الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع المدني الفلسطيني والدور الحاضر المُغيب

حاتم سميح ابوطه

2008 / 12 / 13
القضية الفلسطينية


من المعروف لدينا ولدي اي مواطن اليوم ان مقدرا تقدم الشعوب ومقدار حداثتها ومواطنتها يحسب اليوم من المنظور الخدماتي ومقدار الخدمات المقدمة للمواطن في داخل اي بلد وما له من حقوق وما عليه من واجبات تجعله مواطناً صالحا يزخر بثقافة المواطنة والتقيد الاخلاقي بها , فمن هذا الجانب يمكن لاي باحث ان يدخل الي بوابة البلاد التي يريدها ليبحث في شئونها الداخلية , فعلي هذه الخارطة المرسومة يمكن له ان يصل الي معلومات ادق بهذا الشأن المراد بحثه , فالمحسوب لديينا ان تعدد الانظمة السياسية والحركات السياسية والنقابات والمؤسسات والجمعيات ولجان الاحياء كلها تصب في هذا الركب علي مقدرا حداثة ودمقرطة هذه البلاد ام لا كما لا ننسي ان الدور الاعلامي الرسمي وتأثيره ومدي وجود اعلام مواجه ايضا يمكن ان يقاس علي هذا المظمار ايضا بحكم ما يعبر عنه ذلك من تعدد الآراء وحرية التعبير المتاحة في داخل البلاد ,ةيعطي دلالات أكبر علي ان النظام السياسي المنتشر في البلاد, كما وان غياب العناوين السياسية العنيفة عن الصفحات الاولي هو ايضاً صورة من صور حداثة وثأثير المجتمع المدني ومفهومه واتساع الوعي لدي المواطنين داخل البلاد ايضاً, فلعله لا نستغرب بان يوجد في اشهر الصحف العالمية خبراً ريئسيا يتناول موضوعاً ثانوياً لا نألو نحن له اي اهتمام ولعلنا نجده في الصفحات الاخيرة من الصحف المحلية او العربية.

ان هذا العصف العاجل للصور والمقاييس التي يمكن لاي باحث منا اليوم ان يعمل من خلالها للدخول الي اي نظام سياسي والبحث فيه ومواكبة اي ظاهرة يريدها داخل البلاد التي وضعها نصب عينيه للبحث فيها , واذا ما اردنا نحن اليوم ان نبحث في هذا المجال , فلا بد لنا من ان نجعل نصب اععيننا مثل هذه الصور التي يمكن ان تشكل المقاييس الدقيقة لرصد اية تطورات في يالمجال المدني ام السياسي في داخل اي بلد .

فلعله ادا ما اردنا ان نسقط هذا التمثيل علي الصورة الفلسطينية اليوم باعتباها الصورة الحاضرة في معظم المحافل الدولية والعربية والاقليمية اما علي صعيد السياسة ام علي صعيد المجالات الانسانية , فلا نجد سوي العديد من التناقضات تفرض علينا كباحثين ان نضح الحالة الفلسطينية في المجال الخاص وتسميتها بالحالة الخاصة من انواع الدراسات علي اعتبار انها تقع تحت تأثير عدد من المعطيات التي تجبرنا علي ذلك , ومن وجهة نظري يجب ان تكون في درجة الميزة لا السلبية , فالاحتلال والنظام السياسي المعقد وتعدد الاحزاب والتنظيمات وتعدد الاتجاهات والآراء لكل فصيل من فصائل العمل السياسي في الطريقة التي يمكن ان تحرر بها فلسطين من الاحتلال , وتعدد ادوار المجتمع المدني وانتشار المؤسسات والجمعيات والنقابات تحت ايطار الاحزاب والمنظامات , جعلنا نجبر انفسنا علي ان ندخل لدراسة النظام السياسي اكثر من مرة , وفي كل مرة لك ان شئت ان تدخل لعالم دولة التنظيم او الفصيل كذا او كذا من اجل ان تضع نفسك في باحث مزدوج تبحث في الشأن الفلسطيني اكثر من مرة من اجل ان تصل الي القواسم المشتركة التي تجمع الفصائل التي اسست لها تنظيمات اخري من اجل ان تشكل هالة حولها من اجل اطالة عمرها او بالاعم " كمحرقة " من اجل ان ينطوي تحتها العنوان الاكبر لهذا الفصيل او ذاك .
هذا علي صعيد العمل السياسي , اما علي صعيد العمل المدني وعالم المجتمع المدني الفلسطيني نجد ان الحالة معقدة أكثر بحكم عدد من المؤثرات ذات المؤثرات القوية لخلق هذا المعقدة , فوجود فلسطين كقضية انسانية داخل اروقة الامم المتحدة , جعل العالم ينظر اليها من اجل العمل ضمن الايطار الانساني لا اكثر ولا اقل , فقد اسست بناء علي ذلك وكالة الغوث الدولية لمساعدة الفلسطينيين ضمن المجالات الانسانية وذلك كاستحقاق اخلاقي من المجتمع الدولي اتجاه القضية الفلسطينية " الانسانية" .
ذلك ما جعلني انظر كثيرا في الامر حين ابحثه علي ان القضية الفلسطينية قد تحولت من مسارها النضالي فجأة الي المسار الانساني ولجم وافراغ المسميات من مضامينها تحت الايطار الانساني , وبناء علي ذلك فقد تعددت المسميات للمنظمات المجتمع الدولي العاملة في داخل فلسطين وخاصة في قطاع غزة والضفة الغربية , فقد جعل ذلك كنتيجة مباشرة الفلسطينيين بحكم الحاجة الماسة آن ذاك يستقبلونها ويفتخروا اخياناً في الانضواء تحت ايطارها .
وكحالة متقدمة اكثر اصبح الفلسطينيين ماهرون في التعامل مع هذه المنظمات الدولية وذلك من خلال العمل علي خلق أطر وسيطة فيما بين المواطن والمنظمات الدولية تلك من اجل ادخال مجال الخدمات والاموال من خلالها , ذلك ما شجعت عليه تلك المنظمات وأقبل عليه الفلسطينيون ووقع في شركه الصفوة خاصة من ابناء الشعب الفلسطيني , وذلك ما يفسره اليوم الانتشار الرهيب لمنظمات المجتمع المدني الفلسطينية في الاراضي الفلسطينية , واختفاؤها فجأة مع وجود الحصار مؤخراً الذي ضرب حول غزة , في الوقت الذي كانت فيه غزة احوج الي ان يمارس المجتمع المدني دوره الريادي في الخدمات الاعانة علي ابتكار وسائل من خلالها يفرج الفلسطينيين عنهم ما حل بهم من حصار سواء علي الصعيد الاعلامي ان علي الصعيد الميداني والعملي .
ان ما يجب ان يقال هو ان التراجع الرهيب الذي منيت به مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني قد تأتي كنتيجة مباشرة لحالة اللامبالاة في النظام السياسي الفلسطيني والتي ما فتأت ان يخلو من الازمات المتتالية .
والاهم هو ان التراجع الموجود هو ما يقودنا الي مسلمة ان يكون هناك ضرورة ملحة لدينا تقودنا الي ان يكون هناك وعي وثقافة اكثر لدي مؤسسات المجتمع المدني بدورها الريادي في الحرص اكثر علي تقديم ما يمكن من خدمات للمواطن الفلسطيني .
وهنا ليس لي من مجال الا ان اوضح ان تحرير الانسان من ثقافة السطحية وتوجيهها نحو الشمولية في التفكير هو المخرج الوحيد من اجل ان يكون هناك انسان فلسطيني مهيأ قادر علي مواجهة الاحتلال ويعرف من اين يدخل ليبتكر لنفسه ما يقاوم به الاحتلاب بكافة اشكاله .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من إدارة الطيران الأميركية بسبب -عيب كارثي- في 300 طائ


.. استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفلتان إثر قصف إسرائيلي على منطقة




.. كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي على إعلان القسام أسر جنود في ج


.. قوات الاحتلال تعتقل طفلين من باب الساهرة بالقدس المحتلة




.. شاهد: الأمواج العاتية تُحدث أضراراً بسفن للبحرية الأمريكية ت