الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفقا بالعراق وأهله........ياعراقيون!

مازن فيصل البلداوي

2008 / 12 / 13
حقوق الانسان


كلّنا نعلم مقدار الضغط والتشنّج الذي كان ولايزال قسما كبيرا منه متواجد بين أبناء المجتمع العراقي بكافة شرائحه ابتداءا من الظروف التي أحاطت بالمجتمع أثناء الحروب الماضية فقد عاش العراقيين حياة عسكرية أو شبيهة بها من خلال تعايشهم اليومي مع مجريات الأحداث اليومية أبان الفترات الحربية التي مرّ بها العراق فكان الفرد يحيا يومه مع اخبار الجبهة والبيانات الصادرة وأخبار الشهداء والقتلى والقصف المدفعي ناهيك عن متابعة الأخبار العالمية الخاصة بتلك الحروب والتمنيات المبنيّة على أحلام يكاد حجمها أن يملأ السماء! ومما لاريب فيه فأن أسهامات هذه ألأخبار في أضفاء الضغط النفسي والتشنّج العصبي على الفرد كانت كبيرة الى درجة أنها أسهمت في تغيير التركيبة الشخصيّة للكثيرين ممّن أسعفهم الحظ ولازالوا على قيد الحياة الى يومنا هذا بعد اجتيازهم النفق المظلم الذي دخلت به الدولة العراقية أبان الفترة الماضية،ومن هنا فأن التوقف والتفكير لآليات ألأخذ بيد من مرّ بذلك النفق ومن مختلف الفئات العمرية للمجتمع لهو أمر عال ألأهمية وبالغ الخطورة من ناحية وضع الآليات المناسبة لأستعادة التركيبة الشخصية للفرد وأزالة ماعلق بها أو تداخل معها من أدران الفكر الأنفصالي والأنعزال الفئوي الذي كان قد استحدث نتيجة لتلك الضغوط والمعطيات التي مر بها الفرد وانطلاقا من زاوية الأنتماء الوطني وصولا لتحقيق الوحدة الوطنية والتي تعتبر حجر الزاوية في أعادة بناء مادمرته رياح الزمن الماضي العواتي أذ عصفت بمقدّرات البلد ونوازع الانسان واستطاعت ان تتغلغل الى داخل عقله وقلبه لتعيد تركيبه بشكل جديد يتواءم مع متطلبات المرحلة الحالية التي يمّر بها البلد.
أن المثقفين من كتّاب ومختصّين بعلم النفس وألاحتماع والتشابك الخيّر من لدن المنضوين تحت لواء مؤسسات المجتمع المدني الحقة، لهم الدور الأبرز في أيجاد الطرق والوسائل الفعّالة لأحداث هذا التغيير وان كان على مراحل أو اشكال مختلفة يتلقّاها المواطن بصدر رحب ويتفاعل معها وصولا الى الغاية الموحدة في الحفاظ على مواصفات التركيبة الشخصية التي من شأنها أعادة بناء البلد كما هي الحال في تجارب بلدان أخرى مرّت بتجارب مثل مامررنا به من تجارب مريرة، أذ انتفضت تلك الشعوب بعدما انتهت الفترة المريرة التي كانت تحياها، لتشرع باعادة بناء بلدانه وازالة اثار ماتعرضّت له خلال الفترة السابقة، وبعيدا عن التحزبّات والتشظّي الفكري والانتماءات الحزبية المتعددة باعتباراها حلات شخصية ومعتقد انتمائي شخصي لايضّر العمل مع الاخرين في سبيل المصلحة الوطنية العليا للبلد.
ذلك التشنّج والضغط النفسي الذي صاحب الفرد منذ ذلك الحين ظلّ مستمرا بعد تغيّر ألوضاع بعد نيسان 2003 أذ بدأت مرحلة جديدة هدفها ألأبقاء على هذا الضغط والتشنّج ليصاحب المرحلة الجديدة التي أعدّ لها المخططون مستفيدين من ألأرث النفسي المتراكم لدى الشخصية العراقية وبالتحديد على مستوى القاعدة الجماهيرية العريضة لكي يتم ألأجهاز على ماتبقى لدى الفرد العراقي من خزين وان كان ضئيلا من مواصفات الشخصية العراقية ألصلية المتمتعة بالتعقّل والنظرة المستقبلية البعيدة المدى عند اصدار الرأي او الحكم على قضية تخص مصلحة البلاد العليا بتداخل مفهوم التعددية العرقية وألأثنية للتركيبة الاجتماعية للواقع العراقي،وبالرغم من ان موضوع ألبقاء على هذا التشنّج استمر ونجح ولو لفترة قصيرة ألا ان تدخّل العقلاء واصرارهم على المضي قدما بطريق منع وقوع كارثة الانزلاق الى هاوية الحرب الأهلية، وتنفس الناس الصعداء بعدما ادركوا ان انجرارهم الى الاحكام والرؤى التي كانوا يسيرون خلفها ايحاءا من المساهمين في استغلال التركيبة الشخصية المتحصلة والواقعة من وتحت الضغط النفسي العالي والتشنّج العصبي بسبب الكوارث الماضية وصولا الى حالة الأرتهان السببي لتواجد ذات الأفراد ضمن دائرة الظروف اليومية بعد نيسان 2003.
لذا كان لزاما على كل الكتّاب والمثقفين ومؤسسات المجتمع المدني ان يتعاونوا مع بعضهم البعض بشكل فعّال وحقيقي ليس على الورق فقط ليضعوا خططا من شأنها ألأخذ بيد أفراد المجتمع الى تنظيف ابدانهم وعقولهم مما علق بها من متراكمات الفترة السابقة شيأ فشيأ والتركيز على جيل الشباب ممن ولدوا ونشأوا في ظروف الحروب الماضية مما دعاهم الى التعايش مع معطيات الحياة ابان فترة الحروب التي أفرزت معطيات جديدة واجبرت من عاش ابانها ان يتقبلها مجبرا ام مختارا لتصبح جزءا من تركيبته الشخصية والتي أجبر على ان تكون جزءا من تركيبته الشخصية الجديدة نتيجة التعامل المستمر مع تلكم الأفرازات واصبحت فيما بعد صفة عامة من صفات التركيبة الشخصية لأفراد المجتمع، وهذا هو أهمّ المفاتيح التي ستفتح أبواب المستقبل الجديد امام المجتمع بواسع اطيافه.
لقد انعزل المجتمع العراقي لفترة طويلة عن العالم فلم يكن يتعايش مع باقي اجزاء الكرة الارضية وسكانها الا بما كان يسمح له وضمن خيارات صعبة وضيقة ومحدودة جدا، أسهمت فيما أسهمت به من حالة الأنعزال والتأخر عن اللحاق بركب التقدّم العالمي في شتى أرجاء المعمورة وحتى بالمقارنة مع دول العالم الثالث من النواحي الأقتصادية والفكرية والثقافية ليصبح الفرد فيما بعد فريسة سهلة بيد التطرّف او الافكار الراديكالية والتي استغلّت أغلب مركبات الحاجة المادية والعوز الثقافي لتنفيذ مآربها ومخططاتها.وعليه لابد ولابد من العمل المشترك غير المنفصل والهادف الى اعادة تلك الشخصية الاجتماعية بتركيبتها الاصلية لأنها الوحيدة القادرة على تحمّل مصاعب الوقت الراهن وقادرة على الوقوف بوجه المخططات الرامية التى تمزيق المجتمع والوحيدة التي ستستطيع اختزال الزمن للوصول الى مرحلة متقدمة من مراحل العلوّ والترقّي للوطن وأهله بعيدا جدا عن اليات المحاصصات والتحزبّات التي أفرزتها التركيبات الشخصية التي تنتمي الى تلكم الفترات الكارثية المذكورة اعلاه، ولن تستطيع تلكم الشخصيات بعمومها غير النظر من ثقب الأبرة والذي كما يعلم أي عاقل بأنه لايسمح برؤية الا النزر اليسير من أفق المستقبل ،لا بل انه يستطيع ان يرى فقط مايسمح به الثقب من مساحاة ضئيلة جدا جدا لاتستطيع ان تستوعب نظرة الجماهير المحتاجة الى انفراج مساحة الأفق ليستطيعوا النظر الى المستقبل ويخططوا ويصلوا اليه.
فمن باب أولى ان نولي أهمية أكبر لمساعدة الفرد على ازاحة تلكم الهموم الملقاة على كاهله وان نبعده عن كونه بين مطرقة المتطلبات الواجب تحقيقها وسندان القوى والاحزاب المختلفة، أذ تعب الفرد وهو يرزح تحت تلك المتطلبات وعوامل السحب والشدّ وتقاذفات أهواء التيارات المختلفة والمتعددة وليكن التركيز على تنشيط ىاليات التغيير الشخصي كي نصل في نهاية المطاف الى زخم تغيير داخلي يفرض نفسه على الواقع ويكون العامل ألأول وارئيسي في عملية التغيير الشاملة نحو ألأفضل، فرفقا بالعراقيين فهم متعبون ولم يمّر غيرهم بمثل مامرّوا به وان كان غيرهم قد مرّ بجزء مما مر به العراقييون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا: أوامر إسرائيلية جديدة بتهجير 300 ألف فلسطينى


.. رئيس كولومبيا يدعو لاعتقال نتنياهو: يرتكب إبادة جماعية




.. غوتيريش يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإخلاء سبيل جم


.. اعتقال محامية تونسية بارزة بعد تصريحات وصفت بـ-المهينة- لبلا




.. واصف عريقات: يوم 7 أكتوبر ضربت ركائز الكيان الصهيوني الثلاث