الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سخافة..!!

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2008 / 12 / 14
القضية الفلسطينية


أدهشنا رئيسنا أبو مازن مرة أخرى، حين وصف جهود المتضامنين الدوليين لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة بواسطة سفن السلام ( باللعبة السخيفة ).. والدهشة أو بالأصح الصدمة أتتنا من كون هؤلاء الأصدقاء يفعلون ما لم يفعله أشقاؤنا العرب، وأنهم يتكبدون عناء السفر للمساهمة في كسر حصار ظالم تقر كل المواثيق الدولية بأنه عقاب جماعي ويندرج في إطار جرائم الحرب-- حين يعرض حياة شعب بأكمله إلى خطر الموت جوعا ومرضا..
ففي الوقت الذي كان من المفترض فيه برئيسنا وقبل غيره أن يدعو هؤلاء الأصدقاء للقدوم إلى رام الله، لشكرهم والثناء على ما يقومون به من جهد، يسهم في تسليط الضوء على الوضع المأساوي الذي يعيشه شعبنا في قطاع غزة، ويؤدي إلى كشف الوجه القبيح لدولة الاحتلال المتسببة بتلك الماسي.. يقوم رئيسنا بتسخيف جهودهم.. لإحباطهم وثنيهم عن مواصلة العمل من اجل حرية جزء عزيز من وطننا المحتل.. والمحزن حقا أن الكلام الغريب لرئيسنا يأتي وشعبنا بأكمله ينظر بامتنان شديد لما يقوم به هؤلاء الأصدقاء، ويحيي جهودهم في الوقت الذي لم تثمر فيه لقاءات قياداتنا الفلسطينية مع الإسرائيليين عن شيء مفيد يرفع الحصار.. ولم تتحرك فيه أي من الدول العربية الشقيقة لكسر الحصار.. بل وتصم فيه دول أوروبا-- الديمقراطية-- آذانها عن الاستماع لأنين أطفال ومرضى قطاع غزة، وتمعن في تجاهل تقارير عشرات منظمات التضامن الأوروبية التي زارت بلادنا ووقفت على حقيقة الجرائم الإسرائيلية..

أين السخافة وما السخافة فيما يفعله أصدقاؤنا الأجانب الذين يتجمعون من كل أقطار العالم-- برلمانيون، وقادة أحزاب ومؤسسات، وإعلاميون، وشخصيات عامة-- ليركبوا السفن ويحاولوا الوصول إلى شواطئ قطاع غزة.. صحيح أنهم يحصلون على موافقة الاحتلال.. ولكنهم بالأساس يأتون على غير إرادة الاحتلال.. كما أن سماح إسرائيل لهم بالعبور إلى قطاع غزة ليس الا لكونها تدرك جيدا كم ستزداد سمعتها تدهورا فيما لو منعتهم من إتمام مهمتهم.. والاهم من ذلك بالنسبة لنا كفلسطينيين هو ما يفعله هؤلاء المتضامنون بعد عودتهم إلى بلادهم-- من نشر التقارير وعرض الأفلام والصور التي تفضح الجريمة الإسرائيلية والصمت العالمي على جرائمها ضد شعب فلسطين.
نحن نوافق الرئيس أبو مازن على أن إرسال السفينة الليبية هو عمل دعائي، أراد به العقيد المجنون المزاودة بالادعاء أنه يقف إلى جانب الفلسطينيين في الوقت الذي استجاب فيه بكل ذل لمشيئة الأمريكان في كل شيء.. لكن لابد من ملاحظة أن هناك فرق كبير بين ما يفعله الآخرون-- الذين ليس لهم مصلحة شخصية في تضامنهم معنا.. وبين ما قام به العقيد القذافي.. ولذلك نقول لرئيسنا: لا يجب أن نخلط الطالح بالصالح ولا يجب أن نعمم وصف السخافة ليطال كل الأعمال التي يقوم بها ذوي النوايا الصادقة المتعاطفين حقا مع شعبنا.
لا نشك في أن سلطتنا الوطنية في رام الله ورئيسنا أبو مازن يحاولون تخفيف آلام غزة ومن اجل ذلك يواصلون دفع رواتب ما يقدر ب 77 ألف موظف هناك.. كما ويعملون على إدخال ما تيسر من محروقات ومواد غذائية وأدوية ضرورية.. لكن كان الأجدر برئيسنا وبدلا من تسخيف عملية تسيير سفن السلام أن يقوم بتشجيع تلك الخطوات الرمزية التي تبقي قضية حصار غزة تحت الضوء.. بل وكان عليه أن يبادر أيضا إلى التنسيق مع الدول العربية التي تدعى الوقوف إلى جانب شعبنا لتمويل سفر أسطول كامل من السفن تبحر كل يوم من كل الموانئ الشرق أوسطية العربية منها والأجنبية للضغط على إسرائيل وجعلها تقف وحيدة أمام الرأي العام الدولي
وعلى ذلك نقول-- إن هذا التصريح من رئيسنا لا يسهم أبدا في تحفيز المبادرات والجهود المبذولة لكسر الحصار عن شعبنا والتخفيف من ضائقته.

مخيم الفارعة – 12/12/2008










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح