الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى سيحاكمنا اطفال العراق؟

أبي زيد السروجي

2008 / 12 / 16
الادب والفن


هذا المَسَاءْ
نَمْ يا صغيري دُونَ أغنيَةٍ..
فقد سَرَقوا الغناءْ
سرقوا ترانيمَ المِهادْ
وَ لأنّكمْ تبقونَ أحياءً على صوتِ الأمومةِ يا صغيري ..دونَ زادْ
جاؤوا لتفتيشِ الحناجرِ عن ينابيعِ الأمومةِ ..عن "قنابلَ للدّمارِ"..
تُوَشوِشُ الأمهادَ حُلْماً بالجهادْ

هذا المساءْ
نَمْ يا صغيري دونَ دِفءٍ..بالعراءْ
فملاءةُ السّلطانِ لا تكفي سوى -بالكادِ- للكرسيِّ و العرشِ الوثيرِ..و سترِ عوراتِ الفسادْ !
نَمْ فوقَ زِندِ الموتِ..و التحَفِ السّهادْ
نم فوقَ زِندِ الموتِ..ماتَ على سواعِدِنا الزّنادْ

هذا المساءْ
نمْ يا صغيري دونَ تعويذٍ..و تمتمةِ الدّعاءْ
من بعدِ كَفَّيها أَمِنْ كَفٍّ لأجلِكَ سوفَ تصعدُ للسّماءْ
و أكفُّنا مشدودةُ الأغلالِ..مُذعنِةُ القيادْ
وَ حرُوفُنا معقودةُ الشفتينِ..
خرساءُ المدادْ

هذا المساءْْ
نَمْ يا صغيري جائعاً..ظمآنَ..لا لبنٌ وَ ماءْ
ضاعتْ بلادُ الرافدينِ الخالدينِ..
يَدُرُّ ضرعاها لأبناءِ السّفادْ
وَ تساقطت شجناً جذوعُ النخلِ بصريّاً..
بقاياً من رمادْ
لهمُ غَدَتْ قوتاً وَ زادْ
ضاعت بلادُ الرافدينِ..و كم أضعنا من بلادْ

هذا المساءْ
نَمْ يا صغيري نازفاً..عَبِقَ الدّماءْ
دعْ طُهرَ هذا الجرحِ يحفرُ بَعدُ سطراً آخراً..
ما بينَ صفحاتِ السّوادْ
وَ كتابَ تاريخٍ ستقرؤهُ العروبةُ في غدٍ..
ضاداً بـِ ضادْ

(د.نون 17/3/2003 )


اخترت هذه القصيدة الجميلة لتكون توطئة لهذا الموضوع، فلو ارسلنا الف رسالة اعتذار لاطفال العراق فلن تنصفهم، لذا ساتحدث عن سيناريو محاكمتنا من قبل اطفال العراق، كل دولة عربية او غير عربية اسهمت في خراب العراق وسفك دماء اهله ستمثل امام محكمة اطفال العراق، هؤلاء الاطفال الابرياء فقدوا اما اب او ام او اخ او اخت، وعندما يكبرون سيكون لنا معهم موعد مختلف، انه المحاكمة ايها الكرام، هل تعتقدون ان الاموال التي سنقدمها لهؤلاء الاطفال ستمسح العار الذي لطخ سمعتنا، لن تسهم هذه الاموال بمسح هذا العار.

في الوقت الذي كان من المفروض علينا الوقوف في وجه صدام حسين عندما نكل بشعبه، كنا نقدم له الهدايا ويفخ الكير شاعرنا المنافق ويقول "غلطان من سماك صدام غلطان*** ليه ماسموكـ صقر العروبه"، في وقت يقتل الالف من اباء الاطفال العراقيين على الحدود العراقية، وبعد مدة قصيرة يقتلون مرة اخرى في حرب الخليج الثانية.

سوف ياتي اليوم الذي يحاكمنا اطفال العراق، على الاموال التي دفعناها للنظام السابق، و على دعمنا للغزو الامريكي على العراق، وعلى صمتنا المخجل، وعلى الصواريخ والطائرات التي اقلعت من ارضنا ودكت ارض العراق، كل هذا العار سيلحق بنا عندما يحاكمنا اطفال العراق، وفي الوقت الذي كان من المفترض علينا ان نمد العراق بالغذاء و الدواء بسبب الاحتلال الامريكي، امددنا العراق بالموت، بافواج من الشباب الذين ذهبو ليقتلوا، القتل هو الغاية عند هؤلاء الشباب، قامو بقتل فرحة الاطفال، قامو بقتل الاباء والامهات، قامو بقتل السعادة والضحكة.

لا اعتقد باننا مؤهلين للمثول امام من سيحاكمنا، لان ايدينا مازالت ملطخة بالدماء، وما اكثر الاطفال الذين سيحاكموننا، اطفال العراق واطفال افغانستان و... ، ارحمنا يا الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري