الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرب اسرائيل ... ( 2 )

محمد كليبي

2008 / 12 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


قامت دنيا العرب ولم تقعد نتيجة لتصريحات رئيسة حزب كاديما ووزيرة الخارجية الإسرائيلية ، تسيبي ليفني ، حول مستقبل عرب اسرائيل .
وكانت ليفني قد صرحت بأن عرب اسرائيل قد يحققون طموحاتهم الوطنية في الدولة الفلسطينية المقبلة .
فقد دعت الاوساط السياسية العربية ليفني الى توضيح موقفها وما اذا كانت تعني ان عرب اسرائيل سيفقدون الحقوق التي يتمتعون بها في اسرائيل ام انهم سيواجهون الترحيل كما تطالب اوساط اليمين الاسرائيلي المتطرف .
وطالب احمد الطيبي ، النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي , تسيبي ليفني التي تسعى الى منصب رئيس الوزراء ان " تقول الامور بوضوح " .
وتساءل الطيبي "هل تقترح بان تترك هنا (في اسرائيل) مليون مواطن من دون حقوق سياسية وهوية وطنية او تعتزم نقل مليون مواطن عربي من هنا الى الدولة الفلسطينية بعد انشائها ؟ " .
ويعتبر موضوع ارتفاع نسبة عرب اسرائيل من اجمالي عدد السكان المثيرة للخلاف بين الساسة الاسرائيليين منذ امد طويل .
وجاءت تصريحات ليفني في حديث لها امام تلاميذ إسرائيليين عن تصورها لحل النزاع العربي الاسرائيلي .
وقالت إن " الحل الذي ادعو اليه من اجل الحفاظ على الطابع اليهودي والديمقراطي لاسرائيل هو انشاء كيانين وطنيين منفصلين " .
واضافت في كلام بثته اذاعة الجيش الاسرائيلي ، انه بعد انشاء الدولة الفلسطينية " يمكننا ان نقول للمواطنين الفلسطينيين في اسرائيل الذين ندعوهم عرب اسرائيل ، إن الحل لتطلعاتكم الوطنية موجود في مكان آخر".
ويقدر عدد العرب في إسرائيل بمليون وأربعمئة ألف نسمة من إجمالي سبعة ملايين .

ان هذه القضية , في اعتقادي , لا تستدعي ذلك الصراخ والعويل العربي , في وسائل الاعلام المختلفة , سواء من قبل الساسة العرب أم من قبل الكتاب والمثقفين . فالمسألة هنا هي مسألة خيارات تفضيلية لكلا الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني على حد سواء . بمعنى ان دولة اسرائيل والحكومة الاسرائيلية لن تجبر عرب اسرائيل على الرحيل , كما يعتقد العرب أو يحاولون الاعتقاد لتبرير هجومهم المريض على الشعب اليهودي في اسرائيل وعلى الحكومة الاسرائيلية وعلى السيدة ليفني شخصيا , حتى اتهمها البعض بأنها قد تحولت الى " تراسفير جديد " للفلسطينيين !!؟؟ مع أن السيدة ليفني تؤكد على أنه بعد انشاء الدولة الفلسطينية " يمكننا ان نقول للمواطنين الفلسطينيين في اسرائيل الذين ندعوهم عرب اسرائيل ، إن الحل لتطلعاتكم الوطنية موجود في مكان آخر" . بمعنى أنها تعطي الأفضلية لعرب اسرائيل بأن ينتقلوا الى الدولة الفلسطينية المقبلة ليحققوا بذلك تطلعاتهم وطموحاتهم الوطنية . كما تؤكد من ناحية اخرى على أن " الحل الذي أدعو اليه من اجل الحفاظ على الطابع اليهودي والديمقراطي لاسرائيل هو انشاء كيانين وطنيين منفصلين " . بمعنى انها تعطي الافضلية لبقاء الطابع اليهودي لدولة اسرائيل , وذلك بنقل الفلسطينيين الى دولتهم المرتقبة .
من المعروف أن عرب اسرائيل - كما أكدت ذلك في مقال سابق - لا يؤمنون بدولة اسرائيل , ولا يكنّون لها الانتماء والولاء , ويعتبرونها دولة صهيونية محتلة للأرض الفلسطينية التي يمثلون في قناعاتهم جزءا منها !! . وبالتالي فهؤلاء يشكلون " خطرا " ديمغرافيا وامنيا , وعبئا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا . أي أنهم يمثلون ( العدوّ الداخلي ) لدولة وشعب اسرائيل .
واذا كان الحال كذلك , فليس من حل , أو على الاقل هو الحل الافضل لجميع الأطراف , سوى ما صرّحت به السيدة ليفني . فاذا كان عرب اسرائيل يشعرون بالانتماء الوطني الى الفلسطينيين وبالولاء للدولة الفلسطينية المقبلة , فمن الاولى والاجدى لهم , ولغيرهم , الانتقال للعيش في ظل هذه الدولة ومع اخوانهم وبني جلدتهم , لان العربي والمسلم عموما لايستطيع التأقلم والاندماج مع غيره , المختلف عنه دينيا وقوميا , وفي ذات الوقت يظل في صراع دموي دائم مع بني جلدته ودينه !!؟؟
واذا كان الحال كذلك أيضا , فان من حق الشعب اليهودي في اسرائيل الاستقلال بأرضه التاريخية ( يهودا والسامرة ) وبدولته اليهودية الخالصة , في ظل العداء العرقي والديني الذي يلقونه من الجوار العربي والاسلامي .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |