرافات وتحولات معاكسة لحركة التاريخ ومتطلبات العدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها الوطني والديمقراطي والاجتماعي ، بإدانتهم التعسفية لكل الماضي " الأيديولوجي " السلبي والإيجابي فيه ، لكل التيارات السياسية التي لعبت دوراً أساسياً ، وخاصة تيار اليسار الماركسي في صنع تاريخنا المعاصر ، لغطية وطمس جرائم القوى الاستعمارية والصهيونية ، التي اجتاحت بقواها ، المافوق التوازنات ، أرضنا وكبرياءنا وأحلامنا ، حيث انزلق " الفكر " من مستوى التحليق لاكتشاف المساحات الأوسع للوعي وللحركة من أجل حياة إنسانية أكثر حرية وعدلاً وحضارة ، إلى مستوى الزحف الخدمي للنمط " الليبرالي " في الاقتصاد ، لإطلاق أيدي الوحوش الرأسمالية في استغلال الطبقات الشعبية والشعوب المستضعفة ، ولإطلاق الشرعية " الليبرالية الرأسمالية السياسية " على عملية اقتحام الحدود الوطنية والتحكم بمصائر الشعوب .. و تحولت فيها السياسة إلى سلعة رخيصة ذليلة تجري على الدروب التي حرثتها جنازير دبابات الحروب وحرائق الإرهاب وتشرعن قتل وتشريد الملايين من الأبرياء .
من هنا كان " الحوار المتمدن على مدار سنواته السبع موقعاً سياسياً مميزاً ، بل أكثر من موقع إعلامي سياسي لحراك قلمي ساخط متمرد . وكان منبراً بل أكثر من منبر لكل الأفكار والرؤى والأقلام المعترضة على طغيان الظلام .. وا ستباحة الحرية وهدم اليسار . وكان بامتياز منصة حرية إطلاق الصرخات والاحتجاجت ضد الحرب والعدوان الصهيو - أميركي وقتل وتشريد ملايين الأبرياء .. وضد الأنظمة الاستبدادية المفوتة .. وضد الاعتقال السياسي التعسفي لنشطاء الرأي .. حيث أصبحت صفحات " الحوار المتمدن مقلقة .. مربكة .. ومزعجة للغزاة والجلادين ، الذين يكابرون بحجبه عن شعوبهم لمنعها من متابعته والاستقواء به في قضاياها العادلة .. وأصبحت الكتابة " لهذا كله" في صفحات " الحوار المتمدن " تحمل دلالة لافتة .
وعلى مدار السنوات السبع لمسار " الحوار المتمدن " تشكل في موقع الحوار كنز ثمين من الإبداعات الفكرية .. والمقالات السياسية المواكبة لإيقاعات الأحداث التاريخية المتسارعة في المنطقة ، والأنماط من الاحتجاجات والنداءات الإنسانية المتضامنة مع الناس المقهورين ، والمحاولات الوجدانية الشريفة الباحثة عن آفاق وحلول لمآسي إنساننا المعاصر وإخراجه من حالة التشييء والإذلال والاستعباد ومن أطر الخرافة والأسطرة والاستلاب الروحي ..
وفي اعتقادي ، أن التطور الموضوعي ل " الحوار المتمدن " ، الذي جرى في غمرة الأحداث التاريخية الهامة في المنطقة وفي العالم مابين 2001 - 2008 ، قد لعب دوراً هاماً في المرحلة الماضية ، في شكل وفي تطوير العمل وفي بلورة التوجهات على خلفية إلتزامه اليسار والعلمانية والديمقراطية معاً ، ووضعه في مقدمة المواقع الأخرى ، بل وميزه عنها ، بأنه فضلاً عن إلتزامه بتعددية وترابط الأبعاد ، هو رحب الاتساع حتى لبعض الطروح النارية أو المغالية في تجاوز اللغة السجالية إلى اللغة الثأرية .. لم يغلق بابه أمام أحد كما تفعل بعض المواقع حتى لذوي القربى ، أو إذا حاد هذا أوذاك عن معاييرها أولم يراع سقوفها السياسية والفكرية .
وذلك يعود أولاً للجهود العظيمة التي بذلها مؤسسو الحوار والعاملون فيه الرفاق الأعزاء رزكار وبيان وحميد وشاكر وجمال وغيرهم ، الذين وظفوا بذكاء جدلية الوعي السياسي والوعي العلمي التكنولوجي وفتحوا المجال ، لتجاوز الجغرافيا والنفوذ ، إلى دواخل المساحات الوطنية المسيجة بالاستبداد والتخلف ، وإلى دواخل عقول وضمائر الشعوب العربية المضطهدة ، ولتأمين تواصل الكتاب والسياسيين في المنافي مع شعوبهم وأحبتهم لعل بضع كلمات صدق وحب تفتح نوافذ الأمل بالعودة والحرية ، تلك الجهود التي ستبقى محفوظة لهم في ذاكرة السياسة الإعلامية اليسارية العلمانية الديمقراطية في المحيط العربي والإنساني . كما يعود ذلك للمشاركة الرفاقية المتواصلة العالية الشعور بالمسؤولية من قبل مئات الكتاب على اختلاف ألوان الطيف اليساري والعلماني والديمقراطي ، والتي بمجملها أكسبت " الحوار المتمدن " طابعه المميز من ناحية أخرى .
وهذا ما يجيز التفاؤل ، بأن " الحوار المتمدن " بإدارته وكتابه وقرائه سيكون على مستوى ا ستحقاقات المرحلة القادمة ، التي بدأت تتحدد معالمها تحت عناوين .. مابعد إفلاس الليبرالية الاقتصادية واقتصاد السوق الحر .. ما بعد إفلاس الليبرالية السياسية الرأسمالية المتوحشة .. ما بعد بروزالتوجهات العالمية نحو بدائل جديدة توفر العدالة والسلام والوفرة للجميع .. وبالتالي هي ا سحقاقات تستدعي آليات واساليب جديدة في التعاطي معها . لاسيما على مستوى الأنشطة السياسية والفكرية .
في الذكرى السابعة .. نذكر بالود كله والاحترام كله ، في أ سرة كتاب " الحوار المتمدن " ، نذكر الراحل الشاعر كمال السبتي والكاتب نور الدين بدران
معاً متمدنين نتحاور .. معاً متحدين نناضل .. من أجل اليسار والعلمانية والديمقراطية ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر