الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحارة الشامية في لعبة السقوط !!

عمر الشيخ
شاعر - كاتب صحفي سوري

(Omar Alshikh)

2008 / 12 / 9
الادب والفن


قبضايات الألفة الثالثة أبطال مسلسل (باب الحارة ج3 ) ، لا يعرفون ماذا عليهم أن يفعلون ؟ بعد خفوت البريق بهذا التحدي الكبير الذي فرضه المخرج بسام الملا ، هكذا يدهور النجاح الشعبي لهذا العمل ، مع العلم أن الحبكة الدرامية للموضوعات المتناولة ، سخيفة حتى الانحطاط ، الأمر الذي جعل الأوساط الإعلامية الصحافية خصوصاً ، تلجأ لفتح ملفات فشل هذا المسلسل بجزأيه الثاني والثالث ، ما أكد ذلك غياب
( الايدعشري ) بعد أول جزء للأبد ، الأمر الذي ازداد سخطاً برحيل الحكيم و المطّهر ( أبو عصام ) في الجزء الثالث ،بهذه الصورة كل عام يظهر إثبات جديد على انهيار الحارة الشامية ، لكثرة تناولها لقصص نخبوية أكثر من اللازم ، تبتعد عن صور أهم في تلك المرحلة ، والتعدد الإنتاجي لأكثر من عمل رفع الكرت الأحمر لسقوط باب الحارة من لائحة المسلسلات الشعبية ، مما وضع خبرة بسام الملا كاملة ً ، ليصدر أجزاء عديدة كما وعد سابقاً ، ولا سيما أننا ندرك نجاح مسلسلات أيام زمان التي كانت تتفرد لتحكي قصص الشهامة والأمانة والشوارب كمسلسل أيام شامية و أبو كامل في أوائل التسعينيات من القرن الماضي ، لكن هذا لا يعني نجاحاً مستمر ، لأن تكرار الحوارات خلق مفاهيم سطحية للغاية ، لا تضيف للذائقة إلا شتاتاً واضح ، كما هذا العام أكثر من عملين عن البيئة الشامية أيام العثمانيين والفرنسيين ، نجوم كبار ومخرجين خبراء دخلوا المعترك الدرامي ، لينتجوا لنا فضائح درامية تشتغل على سقوط يدوي لخصوصية الحارة الشامية ،و الضحية المشاهد العربي الساذج ، خمس أعمال في طبعة هذا الموسم :
(باب الحارة ج3 .. أولاد القيمرية .. أهل الراية .. الحوت ..) بالإضافة إلى ( الحصرم الشامي ج2) المحتكر أو الممنوع !! ، كلها نضال ضد المحتل ، مواقف نبل وشرف ، قيم أسطورية ماضية ليست من متطلبات المجتمع الآن ، حيث صوت المرأة عورة ، وأولاد الكتّاب مشاغبين دائماً ،وزعيم الحارة مثاليّ إلى حدّ لا يصدّق والحلاق دائماً (سليم كلاس) .. بما معناه كل ذاك الزحام قد لا يقدم رسالة ، لتخبّط توقيته كله في رمضان ، وإن نجح إحداها ينتج له جزء ثاني وثالث ورابع ربما ..فيفشل مباشرةً، حمام القيشاني هذا العمل الضخم الذي يرصد مرحلة حساسة في تاريخ المجتمع السوري ، لا يقارن إطلاقاً أن أحبوا تقليده ، أيام زمان أحلى .. أكثر واقعية وأشدّ حرفية فنية في الأداء ، رغم بساطة المعدات المستخدمة منذ عشر سنوات تقريباً .
لماذا لا نجد عمل درامي يرصد حياة البيئة الشامية حقاً يتسم بالجدية ، بمشاهد من حكايات أهل الشام نفسهم وليكن عمل موحّد، كتاب يأتون بحقائق مهمة ، ومخرجين يبحثون عن تفاصيل درامية غامضة معتمة عن هذا الجيل ،لماذا هذا الاحتكار العلني للممثلين والكتاب ، لست موضع تنظير ، لكن ثمّة فجوة عملاقة في تاريخ الدراما السورية ولدت في العامين الماضيين ، تدعى الحارة الشامية ، ليست آيلة للسقوط ،إنما هي موضع تشتت وحذف ،أكثر منها موضع تأريخ وتسليط للضوء على مبادئ صحيحة وضرورية تدل على وعي المجتمع في تلك المرحلة الماضية ، لكن عكيد حارة الضبع لن يتصالح مع أبو الحسن في أهل الراية ، والثوار في الخوالي لن يرضخوا لزعامة ثوار مسلسل الحوت بعد ما استشهد نصار ابن عريبي ع أيام الفرنسيين .. وأولاد القيمرية في حالة حرب مع كل الحارات كرمال عيون ( أبو عصام) و( أبو صياح ) صديقه في عرّاب الــ ( mbc) كما صرح !! ..
مهزلة توقظ الساذجة في المرحلة الراهنة من جديد ، ومشاكل نسوان يشاهدها الملايين تسمّى تراث وحضارة وقيم وناموس عنتريات ، تغربل الجيل بأكمله ، وتؤخر الثقافة عقداً كامل ، أين من مسلسل ضخم
(كهجرة القلوب إلى القلوب ) أو لفتة خطيرة الأهمية ، كالـ ( الخشخاش ) ، رغم أنها لم ينتج لها أجزاء أخرى ، لكنها ناجحة بامتياز ، بناءً على معطيات النصوص في تلك الأيام ،والآن (معتز) أو ( أبو العز) بطولة خنفشارية في قيادة العائلة ماذا ينفعنا ذلك ، ماذا يعالج في حياتنا اليومية ..؟؟ أو المعلم ( عصام ) بحسب والده ( المعلم عمر في ليالي الصالحية ) يحلق لأهل الحارة في الصباح ويصرخ بلا فائدة على أخوه (أبو العز) في المساء يقاضي بين زوجتيه (المكيودتين) على قصص غاية في التفاهة ..!! هذهِ هي حياتنا فقط عبارات لا تحمل صوتاً ، ورؤوس لا تفكر لأبعد من شواربها..من جديد الانحطاط عنوان المرحلة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس