الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإصلاح.... بين المعنى والدلالة !!!؟؟؟

أحمد حيدر

2004 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


توطئة :
الإصلاح مصدر للفعل أصلح، وأرومة الفعل ثلاثة أحرف: ص ل ح ، وجاء في المعجم الوسيط معنى كلمة (صلح) – صلاحا – وصلوحا : زال عنه الفساد ، والشيء، كان نافعا أو مناسبا يقال هذا الشيء يصلح لك ، وأصلح في عمله أو أمره أي أتى بما هو صالح، ومفيد !! وورد في القرآن الكريم ( وأصلح في ذريتي ) والصالح هو المستقيم المؤدي لواجباته، والله لفلان في ذريته أو ماله : جعلها صالحة ! ويقال ( إصلاح ذات البين ) أي ردم الهوة الناجمة أثر خلاف ما بين طرفين في اقل تقدير، وإعادة المياه إلى مجاريها، ويذكر ان الخليل بن احمد الفراهيدي كان يردد على مسامع أصحابه ( من علم بفساد نفسه علم صلاحها ) ومن الأمثال الشعبية المعروفة ( لايصلح العطار ما أفسده الدهر ) ومن هنا أطلق على من يمتهن بعض الحرف اليدوية تسمية المصلح، وترادف كلمة الإصلاح، الترميم، أي رأب الصدع الذي يصيب الشيء، أو إصلاح الخلل الذي أصابه !!

الإصلاح والأخلاق:
لا شك ان الإصلاح نزوع نحو الأصلح، ولن يكون هذا الأصلح إذا لم يرتكز على سلوكيات نبيلة، وقيم نبيلة فالخطوة الأولى التي أقدم عليها الخليفة عمر بن عبد العزيز لتنفيذ إصلاحاته، بدأها بنفسه ( أي انه حدد مسار عملية الإصلاح من القمة إلى القاعدة ) ووضع جميع ممتلكاته في بيت مال المسلمين، وأولى مسألة الأخلاق أهمية جد بالغة، جاء في رسالة عامل حمص إلى الخليفة يقول فيها: ( ان سور المدينة قد تهدم، فان أذن لي أمير المؤمنين في إصلاحه، فكتب إليه عمر: حصن مدينتك بالعدل و نق طرقها من الظلم، فانه حصنها ) ووقع اختياره على الفقيه غيلان الدمشقي لتحقيق العد ل والمساواة بين الناس، فقام الأخير بجمع أموال أمراء بني أمية وعرضها في المزاد العلني في أسواق دمشق وهو ينادي عليها: ( هلموا الى متاع الظلمة، هلموا إلى متاع من خان الله ورسوله ) ويعود اختياره لغيلان الدمشقي لأسباب عديدة، منها كسب التأييد الشعبي، كون الرجل يتمتع بشعبية واسعة ( وجه مقبول ) بين العامة، على مختلف مشاربهم، كذلك صراعه مع أمراء الأمويين بسبب اجتهادا ته التي تدين سلوكياتهم المتهورة !!!وقد أصاب الخليفة عمر بذلك، لاقتناعه ان ( الحرامي ) لا يمكن ان ينصرف إلى الإصلاح، ويدع صفقاته المشبوهة جانبا !!! ودفع غيلان الدمشقي حياته ثمنا لمواقفه السامية التي آمن بها، فبعد وفاة الخليفة عمر انتقموا منه، قتلوه، ومثلوا بجثته ! وكان المصلح الديني مارتن لوثر يعاني صراعا نفسيا مريرا، مما دفعه إلى الوقوف ضد البابوية والمؤسسة الضخمة المسيحية القروسطية في أوربا، وثار ضد صكوك الغفران وعلق طروحاته على باب كنيسة ( ويتنبرغ ) وبقي يدافع عنها بإصرار، رغم جميع الضغوطات التي مارست ضده للتراجع عن آرائه، كان يرد عليهم بقوله: بما ان ضميري مقيد بكلام الله، فاني لا أستطيع ولا أريد التراجع عن آرائي، ذلك انه من الخطر على المرء إن يسير عكس ضميره فيفقد حظه في النجاة !!!!

الإصلاح عملية شاملة:
ما يجري الآن –في الحالة السورية – على أرض الواقع، هو التركيز على الإصلاح الإداري، وهذا ما يثير تساؤلات المتتبعيين، فهل يمكن ان يتحقق الإصلاح الإداري بمعزل عن الإصلاح السياسي، والاقتصادي، والقضائي، والثقافي، وال..!!وما جدوى الإدارة الناجحة ضمن مؤسسات مترهلة، خاسرة، أو ( مخسرة ) كما في معظم مؤسسات القطاع العام ؟ وماجدوى المشروعات الاقتصادية بدون إدارة مؤهلة تنظيميا، وثقافيا وماجدوى الاصلاحين الاقتصادي والإداري بدون رؤية سياسية تتلاءم مع المستجدات الجارية في العالم !!!فالإصلاح الحقيقي عملية متكاملة، وشاملة، لابد ان يستجيب لمصالح جميع فئات الشعب، ولا يكتب النجاح لأية عملية إصلاح، ماله يقترن بجملة من الإجراءات الضرورية، والهامة، والعاجلة أيضا ومنها: إلغاء قانون الطوارئ، والأحكام العرفية، ومكافحة الفساد، وإطلاق سراح سجناء الرأي، و إعادة الجنسية للمواطنين الكرد ، إصدار قانون عصري للانتخابات وإصدار المطبوعات ، والسماح للأحزاب بمزاولة النشاط السياسي ، والانفتاح على الآخر ، ومنهم الكرد الأقلية الثانية في البلاد ، وهذا ما يعزز من سيادة بلدنا ، ومقدرته على مواجهة التحديات !!!؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا قررت مصر الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا في هذا التوقيت؟ |


.. بيسان ومحمود.. أجوبة صريحة في فقرة نعم أم لا ??????




.. دول أوروبية ستعترف بالدولة الفلسطينية في 21 مايو/أيار


.. -مطبخ مريم-.. مطعم مجاني ومفتوح للجميع في العاصمة اللبنانية




.. فيديو مرعب يظهر لحظة اجتياح فيضانات مدمرة شمال أفغانستان