الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ممنوعون من الصرف في الرياضة السورية

كرم يوسف

2008 / 12 / 11
عالم الرياضة


لا يختلف اثنان حول مرارة الظروف التي يعيشها الكورد المجردون من الجنسية في سوريا سواء كانوا ممن يسمون بالأجانب أو ممن يسمون بمكتومي القيد ، ولحساب مدى هذه المعاناة يمكن لأي كان أن يحصي المدة الزمنية يوماً بيوم وذلك منذ الخامس من تشرين الأول سنة 1962، وما من شك سيكون الأمر في غاية الألم لأنّ في هذه المدة الزمنية الفائقة الألم قد تهشمت أحلام ووئدت أعمار كان جل أحلامها التمتع بجنسية وطن ولد أجدادهم فيه.

الكوردي المكتوم القيد والأجنبي في سوريا ممنوع من الصرف في الدوائر الرسمية في عموم سوريا، لا يحق له أن يشعر أنه بشر طالما أنه بات من المتعارف عليه أن الإنسان في أي مكان في هذا العالم يُعرَّف بأنه ينتمي إلى وطن يمنحه الجنسية بلا حدود ، يمنحه حدوده بلا حدود، ومما لا شك فيه أن مثل هكذا إجراء يتم فيه تجريد الجنسية من المواطنين لهو إجراء فريد في العالم بأسره ، و الأمر الأكثر فرادة أن يدوم مثل هكذا إجراء سنيناً طوال وتكون أحد أكبر أحلام انسان مكتوم القيد أو الأجنبي هو أن يخرج من محفظة جيبه هويته الشخصية حينما يقطع تذكرة سفر على متن بولمان.

تناولت العديد من المقالات الكورد المجردين من الجنسية في سوريا وتطرقت إلى شتى أنواع الغبن التي يعيشونها في كل مناحي الحياة، من حيث أن تكون أباً دون أن تكون متزوجاً ، أن تحرم من متابعة تعليمك لأنّه لا يحق متابعة تعليمك لسبب خارج عن إرادتك ، أن تحرم من سند تمليك أي شيء في حياتك، وأن تحرم من السفر خارج القطر.

لكن ماذا عن الرياضة عند الكورد مكتومي القيد والأجانب في سوريا ؟
الكوردي المجرد من الجنسية سواء أكان من مكتومي القيد أو من الأجانب حتى فأنهم يُمنعون من اللعب في الأندية الرسمية ، وكم من أمثلة تراودني في هذه اللحظة من أصدقاء كانوا يجيدون لعب كرة القدم ورياضات أخرى بالطبع بشكل أفضل مني.

كم هو مؤلم أن تقضي عمراً تملك فيه شيئاً ولا يمكنك اظهاره!،و أن تكون قادراً على الاحتراف في ساحة ملعب لكرة القدم أو السلة أو الطائرة أو ... وتجد نفسك مجبراً على القعود خارج المستطيلات الخضراء الرياضية .!..

هنا كان لا بد أن أدون أسماء اصدقاء لي كانت جل أمنياتنهم اللعب مع نادي الجهاد الرياضي لكرة القدم في مدينتي "القامشلي" ، وانتهى عمرهم الرياضي دون أن تتحقق لهم هذه الأمنية البسيطة على الرغم من أنهم يملكون مؤهلات رياضية تخولهم الدخول إلى ساحات الملاعب واثبات جدارتهم فيها .

ذات مرة بينما كنت جالساً مع صديق لي من مكتومي القيد على مدرجات ملعب نادي الجهاد ونحن نتابع إحدى مبارياته، كانت عينا صديقي شاردتين طوال فترة زمنية كبيرة من المباراة - وأنا الذي أعلم مهارته الرياضية ورغبته الكبيرة بالانضمام إلى صفوف هذا النادي- هذا المشهد مهما حاولت أن تشرحه لأي انسان داخل سوريا أو خارجها فانه سيصعب عليه فهمه بسرعة ، لأنه لو استعرض أوراق ذاكرته كلها فأنها لن تسعفه على فهم فكرة أن يكون شخص ما ممنوعاً من الانضمام والانتساب لنادي رياضي وهو يملك خبرة و مهارات رياضية لا تقل عمن يلعبون في ساحة الملعب.
عينا صديقي لاتزالان شاردتين في ذلك المكان الذي كنا جالسين فيه رغم أن سنيناً كثيرة مضت ،وقد أخبرني في زيارة له إلى القامشلي بأنه سيمنع ابنه من لمس كرة القدم لأنه لا يود أن يجرح ابنه في ذاكرته وقلبه مثلما جُرح والده .
صديقي" الكوردي المكتوم القيد" يعمل الآن في دمشق في أعمال البناء ولا أدري كيف ينظر الآن إلى كرة القدم حينما يراها بين أقدام اللاعبين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مانشستر يونايتد يتعرض لهزيمة كبيرة أمام كريستال بالاس في الد


.. قمة تجمع باريس سان جيرمان بضيفه بوروسيا دورتموند في دوري أبط




.. مواجهة نارية بين -بي أس جي- و -دورتموند- في مبارة الصعود لنه


.. بعد تتويجه ببطولة الدوري الإسباني.. هل سينتزع ريال مدريد لقب




.. أخبار الرياضة في دقيقتين | سباق خيري يجمع بين يوسن بولت وكلي