الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة الشيشان في ديالى .. الى متى ؟

محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد

2008 / 12 / 12
حقوق الانسان


مضى اكثر من أربعة عشر شهراً على تدمير وحرق دور وجامع قرية الجاجان (الحميدية) الواقعة على مبعدة عشرة كيلومترات من مركز قضاء المقدادية (شهربان) في محافظة ديالى من قبل عناصر مسلحة وميليشيات تنتمي الى العشائر القاطنة في المنطقة تحت لافتات طائفية وإنتقامية لا جذور حقيقية لها .
ولا شك أن حجم المأساة الكبير المتمثل بهدم ونهب ( 60) داراً فضلاً عن جامع القرية الوحيد ( (جامع إبراهيم الخليل) وتهجير ( 43 ) عائلة شيشانية منها ومنعها من حمل أي من متاعها وممتلكاتها الشخصية بإستثناء الملابس التي كان أفرادها يرتدونها ساعة الغزو في ليلة ذلك اليوم المشؤوم ( 16 و17/ ايلول/ 2007 ) ، يدلل على الدوافع الحقيقية المعلنة والمخيفة التي حفزّت الجيران على تبني هذا العدوان المستهجن والمبيت والمخالف للأعراف والتقاليد القبلية والعشائرية ، خاصة لما للجيرة من حقوق وسطوة معنوية ودينية لدى العرب خاصة والإسلام عامة ، ومنها الدوافع الطائفية المقيتة المعروفة التي تعصف بالعراق الجريح ، الى جانب نوازع الغيرة والحسد والطمع ، لما في القرية من خيرات تتمثل بالأراضي الزراعية الواسعة والبساتين العامرة والموقع المتميز !
لقد شهدت محافظة ديالى وبتشجيع ومبادرة أولي الأمر من رؤوساء وشيوخ العشائر وقادة وحدات الجيش العراقي في المنطقة حملات امنية واسعة ، الى جانب العديد من جلسات وتجمعات الحوار والمصالحة الوطنية ، وتصاعدت مطالبات ونداءات المتضررين جراء العدوان والتهجير بضرورة قيام مؤسسات الدولة المختصة بتحمل مسؤولياتها تجاه ضحايا الفلتان المني والإسراع بصرف التعويضات المالية لإعادة تأهيل الدور وتامين الإحتياجات الإنسانية الضرورية للعوائل التي لا تزال تعيش مبعثرة ومتوزعة في ضيافة عوائل الأقرباء في المحافظات أو في مساكن متواضعة مؤقتة وهي في أسوء حالات المرارة والضياع والمعاناة ، خاصة أنها ومنذ تجريف القرية وتدمير وهدم دورها لم تتلق أي دعمٍ مالي أو مساعدة إنسانية من أي طرف حكومي أو دولي كان !
لقد بدا واضحا ً فشل الشعارات والإدعاءات التي تنادي بها أغلب المنظمات والحركات والجمعيات القومية والدينية والإنسانية في إختبار التعامل مع محنة هذه القرية التي كانت تضم أعرق العوائل وأكثرها حضوراً وعطاءً في تأريخ العراق الحديث ، فأين هذه العناوين من رعاية أسر وعوائل القرية وحمايتها ومد يد العون المعنوي والمادي لها ؟ وكيف تبرر لنفسها وقواعدها الشعبية هذا الإهمال الغريب والمؤسف ، وترك الأسر المنكوبة تجابه قدرها وحدها دون معين في الوقت الذي تضج مضاجع الناس بالدعاية وتهويل المنجزات وتحسين صورتها الإنسانية وهي ابعد ما تكون عنها ؟
وعلى أي حال فإن السؤال المهم في الأمر الآن : ما هي الخطوة التالية ؟ من يلّم الشمل ويضمد الجراح ويعيد البسمة على شفاه اطفال القرية الذين فقدوا ملاعبهم ودفء أسّرتهم ومخابئ ألعابهم في بساتين الأهل العطشى والمخربة ؟ من يبادر الى تصحيح الأخطاء وإعادة الأمور الى نصابها بعد الإحتكام الى العقل ومنطق الواقع والتيقن المطلق بإستحالة قلع جذور الإنسان من أرضه تحت أي ظرف وفي أي زمان ومكان ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية الأردني: نطالب بتحقيق دولي في جرائم الحرب في غ


.. نتنياهو: شروط غانتس تعني هزيمة إسرائيل والتخلي عن الأسرى




.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - الأونروا: 160 موقعًا أمميًا دمرته


.. الصفدي: الأونروا ما زالت بحاجة إلى دعم في ضوء حجم الكارثة في




.. مفوض الأونروا: 800 ألف من سكان رفح يعيشون في الطرقات.. ومناط