الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائفي يلعن الطائفية ، فهل تصدقون!؟

ثامر قلو

2008 / 12 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



ما سرهم هذه الايام !
بعضهم وربما أغلبهم بات يثور على الطائفية ، وهي طائفيتهم ، فقد هيئوا لها ودخلوا لعبتها من البداية واستساغوا وفرة المزايا الناتجة منها ، فلماذا يصبون لعناتهم عليها الآن ؟
من كان يعرف الهاشمي احد نائبي رئيس الجمهورية قبل تتويج الطائفية في نظم السياسة العراقية ، ومن كان سمع بعدنان الدليمي قبل السقوط ، فبين ليلة وضحاها حملت الطائفية هؤلاء وغيرهم الى مناصب الحلم ، ليتربعوا على مكامن السلطة والثروة .
الهاشمي ، كما شان الاسلاميين السياسيين داهية بحب السلطة والمال، فليس من المعقول أن يحيد عنهم ، مع وفرة الذكاء والقدرة على المناورة في العادة لدى الدينيين قي مجال الحفاظ على مزايا السلطة، أو السلطة ذاتها ، فقد خرج الاعلام يوم امس حاملا بشارة الهاشمي للشعب العراقي للتخلي عن مناصبه الرسمية في الدولة العراقية الى جنب مناصب زملاءه ورفاقه في الحزب الاسلامي مقابل تشكيل حكومة وطنية عراقية بعيدا عن المحاصصة الطائفية !

لعبة الطائفية في العراق رسخها الهاشمي عبر تشكيل الجبهة الطائفية المسمات بجبهة التوافق ودخوله الانتخابات البرلمانية عبر الصيغة الطائفية ، لذلك ان كان وزر الائتلاف الشيعي جسيما في تأسيس النظام الطائفي في العراق ، فان وزر جبهة التوافق السنية لا يقل عنهم في هذا المجال أبدا ان لم يفوقه في كل الاتجاهات . مما يعني أن دعوة الهاشمي لارتداء لبوس الوطنية العراقية تبدوا قاصرا ان لم يسعفها بحل جبهة التوافق الطائفية والدخول في أي انتخابات قادمة بقوائم لا يأتي فيها بالمشاريع الطائفية لا في الشكل ولا في المضمون ، عندها يسوغ تقييم دعوته بمنظار وطني ، وربما تنزع عنهم خطايا جسام الحقها مشروعهم أو مشاريعهم الطائفية بالوطن العراقي ، والكلام هنا يطال كل المتحولين الى صفوف بناء الوطن العراقي بعيدا عن النظم المتخلفة التي لا تحمل غير الفشل وقد اعترف بالامر الهاشمي حاليا ، وكان سبقه غيره من القادة العراقيين السياسيين .

نعلم أن الهاشمي لن يفعلها ، وسيبقى يستميت للحفاظ على كيان جبهة التوافق شامخا ، لانها الامل الوحيد لهم للبقاء في الساحة السياسية العراقية ، فبعد أن شاب الوهن المشروع السياسي الديني في العراق ، لا يقوى الهاشمي ولا يجازف بالهرولة نحو المشروع الوطني عبر سحق المشروع الطائفي ، ثم ان كل الاحزاب الاسلامية هي مؤدلجة طائفيا لذلك فان ارتباط هذه الاحزاب بالطائفية كمشروع هو ارتباط جوهري وأبدي لا يمكن الانفكاك منه .

لقد كان المتحول الاول في هذا المجال من الشخصيات السياسية المعروفة هو ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق ، فقد خرج على حزبه الديني وأسس تيارا يدعوا لنبذ الطائفية ، ويمكن للجعفري وهو المؤهل ثقافيا وسياسيا لقيادة تيار اسلامي عراقي ديمقراطي حضاري ينسلخ من الاحزاب الاسلامية الاخرى جميهعا ويبلغ به ما بلغه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ،
الامر ليس عسيرا لكنه يتطلب من الجعفري قدر من الاستقلالية السياسية عن دول الجوار والانطلاق تدريجيا ، وقد يكسب هذا التيار نجاحات كبيرة في المستقبل .
أما المالكي المتحول هو الاخر الى المشروع الوطني ، فقد خطا خطوات محسوسة في هذا المجال لكنها خطوات السياسي المتردد ، فما يزال يراهن على حزب طائفي اسمه حزب الدعوة الشيعي ، مما يناقض ويشوه انطلاقته للافق العراقي ، والمالكي فطن لهذا التشوه عبر تشكيل مجال الاسناد التي اراد بها الوصول الى كل شرائح المجتمع العراقي .
فشل المشروع الديني في ادارة الدولة العراقية ، على اعتبار أن الاحزاب الممسكة بالسلطة هي أحزاب دينية ، وفشل المشروع الطائفي في الوقت ذاته، على اعتبارهذه الاحزاب هي طائفية أيضا ، فرض على هؤلاء القادة التحول للمشروع الوطني مستبقين وملتفين على حكم الشعب القادم عبر الانتخابات القادمة من جانب ، وضبابية مستقبل المشاريع السياسية المتخلفة لادارة الدولة في عصر يعج بالحضارة والتقدم من جانب اخر .

لا تشفعوا لاياد علاوي ، فقد كان الوطني الاول في العراق ، فقد ياتي يوما ويلام على رث وقدم مشروعه الوطني ، فربما يبشر المتحولون الجدد بوطنية طرية
ويسحبون البساط من تحت أقدامه فالوطنية لا تكال كما الخمر ، فكلما يمر عليه الزمن يحلو مذاقه اكثر ، قيقتضي من السيد أياد علاوي الاستعداد للدخول بالمنافسة المحمومة مع الرواد الجدد للوطنية العراقية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه