الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( الحوار المتمدن) وتجربة الأعوام السبعة

صبيحة شبر

2008 / 12 / 9
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن -دور وتأثير الحوار المتمدن على التيارات و القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية


تمر الآن الذكرى السابعة لانطلاق تجربة فريدة ، في عالمنا العربي الإسلامي ، وهي التعبير بحرية عن الأمور ، والكتابة عن وجهة النظر الخاصة ، التي يراها الكاتب المعين بمسألة من المسائل ، بعيدا عن الرقابة ، والخوف من الوقوع بالمحظور ، وعدم ملائمة المكتوب للسلطة الحاكمة ، أو الرأي العام العربي ، الذي كثيرا ما يكون منطلقا من عادات مهيمنة او جهات نظر ، تبتعد عن الصحة في كثير من الأمور ، ولقد ساهم الحوار المتمدن بفعالية كبيرة في تنشيط الحوار الفكري والسياسي ، بعد ان كان راكدا او شبه معدوم ،وأباح حرية الكتابة والنشر ، لكل من استطاع التعبير عن نفسه ، بشكل لم يكن مألوفا من قبل ، وأصبح القارئ العربي مطلعا ،على مئات المقالات، تنشر كل يوم مؤيدة لقضية معينة ، أو مناوئة لها ، أقلام كثيرة وجدت نفسها على صفحات ( الحوار المتمدن) تعبر عن آرائها في الحياة، والأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، دون خوف ان يسلط عليها مقص الرقيب ، أو تتعرض للمساءلة من رئاسة التحرير او مدراء الصحف والمجلات ، او الخشية من التعرض للعقوبة من السلطات الحاكمة .
وان كان( الحوار المتمدن) قد ساهم كثيرا في إنجاح العمل المشترك، بين قوى اليسار والتقدمية ، وعمل على التقريب بين وجهات النظر لديها ، والتفاهم بينها في المستويات السياسية والفكرية والأيدلوجية ، فانه ساهم أيضا في تنشيط القوى الأخرى، التي تحمل رأيا مخالفا ورؤى شوفينية ، تجد ان آرائها تمثل الحقيقة الناصعة ، في زمن ابتعد كثيرا عن النظرة الأحادية والحقيقة المطلقة.
وجدت الكثير من الأقلام في الحوار المتمدن ضالتها، في النشر واطلاع القارئ العربي على آرائها، التي كنت محرومة من قبل عن التعبير عنها بحرية ، وعرف القراء الكثير من الكتاب والمبدعين العرب والناطقين بالعربية ، ممن كان الإعلام ممنوعا عنهم ، ولا يمكنهم نشر إبداعاتهم بتلك الطريقة الواضحة
لقد استطاع الحوار المتمدن، ان يكون الموقع العربي الأول، في إحراز النجاح والدعوة الى الكلمة الحرة ،واحترام الآخر، ومناقشة الفكر المناهض ، وابراز الدلائل على صحته، بدلا من منطق الهيمنة الذي كان سائدا، قبل الثورة التكنولوجية ،التي أودت بواقع التمركز الإعلامي، التي كانت القوى الحاكمة تملكه وتتحكم به
وعلى ضوء التطور الهائل في تقنية المعلومات ،يمكن للقوى التقدمية ، ان تدعو الى مضاعفة العمل ، وتوحيد الجهود لإبراز الجوانب المضيئة من الحرية الفكرية، وعدم محاربة الرأي الآخر، بحجة انه لا يتلاءم مع منطلقاتنا ، وإنما يجب احترام الآراء المختلفة، وتقدير أصحابها ، ومناقشتهم والابتعاد عن محاولة الفرض ، فلا يمكن لرأي واحد ان ينطق عن الحقيقة ، ويمكن لنا ان نعتز برأينا وندعو إليه الآخرين، وان نبتعد عن مصادرة حقوقهم بحجة ان آرائنا أكثر صحة واقرب الى لغة العصر، وأدنى الى الصواب ،، التعصب مرفوض، والهجوم على حملة الرأي المختلف، لا يمكن ان ينطلق بنا الى رحاب واسعة، في العمل المشترك والدعوة الى الحياة الأجمل ، البعيدة عن الإجبار وقوة العنف.
وان كان( الحوار المتمدن) يدعو الى عدم التعصب،في الأفكار والآراء المختلفة ، فانه لم يدع يوما، الى محاربة القيم والتخلي عنها ، بحجة إنها قديمة عفا الزمن عليها ، فقيم التعاون والمحبة بين البشر، ومحاربة العنف والنضال من اجل التقدم، ليست قيما بالية يمكن التخلي عنها ، وكلما تقدم الإنسان وسار في طريق الحرية ، فان قيم النضال والإخاء والتعاون والمحبة ، تظل أهدافا نبيلة ، يسعى الخيرون إليها باستمرار ، فالتقدمية ليست محاربة التدين ، بل هي ضد إلباس الأديان أثوابا سياسية ، ومحاولة احتكار التدين على فئة أو طائفة من الناس ، بل هو احترام الناس في معتقداتهم الدينية والفكرية وعدم محاربتهم والنيل منهم، بسبب هذه المعتقدات ماداموا بعيدين عن الإساءة الى حرية الآخرين ومعتقداتهم.
لقد ناضل (الحوار المتمدن) من اجل إبراز أهمية ، العمل المشترك للقوى اليسارية والتقدمية ، كما حارب العنف ضد المرأة المادي والمعنوي ، وما زالت جبهة النضال هذه قائمة، من اجل سن القوانين التي تثبت للنساء حقوقهن الكاملة وبلا تمييز ، كما أن( الحوار المتمدن) قد ساهم في إتاحة الحرية في الكتابات التي كان الاقتراب منها محرما ، وساهم أيضا في الاقتراب من ( التابوهات)
وان كان بعض الكتابات بعيدة، عن اللغة العلمية الصائبة التي يجب ان تتميز بها مثل هذه الجوانب.

أطلق( الحوار المتمدن) الكثير من الحملات التضامنية ، كان لها تأثير كبير في إعادة الحقوق المهضومة، وتسليط الضوء على فئات واسعة، من المجتمع طالتها يد القهر والظلم ، وتعريف الرأي العام الى أنواع من الانتهاكات ،التي تتعرض لها حقوق الإنسان، في العديد من الدول ، والتي تتطلب توحيد المواقف وتعرية الانتهاكات المختلفة.
أحيي القائمين على هذه المؤسسة الرائعة( الحوار المتمدن) لما يبذلونه من جهود كبيرة للتثقيف والتنوير ، والنضال من اجل استرجاع الحقوق المسلوبة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر