الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ضوء تقرير بعثة الأمم المتحدة في العراق : ما الذي تغير.. !؟

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2008 / 12 / 15
حقوق الانسان


قبل أيام أصدرت بعثة مساعدة الأمم المتحدة للعراق تقريرها الذي شمل النصف الأول من السنة الحالية، وقد شكّل صدمة للرأي العام العالمي غير انه لم يشكل - بطبيعة الحال- صدمة للعراقيين كونهم يعرفون أكثر مما تعرفه البعثة الدولية بسبب معايشتهم للوضع الراهن واطلاعهم على تفاصيل أكثر دقة مما اتيحح للبعثة الاطلاع عليه.
لقد جاء تقرير البعثة الدولية وهو يتحدث عن وضع إنساني داخل السجون العراقية وصفه بـ(المقلق) وعن "انتهاكات" لحقوق الإنسان و"تعذيب" للمعتقلين، وهي كما نرى تعبيرات لا تصف لا واقع تلك السجون ولا ما يجري بداخلها من امتهان لكرامة الإنسان العراقي بكل ما في هذه العبارة من معنى.
إن غير العراقي في الخارج حين يقرأ عبارات مثل: "تعذيب" و "انتهاكات" والتي جاءت في التقرير فإن غاية ما قد يتصوره عن (التعذيب) هو الضرب وعن (الانتهاكات) اعتقال المشتبه بهم دون إذن قضائي، فيما الحقيقة المعروفة لدى العراقيين عن التعذيب هي: تثقيب الأجساد وقلع الأظافر والكي وسمل الأعين وسلخ الجلود وغيرها من وسائل التعذيب الأخرى المعروفة في العراق، أما الانتهاكات فما يعرفه العراقيون عنها هو الآخر يختلف ايضا عما يعرفه العالم المتحضر ففي العراق تعني الانتهاكات: الاعتداء على الأعراض أو التلويح والتهديد بانتهاكها لإجبار المتهم على الإقرار بجريمة لم يرتكبها ويراد إلصاقها به لأسباب متعددة تختلف من جهة إلى أخرى، كما تعني الانتهاكات لدى العراقيين أن يُفاجئوا بدخول الجنود أو الشرطة إلى غرف نومهم للتفتيش أو لاعتقالهم بعد أن يكونوا قد كسروا أو فجّروا الأبواب على الطريقة الأمريكية الرامبوية.
بالأمس القريب.. قبيل وبعيد الاحتلال كانت الإدارة الأمريكة تدّعي ان هدفها من وراء احتلال العراق إنما هو لتحرير الشعب العراقي من نظام ديكتاتوري ولتقيم على أنقاضه دولة القانون والديموقراطية، وكان الذين جاؤوا بها أو جاءت بهم - لا فرق- يرددون نفس الشعارات خاصة حين كانوا يشيعون بين العالم انهم ضحايا النظام الديكتاتوري وان حقوقهم الثقافية والفكرية وحرياتهم كانت منتهكة في ظل ذلك النظام، وكانت تقارير المنظمات الخاصة بحقوق الإنسان ورصد الديموقراطية الدولية وغير الدولية لا تني ترصد تلك الانتهاكات وتتحدث فيها وتصدر تقاريرها عنها.
فما الذي تغير اليوم سوى أن الوضع قد ازداد سوءا وان التعذيب كانت تقوم به جهات أمنية رسمية معروفة وأصبح اليوم "من حق" جميع الاحزاب – وهو ما صرح به رئيس الحكومة نفسه- هذا.. علاوة على الجهات الأمنية الرسمية والتي لم تتغير آليات عملها، وان الانتهاكات التي كان يمارسها النظام السياسي السابق أضحت اليوم تُمارَس من قبل أحزاب وقوى وتيارات سياسية...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال


.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار




.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم


.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #




.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا