الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لضمان مستقبل الأمة العراقية (4) المرأة .... مشيدة الحياة ومالكة لجنان الله -بمناسبة يوم المرأة العالمي

أبو مسلم الحيدر

2004 / 3 / 8
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي


" الجنة تحت أقدام الأمهات" حديث نبوي شريف يبين الموقع الطبيعي للمرأة ، لكل أمراة وليس فقط للمراة المسلمة. هذا المقام الرفيع للمراة والذي أكده الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله الطاهرين) لم يكن إلا من الخالق العادل (سبحانه) فالرسول * لا ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى * وليس هذا فقط ، بل ومن خلال ما وصلنا من السيرة النبوية الشريفة نلاحظ إن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في مواقع كثيرة يشرك نسائه والنساء الأخريات في أمور كبيرة تخص تنظيم المجتمع بل حتى إنه سمح لبعضهن في المشاركة في القتال والقصص على ذلك كثيرة بل إنه كان يعامل الطاهرة خديجة (عليها السلام) وكأنها مستشارة بل وشريكة له وكان كثيرا ما يأتمن نسائه على أقوال أصبحت من المراجع التي يعود لها كثير من المسلمين عند رواية الحديث النبوي الشريف. ثم إنه أشرك فاطة (عليها السلام) معه وجعالها من أهل الكساء وهم الذين يعتبرهم المسلمون الشيعة قادة المجتمع والدولة. أما في التاريخ الأسلامي ( ولا أقصد التاريخ الحكومي) فالمراة لها دورها الريادي وما الثورة الحسينية إلا مثال على ذلك فقد كانت المرأة فيها (متمثلة بزينب عليها السلام) هي الصوت الإعلامي المجلل والراوي الحقيقي وشاهد العيان الصادق على واقعة الطف وهي التي أستغلت أسرها والطواف بها من قبل المنتصرين عسكرياً فحولت إنتصارهم إلى هزيمة بكلماتها النارية التي كانت تبين حقيقة الثورة الحسنية والأعلام (كما يقول العلم الحديث) هو نصف المعركة أي إن زينب عليها السلام كانت نصف المعركة وبعد مقتل الأمام الحسين (عليه السلام) كانت القيادة الفعلية لزينب فهي التي شحذت الهمم بخطبها وكلماتها النارية لتندلع بعد ذلك الثورات المنادية بدم الحسين والسائرة على نهجه. وموقع زينب (عليها السلام) هذا لم يأتي بدون تخطيط وبدون عناية من الأمام الحسين (عليه السلام) وإنما كان بموافقته وبترتيب منه كما هو في الروايات حيث كان الأمام الحسين يشركها في كل شيء حتى في الأمور التي تخص المعركة وحتى آخر لحظة حين أستقر رأي الأمام على الخروج لملاقاة الأعداء وحيدا بعد أن استشهد من كان معه حيث لم يكن ليخرج قبل أن يكلمها ويتفق معها على ما يجب فعله لجعل الثورة الحسينية دائمة الحضور والتأثير. ثم بعد إستشهاد الأمام الحسين عليه السلام ومحاولة الأمام علي بن الحسين (السجاد عليه وعلى أبائه وأبنائه السلام) والذي كان عليلاً، لكنه إستجاب لطلب زينب بعدم الخروج إلى ساحة المعركة وهذا دليل آخر على دور زينب القيادي.
ولكن لنعد قليلا إلى الوراء لنلاحظ إن الرسول الكريم وآل بيته كانوا يبجلون المرأة ويحترمونها ولم ينظروا لها إلا مكملا لهم إجتماعيا بل وحتى سياسيا فهكذا كان الرسول مع خديجة وعلي مع فاطمة والحسين مع زينب ( صلوات الله عليهم ) ونتيجة لهذا الفهم العميق لدور المرأة الريادي في بيت القيادة الأسلامية ومهبط الوحي نجد إنه قد يكون قراراً كقرار مجلس الحكم العراقي الموقر 137 ( والذي أثار ضجة كبرى ) ممكن التطبيق. أي بمعنى آخر إن قرارا كهذا يحتاج الى تفهم حقيقي لدور المرأة بالمستوى الذي تفهم به أهل البيت (عليهم السلام) لدورها وموقعها. إن تربية مجتمعنا العراقي لم تكن يوماً إسلامية متكاملة بل هي تربية أقرب ما تكون إلى التربية القبلية التي إستمدت عاداتها وتقاليدها من النضام القبلي الجاهلي. وكمثال على ذلك فإن نضام وأد البنات الجاهلي لا زال مستمرا في مجتمعنا ولكن بصيغة أخرى فبدل الوأد الجسدي ( القتل) نشاهد الوأد الأجتماعي. فكما كان * إذا بُشِّرَّ احدهم بأنثى ضل وجهه مسوداً وهو كضيم * نلاحظ في هذا العصر إن الرجل ليخجل وينزعج إذا تمت مناداته بأسم إبنته ( حتى وإن كانت أكبر الأبناء كما هو في عرفنا الأجتماعي ) إضافة إلى ما تعانيه المرأة العراقية في داخل البيوت ومواقع العمل والمدارس والجامعات والشارع ( مع وجود بعض الشواذ طبعاً ) من معاملة يغلب عليها طابع النظرة الدونية وعدم الأحترام للمرأة وعدم تقديرها وعدم السماح لها بالقيام بدورها الطبيعي.
الأسلام ياسادة نضام إجتماعي وسياسي كامل متكامل رائع يعطي للأنسان حقه ولا يظلمه أو يهضمه ولكن في نفس الوقت لكي نطبق هذا النضام ولكي نجعل قوانين البلاد على أساس هديه ومنهجه يجب أن يكون هناك مجتمعاً عارفا ومطبقا لمبادئ الأسلام كما هم أهل البيت والذين آمنوا وطبقوا فكرهم كالسيد الشهيد محمد باقر الصدر الذي كانت أخته الشهيدة بنت الهدى قائداً إجتماعيا وسياسياً مرتبطاً به إرتباطاً كلياً عرفه الأعداء العفالقة لذا أعدموها معه لمعرفتهم أنها قادرة ومؤهلة لحمل نفس الراية ونهج نفس المنهج الذي إنتهجه أخوها الشهيد في نشر الفكرالثوري التحرري المبني على أساس تحرير المجتمع كل المجتمع وليس جزءاً منه. هذا مثال على إن إعطاء المرأة حقها المشروع في المساهمة في البناء الأجتماعي والسياسي سيخلق لنا نساءاً مؤهلات للقيادة. إن ما أراده بعض أعضاء مجلس الحكم من إصدار القانون 137 قد يكون بهذا الأتجاه ولكنهم لم يلتفتوا إلى إن الغالبية العظمى من أبناء مجتمعنا (رجالا ونساءأً) هم بأمس الحاجة الى التوعية والتثقيف وإن مثل هذه القوانين سيتم إستغلالها لمنع أكثر من نصف المجتمع العراقي أداء الدور المطلوب منه. إن ما حدث من معارضة شديدة لقانون 137 إنما هو درس مفيد للمشرع العرقي في أن يدرس بعناية ما يؤدي الى منفعة مجتمعنا العراقي في شكله الراهن قبل أقحام مواد قانونية قد تؤدي الى الإضرار بمجتمعنا وأمتنا العراقية أكثر مما تنفعها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم


.. وزير الدفاع الأمريكي: يمكن شن عمليات عسكرية بفاعلية بالتزامن




.. نقل جثامين الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه من تبريز لطهران ا


.. استشهاد 4 وإصابة أكثر من 20 في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة الشو




.. هل تسير مجريات محاكمة ترامب نحو التبرئة أم الإدانة؟ | #أميرك