الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا اتحاد لكتاب الحوار المتمدن

خالد صبيح

2008 / 12 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



في نهاية المقال الذي طرحت فيه فكرة تشكيل اتحاد لكتاب الحوار المتمدن أشرت بوضوح إلى أن الأجواء في الحوار المتمدن هي بشكل عام صحية وسليمة وليس هناك مشاكل جدية او تجاوزات كبيرة في مسيرة عمل الموقع، وان جوهر فكرة تشكيل الاتحاد جاءت لتعزيز أجواء حرية النشر والتفكير داخل الموقع منعا لأي ثغرة قد تقع في مسار عمل الحوار المتمدن طالما انه في حال من التوسع والانتشار والتأثير. ورغم هذا التأكيد الواضح فقد انبرى احد( القراء) في تعليق نشره عن الموضوع باسم (ج/ح) للدفاع المجاني عن هيئة الحوار المتمدن التي لم أمسها بأي سوء في طرحي، وقولني مالم اقله وماله اقصده. واتهمني دون وجه حق بالبطر، مما أوقعني في حيرة من تفسير دوافع هكذا عقلية، فلم اعثر سوى على تفسير وحيد قد يوضح طبيعة هذه الذهنية، وهو أن هذا القارئ هو من عبدة السلطة، أي سلطة كانت، والخانعين غريزيا لها، ولهذا فهو ما أن سمع بمفردتي اتحاد وتنظيم حتى انتفض الشرطي القابع في داخله واندفع ليوزع خيزراناته علي وعلى الزميل (منير ألعبيدي) حيث عبر عن استغرابه لعدم منع مقال (ألعبيدي) الذي ينتقد فيه إدارة الحوار المتمدن. ومن منطلق هذه العقلية المتكلسة باحجيات الايدولوجيا والتحزب أوّل الطرح الذي قدمته عن الاتحاد كما تفهم وتؤول السلطات التقليدية المستبدة أي تقارب بين الناس على انه تهديد لها. ولا ادري كيف فهم من فكرتي إني اتهم الحوار المتمدن بالإرهاب الفكري وانه ينبغي على، بحسب عقليته الامتثالية، أن ادعوا لاتحاد يؤازر الحوار المتمدن. ولم يفوت الفرصة فانبطح ليتملق هيئة الحوار المتمدن لأنه توهمها، في مخيلته المشبعة برهبة وتملق السلطة، أنها سلطة. وحين تمعنت في دوافع تملقه لم أجد سببا حقيقيا وراءها سوى أن هذا الشخص مدمن تملق وخنوع بطبيعته لان رزكار عقراوي إنسان بسيط لا يملك لا سلطة ولا مال.

هكذا عقلية سواء كانت لدى القراء او الكتاب او أصحاب المواقع هي ما يخيف ويحفز أكثر على الاهتمام بفكرة تأسيس اتحاد للكتاب ينظم علاقتهم وينقي الأجواء مما قد يعلق بها من شوائب.

ولان فكرة تشكي الاتحاد لم تجد صدى مقبولا ولم تثر اهتمام احد سوى بعض الزملاء فقد آثرت أن أضع لها أقدام لتمتد خطوتها أوسع علها تثير الاهتمام وتوقد حماسة الحواريين (المقصود كتاب الحوار المتمدن) المنطفئة.

في الواقع إن ما دفع لطرح هذه الفكرة هو تكرر حالات للمنع وقعت بين حين واخر وطالت بعض الكتاب وكانت أسبابها في الغالب هي محاباة جهات حزبية معينة او منظمات او أشخاص لهم سطوة ودالة على إدارة الحوار المتمدن، لأسباب ليست غامضة تماما. وإدارة الموقع للأسف لم تناقش الأسباب مع من تمنعهم فتتركهم لانفعالهم فيلجئون للمقاطعة الفردية، وبما أن كتاب الحوار المتمدن، حتى من أبناء الوطن الواحد، هم كالجزر المنعزلة منكفئين على همومهم واهتمامتهم، ولايدرون ماذا يقع في الخفاء لزملائهم ليتضامنوا بالتالي معهم، فتكون الغلبة في مثل هذه الأحوال لإدارة الموقع المكتفية بما لديها من كتاب ولا يضيرها أن يبتعد عنها احدهم بسبب قمعها له( حدثت عدة وقائع اذكر منها على سبيل المثال منع كتابات لسعدي يوسف).

طبعا هذا لا يعني أنني مع فوضى النشر، بل على العكس، فانا أؤكد دائما ليس على جوهر المواضيع المتناولة في أن تكون خالية من النفس العنصري والأحقاد والشتائم فقط وإنما أيضا على أهمية الإتقان الفني للكتابة. كما إني اتفق تماما مع الضوابط واولويات النشر التي وضعها الموقع. وان ما اقصده وقصدته من تشكيل الاتحاد هو منع التجاوزات التي يمكن أن تقع على هذه الضوابط بالتحديد، وذلك من اجل حماية الجميع فراءا وكتابا وإدارة موقع.

وفكرة الاتحاد التي اطرح لا يمكن لها النجاح بطبيعة الحال إن لم تحصل على قبول واسع من كتاب الموقع ومن أدارته ليتسنى لها مرونة وايجابية في العمل، وتمثيل أوسع، وبالتالي مشروعية اكبر.

ولان هاجس حرية التعبير هي منطلق الفكرة الجوهري فان ضوابط هذه الحرية هي ما ينبغي بالضرورة أن تكون من أساسيات هذه الأرضية. وهذا يملي أن يكون التشكيل والتمثيل مبنيا بطريقة ديمقراطية. فلا يمكن لأحد يدعي الدفاع عن حقوق الناس وحرية التفكير أن يتجاوز الضوابط والآليات الديمقراطية المتعارف عليها في تشكيل الكيانات. ومن هنا ينبغي أن تكون أدوات الديمقراطية، من حق الترشيح والانتخاب، هي الأساس في بناء هذا الكيان.
وطالما أن الزملاء من كتاب الحوار المتمدن لم يولوا لحد الآن هذه الفكرة اهتماما ملحوظا. أرى أن الحديث عن الضوابط التي يمكن إتباعها في تشكيل وإدارة هذا الاتحاد بات ضروريا. ولان كتاب الحوار المتمدن من البلدان الأخرى لايقراون، كما يبدو، لغير بعضهم البعض فأرى أن معالجتي هنا تقتصر على العراقيين، او الفرع العراقي من الاتحاد.

ولان الأساس كما أسلفت هو حرية التعبير، وحرية التعبير هذه لم تقمعها السلطات المستبدة فقط وإنما قمعتها وبنفس القدر الأحزاب الشمولية ومن يدور في فلكها من أصحاب العقول المتحجرة ممن يرون في الأيدلوجية الحزبية وضوابط القمع المسماة مركزية معيارا لتفكيرهم وتقييمهم. ولان هذه العقلية اعتادت أن تصنم( من صنم) قادتها وتؤيقن(من ايقونة) تاريخها وزعماؤها، فان احد الشروط الأساسية في تشكيل هذا الاتحاد ينبغي أن يركز على إبعاد هذه العقليات من إدارة هذا الاتحاد، وهذا يفرض علينا هنا أن نحدد بعضا من خصائص الشخص المؤهل لإدارة هذا الكيان، وأول هذه الشروط ،بتقديري، هو أن يكون هذا الشخص غير متحزب وغير تابع لسلطة، أي كانت هذه السلطة، وان يؤمن في الحوار كوسيلة أساسية لإدارة الصراعات والخلافات الفكرية، وان يكون كذلك ملتزما، قولا وعملا، في حرية تبادل الآراء وطرح الأفكار. ولان إيجاد أسماء لا يمكن الاختلاف عليها، لاسيما بين العراقيين، أمر صعب، بل ويكاد يكون مستحيلا، فيمكنني هنا كاقتراح أن اطرح ثلاث أسماء أرى أنها الأكثر جدارة في عكس هذه الخصائص.

الأول هو الكاتب حسقيل قوجمان، شيخ كتاب الموقع، لأنه الأكبر سنا والأكثر خبرة، وهو في نفس الوقت محاور جيد للغاية. ومنفتح في تعامله مع الرأي الآخر. وإذا لم يوافق هذا الشيخ على هذا الاقتراح لأي سبب كان، فاقترح، تكريما له، أن يكون رئيسا فخريا للاتحاد، سواء تشكل هذا الاتحاد على نطاق ضيق يجمع الكتاب العراقيين فقط، او اتسع ليجمع في إطاره كل كتاب الموقع من مختلف البلدان.

والشخص الثاني هو الزميل صائب خليل، الذي اختلف مع بعض أفكاره وطروحاته، ولكني أرى انه النموذج الصالح تماما لإشغال هذا الموقع، أولا لأنه شخص غير متحزب وغير خاضع لأي أيدلوجيا ولأنه محاور منفتح وجريء ودمث الأخلاق، وبنفس الوقت لأنه من المثابرين والنشطين في الموقع.
وأخيرا الأخ الكاتب سعد صلاح خالص لما يتمتع به من روح حوارية ناضجة وأفكار منفتحة وجريئة بالإضافة إلى انه بعيد عن التحزب والتادلج باعتبارهما المعوق الأول في مسار حرية التعبير في الحوار المتمدن.

هذه مجرد أفكار أولية. وباب الترشيح لمن يستحسن الفكرة ويؤيدها مفتوح بالتأكيد. وأتمنى أن تطرح من بقية الزملاء معالجات واليات تنظيم تعالج الموضوع بجدية وتطوره بالمزيد من الأفكار والاقتراحات عسى ولعل نخطوا بهذا الاتحاد خطوة متقدمة في تطوير جهود وقدرات موقع الحوار المتمدن وكتابه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رأي صائب
محمد علي محيي الدين ( 2008 / 12 / 15 - 19:35 )
أنا مع الأخ الكريم في فكرة أقامة مثل هذا الأتحاد على أن يجري أنتخاب هيئته الأدارية بالطرق الدمقراطية لا عن طريق الأختيار ولي عودة الى الموضوع بتفصيل أكثر في وقت آخر مع تحياتي للزميل الكريم


2 - أستفيدوا من مؤسسة الحوار المتمدن
مسعود الشيوعي ( 2008 / 12 / 15 - 21:08 )
الفكرة جيدة ويمكن ان يتم تفعيلها من خلال مؤسسة الحوار المتمدن لتكون حاضنة او سندا معنويا واعتباريا للاتحاد المقترح.خصوصا وان لها نظام داخلي يمكن الاستفادة منه ومن الاليات الديمقراطية التي يطرحها.
واضح ان الاسماء التي طرحها الكاتب لم تعجب المعلق الاول على الموضوع لذلك وقف وراء الطرق الديمقراطية. لتكن دعوة خالد صبيح دعوة صريحة للكتاب الذين يجدون انهم يمثلون الحوار المتمدن او الذين يجدون ان الحوار المتمدن مكان يستحق ان يكون منطلقا لانبثاق هكذا اتحاد على الاقل حتى يكون في مواجهة اتحادات الخزي والطائفية

اخر الافلام

.. عالم مغربي: لو بقيت في المغرب، لما نجحت في اختراع بطارية الل


.. مظاهرة أمام محكمة باريس للمطالبة بالإفراج عن طالب اعتقل خلال




.. أكسيوس: مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر يوافق على توسيع عمليا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من الطلاب المتضامنين مع فلسطين ب




.. مئات المحتجين يحاولون اقتحام مصنع لتسلا في ألمانيا.. وماسك ي