الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أذكر ان امرأة تمردت على الوحش فتغمدها الاله بالرحمة

سلام صادق

2004 / 3 / 8
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي


اذكر ان امراة يتبعها قمر غامض
تنفخ فيه رماد تجاربها
حين يافل ضوء الحكايات
وتدلهم غيوم المعنى
تودعه كل مرة
كانما لآخر مرة
وكلما قالت وداعا
تلقاه في آخر سماء
فتمسح الفضة عن وجهه
تبثه اشواقها
تعيد له ملامحه الوديعة
ومناديل حنينها الناصع
تمسح عنه غبار التقاويم
وتضع عليه اكليلا من الضوء
فتتغمدها الكواكب بالرحمة


اذكر ان امراة تكبر في مرآة الخوف
فتفتح لعينيها كوة في نافذة كل صباح
ترى اطفالا يلعبون
ودمىً ملقية على الرمل
او معلقة على اغصان
ذات زهور زرقاء
لا تندم على ارق الليلة الفائتة
فماذا لو يدع الآباء اطفالهم
يلعبون حتى آخر الليل ؟
ربما ستطول ساعات الأرق
وتتضاءل ايام الحروب
فيتغمدها السلام بالرحمة


أذكر ان امرأة تبغض نازلة الحرب
وحين تيأس من انقضاءها
تزورها في الليل مرات
فتقابلها بالاجحاد
تتسلل الى مخدعها الذي من لهيب
فلم تتعرف على ملامحها الباهته
( التي تشبه ملامح ابنها)
تتأهب لموتها الثاني في احضانها
فتنشغل عنها برفات غيرها
عددت لها ضحاياها
فانكرت المقابر والبيوت الموحشة
اعماها وميض رصاصها
ولم تأبه بها
كانت تتراشق بالتوابيت كقطع الدومينو
ترمي بها ذات اليمين وذات الشمال
وقد تغمدتها الدموع بالرحمة


اذكر ان امرأة تمردت لكي تحب
فاستقلت حافلة العقل نحو الجنون
وكانت الهياكل والمحاريب المتهاوية
ارجأت وصولها المبكر
حتى محطة تيه تقصدها
عشرون مررن ومازالت تنهب الطريق
تتقاذفها التضاريس
وتعبث بشعرها العواصف
وستستمر دوما في اول الطريق
حتى تكف المتاهة عن الدوران
فتذعن الريح
وتتغمدها النسائم بالرحمة


اذكر ان امرأة غرست كرمة في بلاط
عرشّت فامتلأ الحوش
حتى شارفت السرير
روّتها من ثغرها ودموعها
فضلتها على اصص تتطحلب في النوافذ
تحنو عليها كلما مسها برد
او اصابها قيظ
حتى اغتصبت السقف
واخترقت حشمة الابواب
وراحت تعطي ثمرا مرا
واشواكا ماكرة
فتغمدتها الصحراء بالرحمة


اذكر ان امراة يخجلها البحر
فترفع قبعتها وتنحني للموج
ودون ان يراها
تغمس جلدها فيه
تتعلق بجدائله ساعات طويلة
وحين يدهمها الصداع النصفي
تتنحى حيث الظلال البعيدة
فتتعثر بامراة اشد شحوبا منها
لكنها سمراء سمراء
يصوم على جلدها الملح
فقد تغمدها البحر بالرحمة


اذكر ان امرأة تمردت على حلكة الليل
ابادتها بومض الرعشة الاخيرة
وبشعاع الكؤوس المنفلتتة
قطعت اطرافه المسحورة
واوقدت مصابيحه العمياء
دلّت فراشاته التائهة الى النور
زجّت بقلبها المشطور نصفين
الى جنة فيها ابتهال الاشياء
لايتطلب مغفرة
فتغمدتها الخطيئة بالرحمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على أرجاء قطاع غزة مع اشتداد المعارك في شرق رفح


.. أوكرانيا، روسيا، غزة: هل ستغير الانتخابات البرلمانية الأوروب




.. أوكرانيا: موسكو تشن هجوما بريا على خاركيف وكييف تخلي بلدات ف


.. لبنان.. جدل واتهام للمسرحي وجدي معوض بالعمالة لإسرائيل




.. متاعب جديدة لشركة الطيران الأمريكية بوينغ.. واختفاء مجهول لع