الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((( وتشرقُ الشمس دائماً ... في أجمل صباحات شمسي )))

أغادير أمين

2008 / 12 / 11
الادب والفن



رغم حبي الشديد لجمال المطر و فرحة هطوله الغزير... و رغم حلاوة لذة لسعة البرد الممتعة بعد عناء شهور حرارة صيفنا القائظ المرير.
ورغم اللوحات العجيبة بألوان متناغمة وأشكال تكاد تكون أحيانا مذهلة غريبة ترسمها لنا السحب والغيوم القطنية والرمادية في الأعالي.

تبقى للشمس نكهتها الخاصة بلمستها المداعبة للحياة مدغدغة ...

صحيح هي حارقة للجلود ومسمرة للبشرة في وقت الصيف نتصبب بسببها عرقا
يتمنى بعض الناس لو عن السماء تزول او تغيب بوقت اسرع عما هو مألوف...
او تغطيها غيمة في عرض السماء كي تزيج عنهم شرر جحيم نيرانها في آب وتموز.

أمّا
في الشتاء... تنقلب الأمور من النقيض الى النقيض
نجدهم يبحثون عنها يرغبون بها
يلاحقون بصمة وقع اشعاعاتها على الأرض... يتوسلون الله ألاّ ّتتشكل في السماء غيمة تحجب لهم حنان دفئها الناعم على الرغم من بُعدها.

هكذا هو الإنسان لا يعرف قيمة نعم الله علينا

هل تتخيلون حياتكم دون اشراقات شمسنا ونور ضوء فرح صباحاتنا ؟!!

هل تدركون قيمة الشمس ؟!!

أ تشعرون و تلمسون مدى حجم عطائها ؟!!!

خلقها الله لنا نعمة ..
لولاها ما كان للكون نور ولا صار في الدنيا ضياء .
هي ملاذ للفقراء في الشتاء
يتمنون الاّ تغيب والاّ يأتي الليل كي لا يضطروا لإشعال النيران على الحطب لأنهم لا يملكون وسيلة غيرها يدفئون بها برد اجسامهم المتثلجة.

لولاها ما أينعت ولا أزهرت الورود في الحدائق والرياض
ولا كنا أمتعنا عيوننا بمساحات خضراء واسعة شاسعة نتلاعب بحشائشها نتراكض في هذه البقاع فرحين بوجود شمسنا
لولاها ما كنا نطرب لصوت نغم عزف العصافير والحمام.

انها
( الحياة ) بكل ماتحمله الكلمة من معنى,
انها رمز للأمل وبدء حياة جديدة لكل الأحياء في كل زمان ومكان.

اعشقكِ يا شمسي

وأعشقك أكثر كلما تكرر المشهد في بيتنا الرقيق
أراكِ تتسللين بهدوء عبر نوافذ شبابيكنا الوسيعة بكل نعومة تلامسين سطح المرآة الكبيرة التي تزيّن ممر مدخل بيتنا الجميل... أجدكِ تداعبين تلاطفين هذه المرايا تعكسين اشعتك برقة ذهب خيوطك داخل ارجاء البيت و زواياه في كل تقسيمة حائط و كل قطعة بلاط فيه , فتجعلين المكان يرفرفُ متراقصاً ببهجة حضورك الفتان ويبدو بيتنا كقطعة كرستال برّاقة ولؤلؤة بيضاء مُشعّة تتناغم برهف مع وهج نورك الجذاب...
أجدني اتمنى لو بأناملي ألمسكِ .. بذراعيّ أحتضنكِ ..أتلاشى وأذوب فيكِ...فأحبكِ أكثر وأكثر لهذا جمالكِ.


لن أنسى ذلك اليوم
تلك الليلة تلك الفترة الظلماء ... لأمور حياتية قدرية مفروضة علينا نحن الانسان,
تصورت وقتها أن ليس هناك في الدنيا نور ولن يُشرق لي بعدها صباح !!!!
انا التي حياتي ترفل وتتراقص بمرح حلاوة ضحكاتي تزيّن الأجواء ...
لكن ليلتها لم أذق طعم النوم ولم يغفُ لي جفن بسبب الألم والمرار.
ملت برأسي ساهرة على شباك غرفتي الكبير...اتأمل النجوم اللامعة تشعّ وتبرق في الظلام, فابتسمت ابتسامة صغيرة لأن هناك ضوءً يلمع رغم حلكة الظلام...وأخذتني الأفكار وسرحت بالخيال والتذكرات...

فإذا

بمنظر خلاّب يأسرالألباب ويروق للعيان,
بدتْ شيئا فشيئاً تختفي آخر نجمة بنورها
وخلف البيت المواجه لبيتنا وجدتكِ بحياء تطلّين , ولأن المسافة التي تفصل امام بيت وبيت تكاد تكون بعيدة,
لذا
أخذتُ اتمعّنُ بظهورك كأنك خلف الأفق ترتفعين بحنان ومحبة تشمخين
وتلوح شيئا فشئياً خيوط فجرك الزاهي وكأنك ( أمّ ) تحتضن ( الكون ) طفلها الوليد.
وصوت زقزقة اول عصفور يتهادى في مسمعي طرباً سعيدا بجمال سحركِ ,
تتبعه بقليل ,انغام كثيرة لحشود من عصافير كثر وكأنهم يحتفلون يتغنون مبتهجين فرحين برؤيتك متوّجة كملكة في عمق و وسط أعالي السماء برصانتكِ وعطائكِ تحكمين.
وإشعاعاتك الذهبية كأنامل يد قوية تحكم قبضتها على آخر لون رمادي لسواد الليل الطويل ,
وكأنك تهمسين بل بحكمتك تبوحين :
ان ( لا بد للشمس ان تشرق من جديد ).

تلك اللحظة عدت لفرحي و روح مرح شخصيتي وابتسمت لهمستكِ ملء فمي
فعشقتك أكثر وأكثر وأكثر.

ومنذ تلك السنة اتخذتكِ شعاراً لي رمزاً لحياتي أينما كتبتُ وأينما ذهبتُ وأينما تواجدتُ,
عبارتي المعهودة المشرقة المبهجة بهمستي الناعمة :

((( وتشرقُ الشمس دائماً... في أجمل صباحاتِ شمسي )))

فأُمتليء بالحياة بل وأُملأ ُ بالحب.


أحبكِ يا شمسي

أحبكِ بكل حالاتك صيفاً شتاءً ربيعاً وخريفاً
أعشقكِ في كل الفصول

لأنك أنتِ .. ( دفء كل الحياة ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟