الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى سقوط الهمجية وولادة الحوار المتمدن

جمان حلاّوي

2008 / 12 / 10
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن -دور وتأثير الحوار المتمدن على التيارات و القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية


حقا" ، ألحوار المتمدن لم يلد قبل سبعة أعوام، بل ولد في وقت أقدم من ذلك بكثير ؛ منذ نشوء البشرية كلازمة ضرورية مع تحول هذا الكائن من كونه قردا" خاضعا" للطبيعة إلى إنسان مقاوما" ومسخـّرا" أدوات الطبيعة لخدمته .. ليس هذا الكلام في مجال المبالغة !..
أنه الوعي الاجتماعي للإنسان حين نظر هذا الأخير إلى محيطه وفهم انه وبسبب من وعيه انه مدرك وقادر على تسخير ذلك المحيط ، وكان لابد من العمل في تطويع الطبيعة لديمومة بقاء وجوده الضعيف.. وكان لابد من أن تتحور أصابع اليد ليضحى الإبهام متعامدا مع بقية الأصابع لا كما لدى القرد موازيا لها ، فتحقق بذلك سهولة الإمساك بالأشياء ونقلها وجمعها بسلاسة ، والإمساك بالرمح لينال فريسته وان يمسك بالمعول ليبني بيتا" ومن ثم بالقلم ليكتب ويرسم تصوراته ،
فتطور الوعي وتبلورت صورة الإنسان عن القرد . وكان اكتشاف ( النار) تحديا"عظيما" آخر للمحيط المتوحش في الهضم الطبيعي فيتقلص حجم المعدة ويكبر حجم الدماغ ، وأضحى الوعي أكثر نضوجا" وكان لابد من العمل الذكي باستخدام تطبيقات النار ،
وجاء اختراع العجلة ، وكان انجازا" بشريا" جعل الإنسان يتحاور مع الطبيعة ويحولها لصالحه وكان رد الفعل تجاه عوامل الطبيعة القاسية انتقائيا"
فسخـّر العجلة في دورانها في طحن الحبوب ونقل الأثقال ، فتحولت الطبيعة المعادية لباسا" من الصوف يرتديه ومسكنا" من حجارة الطبيعة ليأويه ويحميه .

ومع وجود العجلة سخّر الإنسان المبدع النار في حرق الوقود وغليان الماء لدورانها. وكان الدوران محاكيا" لدوران الكواكب والنجوم داخل مجراتها التي تدور هي الأخرى داخل الكون العظيم ،
وكانت الصناعة , وكانت الطاقة المتولدة ..

ومنذ الآن فقد ثبـّت الإنسان وجوده كمسيطر ليسخر الطبيعة في خدمة بقائه وانتشاره وتوسع تجمعاته في مدن مزدهرة !..

وبسبب من ذكائه كانت هناك الأنا وظهر الجشع ورغبة التسلط لاحتواء المحيط بما فيه الإنسان الآخر المهزوم ، فكان الرق والاستعباد وظهر الدين كفتوى شرعية بيد الأسياد لإضفاء شرعية الاستعباد وتسخير الجهد البشري العقلي والعضلي على حد سواء في خدمة أغراضهم الاحتوائية و الاستلابية التوسعية

وكان هناك التناحر والصراع والثورات التحررية ،
وكان لابد من حلول لهذا التناحر فظهرت السلطة المحايدة فتشكـّل مفهوم ( الدولة )
ووضعت القوانين إزاء ذلك لتنظيم أمور البيع والشراء والتملك والعقار والتجارة وحل النزاعات عن طريق سلطة القضاء .
لكن الدولة كانت بيد الطبقة المسيطرة لأن الأخيرة تملك اغلب الأصوات في البرلمان وبيدها اقتصاد البلد ، وكان لابد إذن من ظهور وتشكـّل منظمات مدنية تقارب المتناحرين وتنظم أمور العمل وعجلة الاقتصاد والتوزيع العادل للمحاصيل والغذاء وشوط العمل لصالح الشغيل مستلب الجهد عن طريق المطالبة بتقليص ساعات العمل .. الخ ، فكانت هيئة الأمم والمنظمات الانسانية الاخرى .

وكان لابد للمتناحرين أن يذعنوا وان يفكروا أنّ العالم يكفي للجميع وان خيراته تغطـّي الكل .. فكان هناك الحوار المتمدن لتطوير وسائل إنتاج أساليب ديمومة الحياة الصحية وبالنهج الديمقراطي ..

لذا فالحوار المتمدن هو حوار الإنسان مع أخيه في الإنسانية مولودا" مع نشأة الوعي:

* لغرض الارتقاء نحو فهم العالم المحيط لخلق مجتمع سويّ عادل يضمن حقوق الناس وحرياتهم بغض النظر عن انتماءاتهم وأعراقهم.

* ولتثبيت حقوق ومعيشة كريمة لكل فرد بغض النظر عن إدراكه وقابليته .

* ومنح كل فرد موقعه الصحيح المتعادل من هذا العالم لا اعتباره من الدرجة الدنيا بسبب تواجده داخل بؤرة القمع الديني والجهل و الغزو والاحتلال والعولمة !

وكانت الصراعات والتناحرات دخيلا" على طبيعة الانسان المبدع المتسامح

أهنئكم من كل قلبي : الأستاذ رزكار عقراوي والأستاذ حميد كشكولي ، وكل الأساتذة الذين ساهموا في إدارة وإنجاح الحوار المتمدن .
جمان حلاّوي / أميركا
Email / [email protected]










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف