الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أفتح الابواب للعيد...؟

بان ضياء حبيب الخيالي

2008 / 12 / 10
الادب والفن


هو يواصل الطرق على الباب الموصدة ....و أنا اجثم خلف الباب يتآكلني الرفض والخيبة .....تسألونني من هو ...؟
أيامكم سعيدة أولا سادتي ولتكن كلها أفراحا ومسرات ....أما ..من ..هو...؟ فتعالوا معي لأحكي لكم الحكاية من البداية ....
هو عيدي .... جاءني اليوم صباحا واستقبلته بقلب ينبض فرحا لقدومه .... لكنه كالعادة جاء لنا بزوادة فارغة هذا المتشدق الكاذب الذي يسمي نفسه عيدا ً....ألا يعلم مدى شوقنا للأفراح...أنا، جيراني، أهلي، أطفال حينا ،ناس مدينتنا ...أرسلناه كلنا قبل شهرين محملا ً بالدعاء والأمنيات طلبنا منه أن لا يعود الا بالفرح ..فهو العيد وكلنا مشتاقون لعيدنا القديم الذي كان يأتي لنا بزوادة الأفراح ممتلئة تكاد تتفتق فرحا ....ذهب وعيوننا تتألق خلفه برجائنا بأملنا في أن يعود لنا بقصص جديدة ...غير التي حفظنا وقائعها حتى تقيأنا بعدها ضجرا ورتابة ...كبر أملنا حين عاد بعد شهرين ولا أعلم كم ....حسب ما يرتئيه علماؤنا الأفاضل أمد الله في أعمارهم وقصر عمري ....(خلوهه سكته)....حين عاد عيدنا ....طرق أبوابنا كنا نتقافز فرحا لقدومه فتحنا أبواب قلوبنا الظامئة للقاء العيد واستقبلناه بجذل ....لكننا حين قلبنا زوادته وجدناها فارغة ككل مرة منذ زمن ....الا من قصاصات جرائد قديمة ربما كانت ملفوفة بأسماك بحرية فرائحة العطن تفوح منها ...بداخلها أخبار قديمة وحكايات قديمه ووعود قديمه وأحلام مكررة نعلم إنها لن ترى النور أبدا أما عيدنا فوضع رجلا على رجل في الصالة وأخذ يحدثنا عن ألأفراح في مدن أخرى ...أضنها مدن خرافية غير متحضرة مثلنا ...لم تعرف طعم ديمقراطيتنا المغموسة بالمفخخات ولا الحرية التي أصبحت كما كانت .... حصرا على الكراسي الفخمة ولا التقدم الذي أعادنا لزمن (اللالة و والجولة) ...... مدن لا تمتلك ربع ما عندنا من بترول وهي لا تشتكي نقصا في موارد الطاقة ...ولا يقف مواطنيها كالعبيد ساعات وساعات دون عمل مفيد أمام محطات وقودها ....الخالية من الوقود ....هذا المتشدق الذي اعتقده قتل عيدنا وتنكر بزيه ...أرى حكاياته عن مدن العيد فيها أجمل والقلوب فيها أصفى.... هي خطة مدروسة الهدف منها الوسوسة لنا بفكرة الهجرة نحو مدائن الفرح الخرافية ...ولكنني فهمت المقصد فأقصيته عن قاعتي وأغلقت بابي وليتحدث هو لمن يهوى سماع الأكاذيب ...وحتى لو كانت موجودة هذه المدن فنحن اطفالك المتمسكين بأذيال ثوبك الحاني يا مدينتي الحزينة ....ما لنا ولأعياد الغير كنا نريد عيدنا القديم وأفراحنا ألقديمه وزياراتنا لبعضنا كالحمائم الطائفة في سماواتنا قبلا ... تمنيت في عيدنا هذا أن أوجه ندائي لزارعي العبوات بأنواعها المتطورة التي فاقت كل تكنولوجيات العالم المتطور وحيرت العقول حول العالم بكفاءتها في التدمير ....نعم أوجه ندائي لك أنت يا من تفترش جانب الطريق حاملا الموت لنا تريث يا أخي ...در بعينيك حولك ...كلهم إخوتك وأطفالك كلهم متمسكين بشعائر العيد رغم سطوة الألم ..كلنا نرتدي ملابس جديدة وقلوب قديمة هدّها ألتوق للأفراح ...تريث لا تُحِل أثواب العيد لأكفان لا تزد الألم ....أنا واثقة انك حين تتريث سيدخل النور قلبك وستنتزع عبوتك لتفجرها في وجه من أعطاك إياها ....تريث فالسماء سماؤنا والعراق عراقنا وخيراته تكفينا كلنا وتكفي شعبين معنا ..فعلام الخلاف.....دعونا يا أخوتي نتفق مرة على استقبال أعيادنا معا ً..... فلربما أحسنت ألينا وجاءت بالأفراح ....
تمنيت أن يأتي لنا العيد بجديد في زوادته....لكنه خذلني ...دعونا نحاول أن نصنع عيدنا معا ًبدل أن ننتظر ...هبات الأعياد الشحيحة لنا ...لو إننا زرعنا براعم محبتنا وتلاحمنا ورحمتنا في ليلة عيدنا هذه عسى أن تكبر لنتقاسم ثمار أفراحها في عيدنا القادم .....أما عيد هذه السنة الذي جاء بزوادة فارغة مرة أخرى فقد سحبته من يده ودفعت به صافقة بابي منذرة إياه من بين دموعي المحبطة أن :ـ
ـ اذهب أيها العيد ومرة أخرى حين تجئ ....جئ لنا بجديد...!!!
وبيني وبينكم ورغم أني محبطة إلا إنني أتمنى أن يتفهم رفضي لدوام هذا الحال في بلدي ......عسى ان يعود لي باعياد عراقية حقيقية في المرة القادمه
مهلا أظنني أسمع طرقا على بابي....
انه هو ....من جديد ....قلبي يحدثني أن أفتح بابي له ....عسى أن يكون قد جلب مسراته التي نساها معه ....ما تقولون سادتي ....أأفتح الباب للعيد.....
أيامكم سعيدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي