الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوباما.. تصورات عراقية

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2008 / 12 / 13
السياسة والعلاقات الدولية


لا ندري من أين لـ(محللي السياسة) العراقيين كل هذه المعلومات عن خطط الرئيس الأمريكي المنتخب اوباما تجاه العراق. فقد بدوا واثقين تمام الثقة وهم يتحدثون على شاشات التلفزيون عن عدم اكتراث اوباما بالعراق واهتمامه بأفغانستان حصرا، وكأن الأخير كشف لهم وحدهم عن أسرار خططه التي سينفذها حين تسلمه الإدارة الأمريكية، كما انهم ظهروا واثقين تمام الثقة من ما يطلقون عليه نتائج متابعاتهم للشأن الأمريكي واطلاعهم على مجرياته.
وبالعكس تماما من خلاصات متابعات المحللين السياسيين العراقيين جاءت رصديات مؤسسة (حركة السلام) التي أكدت أن الرئيس المنتخب انتقى أركان إدارته المقبلة من صقور متشددين وداعمين للحرب في العراق، وخاصة أولئك الذين سيتولون المناصب الأمنية العليا وهم من الذين كانوا قد صوّتوا لصالح قرار الاحتلال مخوّلين بذلك الرئيس بوش غزو العراق، ودعم الحرب.
(معهد المجموعة التحررية) هو الآخر جاءت رصدياته مخيبة لـ(آمال) محللينا السياسيين، فذكر في تقرير له قبل اكثر من أسبوعين : "إنّ ما يدعو إلى الدهشة هو عدم وجود واحد من الـ23 عضواً من أعضاء مجلس الشيوخ أو الـ133 عضواً في مجلس النواب الذين صوّتوا ضد الحرب موجوداً في قائمة إدارة أوباما".
لتأتي بعد ذلك كله ترشيحات أو اختيارات الرئيس المنتخب والتي أعلنها قبل يومين مطابقة لتوقعات المحللين الأمريكان وبالضد تماما مما أشاعه المحللون العراقيون، فالسيناتورة هيلاري كلنتون رشحت لمنصب وزيرة الخارجية ووزير الدفاع الحالي روبرت غيتس بقي في وزارته، كما يتوقع ان تتضمن القائمة أيضا اسماء الكثيرون ممن صوّتوا سنة 2002 لصالح قرار الحرب.
هذه هي دولة المؤسسات، لا تغييرات بنيوية في خططها ولا باستراتيجياتها بتغير شخص الرئيس، فالرئيس لا يُنظر اليه كشخص انما كمؤسسة، والمؤسسات في الولايات المتحدة الأمريكية عريقة وراسخة ومتينة، وهي نوعان : الأول، مؤسسات رسمية تابعة للدولة تبعية مباشرة وهي : الرئيس وكبار مستشاريه (مؤسسة الرئاسة) ووزارة الخارجية الامريكية ووزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومجلس الأمن القومي، وأخرى مؤسسات مدنية، كمراكز الابحاث والتروستات التجارية والصناعية والزراعية والنفطية واللوبيات (قوى الضغط) القومية والدينية داخل الكونغرس وغيرها كذلك منظمات المجتمع المدني...
لا اظن ان محللينا لا يعرفون كل هذا، لكن ربما كان لحديث البعض منهم عن هذا الموضوع قبيل الموافقة على الاتفاقية الامنية علاقة ببروباغاندا التخويف من انسحاب أمريكي مفاجئ والتي قادتها الإدارة الأمريكية وقيادتها العسكرية في العراق وأطراف في الحكومة والبرلمان، ودفعت البعض من الممانعين الى الموافقة على الاتفاقية وتبريرا لموافقة البعض الاخر عليها، وقد نجحت هذه الحملة فعلا، فوافق البعض خوفا وآخرون طمعا ولكن بتبرير جاهز ومُعَد سلفا ليغطي سوءات الجميع، وكأن وجود اللاعبين الإقليميين ينتظر الغياب الامريكي ليبدأ تدخله في الشأن العراقي!..
ان مرحلة اوباما أو عصر اوباما سيكون مختلفا حتما عن فترة سلفه بوش لكن لا كما يتوقع محللو السياسة لدينا والذين ان أحسنا الظن بهم، فقد تصدوا لهذا الموضوع وعيونهم تنظر الى تجارب الحكم في دول العالم الثالث.
ان وجهات النظر في أمريكا لا تفسد للاستراتيجيات قضية وليس كما هو سائد في بلداننا حيث لا تكتفي بإفسادها بل تنسفها نسفا أو تبدلها تبديلا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو