الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى جميع الرفيقات والرفاق والصديقات والاصدقاء

سمير عادل

2008 / 12 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


الاعزاء
تحية طيبة...
استلمنا بعد حادث الانفجار الدموي في كركوك العديد من المكالمات التلفونية والرسائل الالكترونية عبر العالم يسالون عنا كما قام العشرات بزياراتنا وعدد كبير قرر القيام بالمجيء الينا من مدن مختلفة للاطمئنان على صحتنا الا اننا الححنا عليهم بأننا بخير ولا داعي لان يتحملوا مشقة السفر، فقبل كل شيء اود عبر هذه الرسالة ان اسجل تعازي الى ذوي الضحايا والتي لن يخفف الامهم مهما امتلكنا من قواميس للكلمات ولكن نتمنى ان نكون الى جانبهم في هذه المحنة العظيمة، كما نود ان نعبر عن شكرنا الجزيل والتقدير العالي لكل اولئك الذين عاشوا لحظات قلق من اجلنا ونطمئنهم بأن الرفيق محمد عزيز وانا بخير وقد نجونا بأعجوبة من الانفجار المدوي الذي حصل في مطعم عبد الله في كركوك. وان اصابتنا بسيطة قياسا الى عشرات الاطفال والنساء والشباب الذين فقدوا حياتهم او الذين اصيبوا بجروح بليغة.

لقد كانت بحق مشاهد مروعة حيث ترى بأم عينيك تطاير الاجساد وتناثرها هنا بما فيها اجزاء من لحمك، وهناك ورائحة البارود تملئ المكان لتقلب تلك الوجوه قبل لحظات التي كانت تنتزع السعادة من الحياة الى دماء وقطع مشوه ومحروقة ومقطعة. كان الم تلك المشاهد الماساوية اقوى من الم جروحنا، حيث فارقت الحياة ضحكات الفرح التي رسمت وجوه الحاضرين الذين قدموا ليقضوا وقتا سعيد مع اسرهم في مدينة غزيرة بالنفط والثروات ولكنها افقر مدينة في العالم ولا يوجد فيها مكان يليق بالانسانية وتحت اقدامها مليارات من دولارات العالم.

ورغم جميع ترهات القوميين وسنوات من نفث سموم العنصرية بأن هوية كركوك كردية او عربية او تركمانية، كانت عشرات المركبات تقف على قارعة الطريق المؤدي بين كركوك واربيل ليتحدث سائقيها وراكبيها باللغات الثلاثة المختلفة مع الجرحى كي يفهموا ويعرفوا اصابتهم وما يحتاجونه لينقلوهم بعد ذلك الى المستشفيات. وعلى باب تلك المستشفيات تجمهر المئات ليتنافسوا على التبرع بالدم حتى انتابنا الخوف من جديد لو ظهر انتحاري اخر ليفجر نفسه بالتجمع ويذهب المزيد من الضحايا. اي بعبارة اخرى كان الحس الانساني والمشاعر الانسانية هي التي تحرك الاحداث.

كان شيء واحد كالعادة اراد ان يبعثه "اعداء الحياة" في ذلك الانفجار المروع، بأن قتل الابرياء وسرقة البسمة من شفاه الاطفال ليس له اية علاقة بمقاومته للاحتلال ولا بعملائه، لان رفيقي محمد عزيز وانا شخصيا كنا وما زلنا اشد المعادين للاحتلال وسياسته المعادية للبشرية. وخلال تلك السنوات عملنا وناضلنا بجهد كبير مع مئات من رفاقنا لطرد الاحتلال، فما بالك ان يموت اشخاص مثلنا في حادث يراد ان يسجل لصالح المقاومين للاحتلال، واكرر هنا ايضا لو لا الاحتلال لما تحول العراق الى قاعدة للارهابيين تعبث بأمن وسلامة المواطنيين.
انهم مصاصي الدماء ولا توجد اية كلمة او مقولة او عبارة من الممكن وصف هؤلاء المجرمين الذين يستمتعون بسلب الحياة ومعانيها. فدائما اقول لاصدقانا ورفاقنا اذا لن يحالفنا الحظ ذات مرة وفقدنا في حينها حياتنا في عملية اغتيال او حادث مثلما الذي عشنا تفاصيله ، فلاننا اخترنا ان نسبح عكس التيار ووضعنا حياتنا في كفة واحدة وقررنا ان نخوض حربا من اجل حياتنا ومستقبل اجيالنا. لكن ما ذنب اولئك الابرياء كانوا اطفال او نساء او رجال، فلم يختاروا ان يخوضوا اية حرب، ولم يختاروا ان يتخذوا اي جانب او ينظموا الى اي طرف في تلك الحرب وفقط لانهم ارادوا ان يعيشوا الحياة رغم مأساتها في (العراق الجديد) الذي كل شيء فيها جديد بحق الا حياة وكرامة وقيمة الانسانية التي تنتزع منها في كل يوم. ما ذنب اولئك الاطفال الذين سقطوا وهم لم يعرفوا لماذا المجرمين يريدون حياتهم باي ثمن!

وفي تلك الحادثة المروعة التي عشت لحظاتها شخصيا ازداد تصميمي وارادتي ان اواصل مع رفاقي والالاف من التحرريين الدرب لطرد الاحتلال والجماعات الارهابية من العراق، ان نواصل الدرب من اجل حياة تعمها معاني والقيم الانسانية. ان مسؤولية وضع حد لمسلسل الدم ورسم البهجة على شفاه الاطفال واعادة الامل الى ذويهم دون ان يعتريه الخوف و يسرقها الارهابيين من شتى الاصناف، تقع على عاتقنا.

12-12-2008











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر يلتقي الملك تشارلز


.. خريطة تفاعلية تشرح مراكز الثقل الانتخابي في إيران




.. الدعم السريع يسيطر على منطقة استراتيجية في ولاية سنار جنوب ش


.. عاجل | وزارة الداخلية الإيرانية: فوز مسعود بزشكيان بانتخابات




.. الجيش المكسيكي يوزع طعاماً للمتضررين من إعصار بيريل