الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذى يعيق وحدة فصائل اليسار العراقى

أحمد السعد

2008 / 12 / 10
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


بعد قراءة الطروحات التى قدمها الحزب الشيوعى العراقى من خلال مؤتمره الخامس 1993 والتى وضحت مسار التصحيح الذى خرج به الحزب من خلال مراجعه موضوعيه وذكيه لمجمل تاريخ الحزب وتحليلاته والتى رسخ من خلالها عمله النضالى طيلة الثلاثين سنة الماضيه والتى اخرجت الحزب من التقوقع ضمن الطروحات الكلاسيكيه للماركسيه الى طروحات اكثر تفاعلا مع حركة المجتمع والتاريخ جعلت وتجعل الحزب قادرا على تحديد مساره النضالى فى مواجهة مرحلة جديده تاريخيا هى مرحلة النضال من أجل التحرير والبناء .
لقد طور الحزب رؤيته للواقع العراقى والعالمى من خلال تجاوز الأطر الفكريه القديمه وتبنى رؤى تعتبر أن العمليه الديمقراطيه الجاريه ليس فى العراق حسب بل فى العالم أجمع – بعد أنهيار المنظومة الأشتراكيه- هى عمليه مستديمه وليست مرحلة عابره وعلى ضوء ذلك بنى الحزب رؤياه الجديده لأسلوب العمل السياسى لمرحلة ما بعد التغيير والأنفتاح على كل القوى الوطنيه التى عملت على الأطاحة بالدكتاتوريه وتعمل الآن على أقامة نظام ديمقراطى تعددى دستورى .ومن هذا المنطلق بات من الضرورى بل والملح أن تنظر قيادة الحزب الى مسألة فى غاية الأهميه فى الظرف الراهن الا وهى مسألة توحيد قوى اليسار العراقيه وتوجيه كل الجهود لأرساء قواعد للعمل المشترك للتصدى للمرحلة الحاليه وللمستقبل ولا بد لقيادة الحزب الشيوعى -مستلهمة بذلك –روح ومنهج المؤتمر الخامس للحزب للأنظلاق الى فضاءات ارحب وأوسع فى تولى المسؤولية التاريخيه لفتح باب الحوار الجاد مع قوى اليسار الأخرى لكى لا يتشتت الجهد اليسارى الوطنى وكنا قد دعونا اكثر من مره الى حوار من هذا النوع تحت الأسس المشتركه ووفق مبدأ أحترام حرية الرأى وقبول النقد والتعاطى مع القوى الأخرى ليس كقوى معاديه بل كجزء أساسى وحيوى من اليسار العراقى وهى قوى يمكن لها بما تمتلك من رؤى وتصورات وتحليلات أن ترصن المسيره التى ستنطلق فيها قوى اليسار العراقى فى عملية الصراع من أجل تحقيق حلم الفقراء والكادحين وشغيلة اليد والفكر . هذه الطروحات تبشر بأن عهدا جديدا من أنفتاح الحزب على الأراء الأخرى وتقبله النقد والمراجعه قد بدأ وهذا ما يشجع على الدعوة المتكرره والتى لن تتوقف ابدا لتقارب قوى اليسار .
أن موقف القوى والأحزاب اليساريه من موضوعة الأحتلال وما أفرزه من ظواهر على الساحة السياسيه ومشاركة الحزب الشيوعى العراقى فى مجلس الحكم والذى اعتبرته القوى اليساريه الأخرى تعاونا مع المحتل ورضوخا لواقع الأحتلال وتراجعا عن الموقف المبدأى للشيوعيين فى النضال ضد الأمبرياليه الأمريكيه التى لم ولن تقدم البديل الديمقراطى للعراق بل ستسهم فى جره الى المزيد من الخراب والدمار. وهذه وجهات نظر وطنيه تشترك فيها هذه القوى مع قوى أخرى مثلما يشترك الحزب الشيوعى العراقى مع قوى أخرى (من خارج اليسار) فى رؤيته للعمليه السياسيه وهى مسألة وجهات نظر قابله للحواروليست نقاط تقاطع .
هذه الرؤى المتباينه لاتشكل قاعدة للتنافر والعداء بل أن الأرضيه المشتركه والقواسم المشتركه بين قوى اليسار تسهل التفاهمات بل بالعكس تماما ، انها تشكل الأرضيه لعمل جدى لأعادة صياغة الخطاب السياسى وتوحيده وتوحيد العمل اليسارى الذى ينصب اولا وأخيرا فى مصلحة الجماهير وبما يؤشر أن هذه القوى جاده فى العمل من أجل الجماهير وغير منشغله فى صراعات وأنشقاقات تضعفها فى مواجهة متغيرات المرحله وما سيتمخض عنها لاحقا حيث تتمترس القوى الأخرى خلف عناوين وتجمعات وتدرك أن وحدة قوى اليسار العراقى يمكن أن تحدث تأثيرا كبير على الساحة السياسيه العراقية لأنها ستكون بدايه الطريق الصحيح نحو ترسيخ جماهيريه قوى اليسار وأعادة الثقه لجماهير الشعب عامة بقوى اليسار وبجدية هذه القوى للعمل الوطنى وتحمل المسؤوليه التاريخيه . وكان لابد للحزب الشيوعى العراقى – وقد تخلص من عقد الماضى والمسلمات – أن يمنح الآخرين الفرصه لتوجيه الأسئله وأن يمتلك الشجاعة للأجابة عنها بروح الماركسيه الحقه وأعتقد أن الحزب الشيوعى العراقى قادر على الدفاع عن موقفه وتبريره وأقناع القوى الأخرى بوجهة نظره او الأقتناع بوجهة نظرها .
أن وحدة قوى اليسار العراقى تتطلب تفاهمات على الكثير من القضايا التى تهم شعبنا ومستقبله والتى يجب وضعها فى صدارة اهتمامات قوى اليسار وهذا يتطلب – من أجل خلق الأجواء المناسبه للحوار- أن تتوقف القوى اليساريه من اسلوب الأتهام وممارسة النقد غير المسؤول لقيادة الحزب ونعتها بالخروج عن المبادىء الشيوعيه والأيمان بأن الشيوعيه ليست نظريه جامده بل متحركة ومتطورة وديناميكيه بحيث تستوعب كل المتغيرات والظروف والجزئيات .كما ينبغى على قيادة الحزب الشيوعى – كما ذكر الأخ رزكار عقراوى فى مقالته المنشوره على موقع الحوار المتمدن –العدد9122 بتاريخ 13/3/2008-
أن تتحمل مسؤوليتها التاريخيه فى الدعوه الى هذا الحوار والأستجابه الى دعوة القوى اليساريه الأخرى بالرد الأيجابى على أدامة قنوات الأتصال والحوار الدائم وأعتبار ذلك مسؤولية وطنيه وتاريخيه ومطلبا جماهيريا لابد أن يضطلع به الحزب ليثبت لجماهيره ولأبناء شعبنا العراقى أن الشيوعيين العراقيين هم ألأبناء البرره للشهيد الخالد فهد الذى خاطب الشيوعيين بقولته الشهيره (قووا تنظيم حزبكم .. قووا تنظيم الحركة الوطنيه )).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اثمن عاليا طروحات السيد احمد السعد
امير الربيعى ( 2008 / 12 / 9 - 23:51 )
اعتقد ان اليسار الديمقراطى هم نخبة من المثقفين المناضلين الذين سبق ان
كانوا فى صفوف الحزب الشيوعى العراقى والان هم خارج التنظيم رغم
حبهم لحزب ساهموا فى صفحات تاريخة المجيد وهم لايملكون هيكلية
تنظيمية يستطيع الحزب ان ينسق معهم او مع كتلتهم ولهذا اعتقد من
الافضل ان يكتب كل شخص وجهة نظره وافكاره عن طريقة توحيد اليسار
ولااعتقد سيكون الجواب غير ايجابى لان الحزب لمصلحة الشعب توحيد
وقواه السياسيه لاثبات وجوده بين الجماهيرواحتظان رفاقة القدامى
اما الثرثره والتنظير وكيل الاتهامات للحزب ونحن خارج صفوفة ونريد
العوده اليه وفى مراكز نحن نحددها هى عملية تعويق وعرقلة عمل
الاخرين واضرار بكل قوى اليسار وهى خدمة كبيره لاعداء الديمقراطيه

اخر الافلام

.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال


.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل




.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو