الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو مبادرة للخروج من الدوائر المغلقة

وليد العوض

2008 / 12 / 16
القضية الفلسطينية


كنا نتوقع أن تكون مناسبة عيد الأضحى المبارك مناسبة للتآخي واستعادة أواصر المحبة بين أفراد الشعب الواحد،وعادة ما تكون الأعياد مناسبة لذلك، فقد داعبتنا مشاعر الأمل في أن تشكل مناسبة العيد فرصة للابتعاد عن الضغينة ومناسبة تصفى فيها القلوب ويحتكم الجميع فيها إلى صوت العقل والمنطق وإعلاء المصلحة الوطنية العليا فوق المصالح الفئوية الضيقة ، لكن بكل آسف تبدد الأمل وخيمت مرة أخرى غيوم الإحباط فقد شهد الأسبوع الماضي تصعيدا إعلاميا ملحوظا بين حركة فتح ومؤسسة الرئاسة من جهة وبين حركة حماس من جهة أخرى، و تخلل ذلك اتهامات متبادلة وإطلاق ألفاظ لم يألفها الشارع الفلسطيني من قبل وحتى لا ننكىء الجرح فإننا نترفع عن ذكرها لما فيها من إساءة لكل الشعب الفلسطيني وتاريخيه المشرف.
المهم في الأمر أن حملة الاتهامات هذه جاءت في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا وحملة الانفلات الأرعن التي يقوم بها قطعان المستوطنين خاصة في خليل الرحمن، بالإضافة إلى حملات الاستيطان المسعورة في الضفة الفلسطينية. إلى جانب ذلك فإنها تأتي في الوقت الذي يشتد فيه الحصار على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وتصاعدا التهديد والوعيد باقتراب موعد قيام إسرائيل بشن هجمات على قطاعنا الحبيب في محاولة إسرائيلية لابتزاز تهدئة وفق المقاييس التي تريدها خاصة وأن موعد انتهاء التهدئة الحالية شارف على الانتهاء.
ورغم هذا العدوان الوحشي بإشكاله المتعددة على شعبنا،وتصدي شعبنا الباسل له في نعلين وبلعين والمعصرة ومدينة الخليل والتصدي لإرهاب مستوطني حومش رغم هذه الصفحات المشرقة لشعبنا، فإن أصحاب الأصوات الموتورة مازلوا أسرى أحقادهم وأوهامهم يدفعون بالأمور إلى ما هو أسوأ بدلا من البحث عن كل ما يمكن أن يخفف من توتر الأوضاع الداخلية ويمهد الطريق لاستئناف الحوار الوطني الفلسطيني باعتباره الطريق الاصوب لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية كونها السبيل الوحيد لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه شعبنا وقضيته الوطنية ، هذه المخاطر التي تتزايد يوما بعد آخر تتطلب من الجميع البحث عن مخرج من هذه الحالة التي وصلنا لها. وفي هذا المجال نعتقد أن مبادرة فلسطينية علمية باتت مطلوبة أكثر من أي وقت مضى بما يفتح الطريق لبدء حوار وطني شامل استنادا إلى مسودة الاتفاق الذي قدمته الشقيقة مصر أوائل الشهر الماضي وجرى تعطليه نظرا لمقاطعته من قبل حركة حماس في اللحظات الأخيرة. إن مبادرة كهذه تقوم على إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين في الضفة وغزة ووقف الحملات الإعلامية المتبادلة في كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ، والقيام تدريجيا بخطوات ملموسة لإعادة الجمعيات والمؤسسات التي تمت مصادرتها أو السيطرة عليها خلال العام المنصرم مثل هذه الخطوات يمكن البدء بها على الفور ومتابعتها من خلال تشكيل لجنة وطنية فلسطينية بمشاركة كافة القوى في غزة والضفة و بمشاركة من الأشقاء المصريين كونهم الطرف الراعي للحوار، الخطوات التمهيدية هذه ضرورية فهي تسهم في تهيئة النفوس وتساهم في خلق مناخا ايجابيا يساعد على نجاح الحوار وتعكس في نفس الوقت مدى جدية كافة الأطراف تجاه الحوار واستعدادها لإنجاحه وهي بدون شك تمثل نقله نوعية تخرجنا من الدوائر المغلقة التي مللنا الدوران بداخلها .
*عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ