الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنشودة الزورق

محمد بقوح

2008 / 12 / 15
الادب والفن


قرأت في جريدة عربية ، تسكن في بحار صمت الأرصفة الفوارة ، الخبر الأزرق التالي:
"مرحى بزورق الشمس الآتي صديقا بين أمواج هذا البحر المشتهاة .."
ثمة كائنات قبلية ، تلهث صادقة ، وراء إنجاح التنمية المخزنية .
لا شك أن أوراش الإفلاس الاجتماعي ، التي تعرفها العديد من بؤر الخريطة ، في غاية الأهمية ، بالنسبة لرعاة الرمال المشروخة الوجه ، و كذلك بالنسبة لحراس غابة الرماد الغاضبة ، التي طرح صمتها الحزين ، هذه المرة دون عادتها،أكثر من سؤال . .
هي كائنات محلية ، منسوجة ألوانها و روائحها ، من تراب الأجساد الوطنية ، و أفكارها الشعبية ، لا محالة صنعتها الرياح القادمة من داخل مربعات جلالة الصرة الجائعة . أما عن أعضائها الكرام ، فحدث بلا حرج . .

هم من الفئة القنوعة فقط ، بامتصاص نفايات موائد الأشجار السامقة . . لنقل هي نحلات بلا هوية ، تلسع و تزداد امتدادا في هرم الحياة ، رغم تجذر حروفها الحمراء ، في أعماق وجدان بحرنا القديم ، و الذي مافتئ يرمم موجه العاتي ، ليبدأ السباق ، بلباس الصراع الأجدى ، ضد مملكة الخفافيش ، التي لا تحسن ، في لعبة الرفع و الجر، سوى تحريك آليات لغة عقيمة ، يرعاها الزلزال ، و وراء أدغال الكواليس يخرجها الشيخ الأعمى ، في أحضان مريديه المقنعين برذاذ الصباح المزيف . .
إن لوجوههم الباسمة و لأيديهم الدامية أكثر و أكثر من معنى . .

مرحى بزورق الشمس الآتي صديقا بين أمواج هذا البحر المشتهاة ..،،

فسكينة مدينتي ، المنفية وراء أسوار ، يصنعها العطش ، بعيون واسعة كالشمس ، تقرأ ما تسطره الأيدي المرتجفة ، في كتاب ممزق الحروف ، ترشحه بعض الجهات الحكيمة ، أن يكون مقبرة سليمة لجماجم ، خانت الوعد و العهد ، فصارت بذلك من الخاسرين .
لا تحسبن ..، يا صاحي هذا البريق ، المنبعث من ثغور الوجه المضاد ، غيمة كريمة ، حبلى برائحة السماد المشتهى ؟؟..هي مرآة سكرانة ، في مقهى عربي أعزل ، تتهيأ لخوض فصول حرب معتقة ، منذ زمن الألم ، في جرار علاها صدأ الأمس .
مسكون هذا البحر الأحمر المختار ، بأبجدية فاكهة الصراع ، الذي هو عنوان تحرير هذي الأحجار الصديقة ، من رحلة الصمت القاتل الطويلة.

هي الآن ، تمارس لعبة الكذب القديمة و المقنعة ، بفسيفساء جلالة الخطاب في الصلاة . .
خبيرة أنت حتى الثمالة ، في اجترار تفاصيل الوقت المنهار . .
أيتها الحواس المفضوحة ، التي اختارت طريق الاحتراق ، و قهقهات الجسر القابع على فوهة رماد ، تكتبني حروفا ملتهبة ، هي قبلتي و حكمتي ، و أرفض السباحة مع الرياح ..، مهما كلفني الغطس بين كؤوس الشعر ، من بهاء مسافات التيه ..

في مدينة تحلم بوهج الشمس ، يقرؤها غسق اليومي ، تنحل الخيوط و بلغة السؤال العاتي ، أواصل ممارسة عادة تشذيب مزهرية أشجار تغري ، في وجه المنبطحين الطالعين ، من زمن الأمس الجبان. .

هكذا إذن ، يقترب هذا الوصف ، من غروب وشيك لهواة الصيد ، حين يشمون بلا عيون ، رائحة ذرات كعكة ساقطة من أسفل الهرم ..، تبحث عن جسدها الأصلي ، و عارية من أوراق التوت ، تهرول صراصير الليل وحيدة ، تجاه ملتقى المؤتمرات المضيئة خدمة لإنقاذ ، ما تبقى من ماء وجه ، ليس وجهها . هي تلص مكنون تراب هذي الكلمات المنتشرة على الرصيف ، و المشتعلة نارا تقيم في الرماد ..غدا ..،، و ليس أبعد من زمن عمر الأجداد المنفي . أما أنا فتكفيني شعلة السواعد ، في يوم مشمس جميل ، لأعيش رفقة البحر المحلق ، أطول الدهور . .

هي معتقلات ممتعة ، اسمها علامات الدهشة القصوى ، صنعتها الرياح الفاسدة .. و رحلت .
حارقة بكلمات تتنفس لغة اللعب بوهج الأمام هي ، لاتملك من القوة الضاربة ، في زمن يدخن بنشوة ، ملح أجساد الفصول ، إلا هذي الشقوق الفواحة ، من المدن السفلى لمملكة جنون الروح ..،،
طوبى لك أيتها الأقمار الضائعة بين تفاصيل رياح الشمال المجرورة من الألف إلى الياء .

و مرحى بزورق الشمس الجميل الآتي صديقا من أملاح هذا الحرف المشتهاة ..،،

يبدو لي أن حراس غابة الخريطة ، متواطئون مع مرايا القمر ، و عن مكنون موج الرماد ، حين تشتعل عناصره الطفولية غافلون ، و يسهرون ..
محتلون بمتعة من قصب .
سعداء في ظلمة زقاق موصد .
حتى الثمالة تسرقهم حرارة حياة الذباب ، داخل مغارة جبن القدر الكريم، الذي رفعهم قسرا ، إلى مجاهل أسفل سحابة حبلى ، ببطء جميل تدخن قاماتهم الصغيرة ، و المحشوة بشقوق أيدي العربات، و بتجاعيد وجوه الأشجار الواقفة ، أثق في شروق بحر ، يرسو عند باب سفينة السواعد .
أيتها الأحجار المعطلة بسلاسل خطب المنابر القديمة..،،
أيتها الحناجر المسافرة في قطار صمت مختار ..،،
لمَ تركت فاكهة القلم تسقط خائبة ، في زمن اندفاع طحالب الأقلام ؟؟
أيتها البحار الشريدة ، داخل كؤوس حزينة ، إليك تصلي من أجل مجدك الذي ولى كل هذي البحار الشاسعة ..

فمرحى بزورق الشمس الآتي صديقا من لون هذا البحر و شكل الرصيف ..//








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا