الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستنتصر ديموقراطية العراق الجديد

عدنان فارس

2004 / 3 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لقد انتقل البعض "الوطني" من حالة الخمول والتقاعس في نصرة الشعب والوطن والتصدّي المنظم ضدّ نظام صدام وبعثه أبان تسلطه الإجرامي الى حالة "الحيوية واليقظة" للتصدّي ضدّ الديموقراطية في عراق ما بعد صدام. وفي كلِّ مرةٍ نراهم يمتشقون سيفاً من نوعٍ جديد يبارزون به ليس أعداء الشعب من فلول البعث وحلفاءهم الإرهابيين وإنّما يقارعون به طموحات العراقيين وتَوقهم للحرية والديموقراطية!، بدأوها بشعارات الحب والغرام الطائفية الزائفة والموجّهة أصلاّ ضدّ قوات التحالف التحريرية ( سنة وشيعة فد حزام ، لا للاحتلال والموت لأميركا!!) ولأن الشعب العراقي قد بدأ يرى قبل أن يسمع فقد خاب ظنّهم، ولأن أميركا مُحرِّرة وليست محتلة ومن أجل تحقيق سيادة العراق تمّ الإتفاق بين مجلس الحكم الانتقالي وسلطة الاتلاف الموقتة في 15 / 11 على أن يتسلم العراقيون سلطة دولتهم في موعدٍ أقصاه نهاية حزيران من العام الحالي 2004 ، ولكن ولأنّ المَهُوسين بالسلطة هم "ديموقراطيون للكشر" فقد نقضوا إتفاق 15 / 11 مطالبين بإجراء انتخابات "مُبكّرة" بهدف نقل السلطة ليس للعراقيين وإنّما اليهم!، وقد ترافق ذلك بحركة بائسة لعرض العضلات على الطريقة الطائفية حيث حاولوا تمرير قرارهم 137 سيء الصيت، وبعد انكشاف أمر"المُبكّرة" على أنّها مجرّد محاولة لفرض الهيمنة الدينية والطائفية على مُقدّرات الدولة والمجتمع وبمساعدة خبراء الأمم المتحدة اُسدِلَ الستار على مسرحية المطالبة بعقد انتخابات مُبكّرة.

ولأنّهم مصممون أن لا يهنأ لهم بال إلاّ بالنيل من الديموقراطية المنشودة من خلال توظيف الممارسات الديموقراطية لغرض فرض التسلط الطائفي باسم "الأغلبية" جاء الآن دور اللعب بورقة الفقرة "ج" من المادة 61 وبنفس الطريقة السابقة حيث نقضوا الاتفاق ونكثوا بالعهد متناسين قوله تعالى: ( وأوفو بالعهدِ أنّ العهد كانَ مسؤولا ) رغم أنّهم "أهل دين" كما يدّعون!. وبدلاً من أن يردّوا على جريمة الإرهابيين في كربلاء والكاظمية بأن يُصادقوا فوراً على قانون الإدارة المؤقتة الذي تمّ الاتفاق والتعاهد عليه أصلاً نراهم يغضّون الطرف عن حرق العلم الأميركي في كربلاء من قبل زعاطيط ايران والبعث، إن لم يكونوا قد شجّعوا على ذلك، كردٍّ حازم و"وطني جدّاً" و "نزيه جدّاً" على تقتيل الإرهابيين لزوّار أبي الأحرار الحسين ع.

لماذا يدّعون أنّ الفقرة "ج" تخدم الأكراد في حين لم يرد أي ذكرٍ للأكراد في هذه الفقرة!؟ إنّه التأويل الطائفي والتعامل الطائفي مع القضايا المصيرية للشعب العراقي. الطائفيون لا يهمّهم لا حقوق الأقليات ولا حتى حقوق الإغلبية المهم عندهم الهيمنة الطائفية والولاء لغير الشعب. إنّ الفقرة "ج" تجعل من العراقيين، كمواطنين وليسو كفئات طائفية، متساوين في الحق الانتخابي وأنّ حرية الاختيار لن تكون حِكراً للأغلبية الطائفية إنّما حق لأغلبية المواطنين.

يُساوون بين "فيلق بدر" وبشمركة كوردستان!! بالله عليكم أين الإنصاف والموضوعية في هذا المنطق؟

فيلق بدر هي جماعة أوجدها النظام الايراني ردّاً على استقبال صدام لعصابات "مجاهدي خلق" الإرهابية. وهم الآن وبعد التحرير عراقيون مُرحّب بهم في بلدهم، مواطنون لا ينبغي لهم أن يقعوا تحت طائلة القانون إن لم يُسلموا أسلحتهم الى السلطات المسؤولة في العراق. أمّا بيشمركة كوردستان العراق فهم مناضلون أوجدتهم ضرورة الدفاع عن شعبهم وقد كانوا، بنُبلِ أهدافهم وشرف سلوكهم، عند حسنِ ظن مواطنيهم في كوردستان وعموم العراق بل ومحطّ تقدير وتعاطف من لدن جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية، وعندما انطلقت "عملية حرية العراق" تحوّلوا الى عضوٍ فعّال في قوّات التحالف التحريرية، وعلى بوّابات بغداد المُحرّرَة سلموا الأمانة وهتفوا: الديموقراطية للعراق والفيدرالية لكوردستان!.. بيشمركة كوردستان العراق ليسوا ميليشيا حزبية مؤقتة ولا مصنوعين أو وافدين من الخارج ووضعهم سوف يُدرس بكل حرص وموضوعية داخل أروقة السلطتين الفيدرالية والاتحادية بما يكفل لهم دورهم في حماية مواطني كوردستان العراق وأن يكونوا سلطة احتياطية بيد عموم الشعب العراقي لحماية النهضة الديموقراطية الفتية وبما لا يتعارض والسيادة الاتحادية للعراق.


المسؤولية الوطنية الاولى الملقاة على عاتق السياسيين العراقيين الآن وبالأخص الاحزاب الدينية هي التصدّي للطائفية ونبذ التبشير الطائفي لتحقيق "ديكتاتورية الأغلبية" واستبداله بالتبشير السياسي الحر من خلال طرح البرامج السياسية ورُىء التطور الاقتصادي والتحضّر الاجتماعي والحث على التحلّي بالخُلق الديموقراطي والحرص على المصالح العليا للشعب العراقي والمتمثلة في اعادة البناء وإعمار ماخربته أنظمة العساكر والشقاوات واللصوص، والانطلاق في المساهمة الفعالة والايجابية في إنجاز المشروع التاريخي الضخم، مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي سيضمن لشعوبه كافةً العيش تحت بيارغ السلام والحرية والديموقراطية والرفاه الاجتماعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تراجع شعبيته.. ماكرون يكثف حملاته الدعائية | #غرفة_الأخب


.. اتهامات متبادلة بين فتح وحماس بعد تأجيل محادثات بكين | #غرفة




.. أنقرة تحذر.. يجب وقف الحرب قبل أن تتوسع | #غرفة_الأخبار


.. هل تنجح جهود الوساطة الألمانية في خفض التصعيد بين حزب الله و




.. 3 شهداء إثر قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لفلسطينيين شمالي مدينة