الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتحاد الاشتراكي و الفشل

إدحماد مولاي عمر

2008 / 12 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


مر شهر و نيف على عقد حزب الاتحاد الاشتراكي مؤتمره الوطني و انتخاب الأستاذ عبد الواحد الراضي (وزير العدل) كاتبا أول، و المتتبع لنشاط الحزب سيتطلع إلى التوازنات السياسية المقبلة، وكذالك المفاهيم السياسية التي سوف تسيطر على أفق المشهد السياسي و كذا نوع المطالب التي سيحملها الحزب مستقبلا، فعبد الواحد الراضي ليست له علاقة وطيدة مع السلطة السياسية حتى في الفترات التي كان يعيش فيها حزب الاتحاد الاشتراكي أشد أزماته كان الرجل يحافظ على مكانته وحظوته لدى السلطة و العهدة على رفاق الأمس، ما يجعل الكثير من التساؤلات تطرح حول مصير هذا الحزب ومستقبله السياسي خاصة أن الحزب الذي كان يمثل أول قوة سياسية بالبلاد أصبح اليوم يبحث عن موقع قدم داخل الخريطة السياسية في المغرب وبالتالي يصعب أن نتكهن بخروج الحزب من الحكومة و عودته لصفوف المعارضة السياسية، فهذا الأمر اختلفوا حوله الرفاق و لم يصلوا بعد إلى صياغة اتفاق بشأنه، وبما أن الحزب يحتاج إلى خطاب جديد و غير مألوف بادر قياديوه بإنزال أطروحة سياسية جديدة تحت عنوان: الملكية البرلمانية و التي صادق عليها المجلس الوطني في أطروحته السياسية، والتي تجعلنا نتساءل عن معنى هذا الطرح؟ و ماهو محتواه؟ ولماذا في هذه المرحلة بالذات؟
فأطروحة الملكية البرلمانية لم تأتي بمبادرة من قيادة الحزب بل هو طرح جاء من طرف بعض المناضلين وبالتالي سيبقى هذا المطلب مجرد خطاب على ورق، و الدليل على ذلك يأتي من غياب أي أجندة واضحة لتفعيل هذا الطرح في الميدان، مما يستدعي القول بأن الملكية البرلمانية التي جاءت في الأطروحة السياسية للحزب خلال مؤتمره الأخير لم تأتي من خط وتصور قيادة الاتحاد القديمة الجديدة لمستقبل الحزب و هي ليست سوى وسيلة تم توظيفها في محاولة لإعادة الاعتبار للحزب في النقاش السياسي العام خاصة بعد النتائج المحبطة التي حصل عليها الاتحاد خلال انتخابات2007 و كذالك أزمة استقالة عبد الرحمان اليوسفي والضربات المتتالية التي تلقاها الحزب تنظيميا و نضاليا، مما تنذر بانهياره وانقسامه
هكذا جاء الحزب بأطروحة الملكية البرلمانية كنوع من التسييس ليعلن لكل الرفاق و الفرقاء السياسيين أنه مازال حاضرا في الساحة وأنه عاد بأوراق جديدة وتصور جديد للمشهد السياسي لكن كل هذا بطبيعة الحال لا يتجاوز مستوى الخطاب أما أجندة الفعل فهي فارغة تماما من أي محتوى، فالكتابة العامة للحزب لم تقرر بعد توجه الحزب سواء في تحالفاته أو في قراءته السياسية كما أن الاتحاد الاشتراكي خرج من حسابات السلطة في تسيير دواليب المشهد السياسي، يوم ودع الأطروحات الاشتراكية وقضايا الطبقات الوسطى التي كانت العمود الفقري و مصدر قوة للحزب على مر تاريخه النضالي، هذه التطورات دفعتنا للتساؤل عن مستقبل الحزب ومكانته في المشهد السياسي المغربي، بعد أن فقد الكثير من شعبيته و معها فقد وزنه الجماهيري ما يجعلنا نخلص بكون أزمة الفشل السياسي التي يتخبط فيها سوف تستمر وبالتالي لن يسترجع الحزب مكانته وسط الجماهير ليشكل بذالك القوة السياسية داخل البلاد












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -