الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من على حدائق أبي نواس ملتقى كلواذى للثقافة والفنون خطوة رائدة وثمرة ناضجة

إبتهال بليبل

2008 / 12 / 10
الادب والفن


وكما قيل أن الفنان أتون من ألإبداع ، يتبلور أحياناً عبر القلم وأحياناً عبر الريشة ، حنجرتهُ اللغة أو الخط ، دماء عطائه الحبر أو الأصباغ الزيتية والمائية ،هاهم اليوم ، مثقفي العراق متوقدين عطاء مثل الكواكب في ذروة التهابها ، لم تكفهم أحصنة اللغة فأسرجوا أقمشة اللوحات ، ولم تستوعب الكلمات دفق إبداعاتهم ، حاولوا أن يسكبوا ما تبقى في لوحاتهم .... ووسط حضور كبير من الأكاديميين والمهتمين في عالم الثقافة والفن، نظم يوم الخميس الموافق 4/12/2008جلسة ملتقى كلوا زى للثقافة والفنون ومن على حدائق أبي نواس في بغداد ، بالتعاون مع مجموعة من كبار الفن والثقافة والإعلام العراقي لتعميق أواصر الحوار الثقافي مع كافة المجالات ، وفي سياق متصل أثنى الحاضرين على المكان الرائع وعلى الطبيعة الخلابة التي شكلت لوحة بديعة منحت الجلسة نكهة متميزة...
( خطوة جديرة بالفخر )
وعن هذه المناسبة ألقى الأستاذ مفيد الجزائري كلمتهُ قائلاً: أن الاحتفاء بالثقافة العراقية قد بلغ مرحلة جديدة ومتقدمة ، من قبل المسئولين والقائمين على صناعة الثقافة في بلادنا ، وملتقى كلواذى خطوة جديرة بالفخر والاعتزاز ، كما أكد على أن هذا الملتقى سيكون إضافة جديدة مهمة إلى منظومة العمل المعرفي والثقافي التي بدأ العراق في إرساء دعائمها ، لينظم إلى سلسلة المبادرات الثقافية والفكرية التي عكف عن أطلاقها لفترة بسبب الظروف التي مر بها ، وهو الآن ينهض من جديد من أجل تعزيز مجالات العمل الآبداعي..
(كربلاء فكرية)
تكاد صورة المرآة غائبة عن حركة الثقافة العراقية بكل ما فيها من تغيرات وتحولات معاصرة ، كشخصية يكاد حضورها يقتصر على بضعة ملامح تتوزع داخلها ، على الرغم من كونها عنصر فعال للحركة الادبية في البلاد إلا انه للأسف كانت غائبة عن هذا الملتقى ، فقد عمد الحاضرين في الملتقى ومنهم رئيس المجلس البلدي في الكرادة محمد الربيعي الذي أثار سؤالين أكد أهمية التفكير فيهما وهما: ترى لماذا يطغى حضور الرجل على حضور المرآة في حركة الثقافة العراقية ؟ هل يعود السبب إلى السلطة التي يمارسها الرجل عادة ، في العائلة والمجتمع ممثلاً الثقافة الذكورية ، أم كون المرآة تخضع لكافة الممارسات التي تمركزت في العادات والتقاليد على ممر العصور المندثرة ؟
نحن اليوم لا ننظر إلى مسالة تغيب المرآة في حركة الثقافة العراقية نظرة المهتم لأنها نظرة تشكيلية ، ولا نحاول البحث عن تفاصيلها الجوهرية ، ولكننا اليوم مصرون على دعم المرآة العراقية ، مهما حاول البعض تشويه نقاوتها وتحجيم أهدافها الكبيرة بخوضهم في التفاصيل الصغيرة ، أنها دعوة إلى كربلاء فكرية لنبذ التخلف الفكري والثقافي الذي يحاول استنزاف طاقاتها ، المهم أن تكون حركة تحرر المرآة الفكرية والثقافية جزءاً من ثورة الإنسان من أجل الجمال والحب والعدالة ، التضامن مع الرجل المكافح من أجل دعم حركة الحرية والعدالة .، أذن علينا أعادة النظر في أفكار عتيقة مكرسة لطمس ثقافة وحرية فكر المرآة العراقية ..
وبشأن الدعم:
أعلن محمد الربيعي بدعم ومساندة هذا الحدث الثقافي ، ودعا إلى تعميق قنوات الحوار الثقافي ، وتفعيل التواصل البناء فيما بين الأدباء والفنانين ، وأكد أن نجاح هذا الملتقى نجاحاً للعراق وهذا يحتاج الى كوكبة من أصحاب العقول النيرة من شعراء ونقاد وفنانين ومثقفين ومؤسساتها التنظيمة.
ووصف الكاتب زياد العجيلي مشروع ملتقى كلواذى بأنه رائد بكل ما في الكلمة من معنى ، ويدل على الزخم الثقافي الذي تشهده الساحة العراقية ، وعلى أنتاجها خطا يوازي الخطوط السابقة من كبار المثقفين وأساتذتنا السابقين ، وأستكمل كلمتهُ بالقول بأننا بصدد وضع تمثال يرمز لحرية التعبير والصحافة في كلواذى...
(معرض الرسوم الكاريكاتيرية )
وعلى هامش فعاليات الملتقى تم افتتاح معرض الرسوم الكاريكاتيرية ، للفنان التشكيلي طارق الأغا ، وقد أفتتح المعرض كلاً من الأستاذ مفيد الجزائري والدكتور ميمون ألخالدي والدكتور فاضل خليل والسيناريست حامد المالكي والإعلامي علاء محسن ، والممثل فؤاد حنون ، والشاعر الشعبي حامد ألشمري والشاعر منتظر الناصري وعدد من الأدباء والصحفيين والفنانين..
وأحتوى المعرض على رسومات في موضوعات وأشكال متعددة ، تميزت الرسومات بلمسة شرقية واضحة تستمد الضوء من الداخل عبر لغة بصرية كاريكاتيري تؤكد موقفاٌ إنسانيا في حوار مستمر عن الحرية بكافة مجالاتها ، أتاح الملتقى لمتذوقي فن الكاريكاتير فرصة للإطلاع على نتائج هذه التجربة الفريدة ، والتعرف على ذائقة الفنان طارق الأغا ، كما ضم المعرض لوحات الفنان التشكيلي نابليون وبعض من أرشيف الفنان الفوتوغرافي الكبير مجيد ألخالدي...
(خطاب معرفي واعي )
وتحدث على الخالدي / مؤسس الملتقى الاعلامي عن هدف الملتقى قائلاً: كلواذى هو الاسم التاريخي لمدينة بغداد الشرقية في عهد العباسيين ، إذا كان السلاطين وشعراؤهم يتجمعون على ضفاف نهر دجلة في ( كلواذى ) ويعتبرونه المكان الأكثر شاعرية وجمالاً ، وكلواذى هي نفسها منطقة الكرادة الشرقية حالياً . وملتقى كلواذى الثقافي : هو خط طوارى ثان للمثقف العراقي بمجالاته المتعددة ، فيكون بيت الاديب بعد اتحاده ، والممثل بعيدا عن مسرحه ، والاعلامي خارج مؤسسته , انه ملاذ اولئك الذين يشكون انعدام الاهتمام ، فتجدهم في المقاهي العامة وفي الشوارع ، وعلى هذا الاساس بنيت فكرة الملتقى لتأسيس مكان يجمع فيه المثقفين ويقدم لهم الخدمات اللوجستية والحلقات النقاشية والحوارية ويكون ملاذا امنا للمثقفين العراقيين وضيوفهم ، أما عن الجلسات الثقافية الحوارية يقيم الملتقى حلقات نقاشية اسبوعية يطرح فيها موضوعا للنقاش بحضور ضيف مبدع يتحدث عن تجربته وافكاره ورايه في الموضوع المطروح للنقاش للوصول الى المعالجة المناسبة ، وبعدها تنشر في وسائل الاعلام المكتوبة والالكترونية .
وأشار الى أن من البديهي أن ملتقى كلواذى الثقافي خطاب معرفي واعي يرتكز على ألإبداع الأدبي والفني ويستمد منه عملية تشكيل الصورة الإبداعية ، أنه مشروع مضاف إلى أدوات المثقف المبدع ليقف على عتبة العراق الصبور ويبني نفسهُ على أساس نموذج من نماذج العلم والتقدم...


إبتهال بليبل
إعلامية ومحررة
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-