الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مامعنى ان تقوم بهذا الفعل .....؟

حميد نكربونتي

2008 / 12 / 26
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


مع سقوط القسم الأكبر من نظام صوصو والفرح العارم الذي أخذ بالكثير من العراقيين لم استطع أن أعبّر عن فرحتي لأني كنت أحد المتوقعين لأغلب ماحصل خلال السنوات الخمس الماضية ولازال يحصل وسيبقى يحصل على مدى السنولت الخمس الآتية. الموضوع ليس موضوع نظام له اتباعه حكمت البلد بالحديد والنار والغباء والطيش وماشابه، الموضوع موضوع أجيال استغلّها النظام لينشأ أتباعا من ذوي العقول المتحجّرة فلا يظّن أحد أن الموضوع أنتهى أو سينتهي بالسهولة ذاتها التي أسقط بها التمثال في ساحة الفردوس، المصيبة أن تلك العقول قد تمّ توجيهها لآليات العمل في الفترة التي ستتبع السقوط وهم على مستويات متعددة كل مستوى أو جهاز يقوم بعمله تبعا للمرحلة التي تتطلّب تدخلّه، وكلّهم قد أخذوا تعليماتهم وتوجيهاتهم للدخول والتسرّب الى داخل المؤسسات الحزبية والحكومية وشبه الحكومية، يساعدهم على ذلك الفراغ الكبير الذي يفرضه نقص الخبرة والكفاءة من لدن الأشخاص الذين أستولوا على مراكز الأدارات بعد السقوط.
وبالطبع فأن هذا الموضوع لايتم بمعزل عن التشاور والتداول مع أجهزة مخابرات أيران وسوريا والسعودية (على ألأقل هؤلاء الثلاثة) لماهية الخطوات المطلوبة في قادم الأيام،يدفعهم ويشجّعهم في تنفيذ هذا المخطط( سذاجة الشارع وضعفه، ضعف القوى الحزبية والفكرية اليسارية والمستقلة،قوة السلاح وألأستهتار للأحزاب الدينية) وفي النتحية الأخرى يدعمهم ماديا كل ألأطراف التي تضرّرت من سقوط أو رحيل صوصو وهي بالتأكيد لاتريد للعراق أن ينهض ويزدهر، لذا فهي تراها تحاول وبكلّ الطرق أعاقة تحقيق أي استقرار او تقدّم على أرض الواقع، لذا فأن المشهد السياسي كان ولايزال وسيبقى معقدا مادام هناك الكثير من النفعيين والأنتهازيين الذين باعوا انفسهم لمن سيدفع ،حالهم حال المرتزقة المنتشرين حول العالم ويستعين ألأميركان بقسم منهم،وعليه فأن السيناريوهات المتوقعة للمنطقة بموجب هذه المعطيات ناهيك عن أجتماع اسباب أخرى رئيسيّة منها أن أميركا بأسقاطها صوصو لم يكن لعيون العراقيين حتما ولكن أزاحته كانت جزاءا بسيطا كنتيجة لعملية جراحية كبرى هدفها الرئيسي هو حماية أسرائيل والمصالح الأميركية في المنطقة، وهذا قد يجعل الأميركان التفكير جديا بأقامة أقليم الوسط الذي سيظم بغداد نزولا من ديالى ويمتدّ الى الأنبار وسيكون مستقبلا تحت أدارة الحركة الملكية الدستورية، والأقليم الشمالي قد ينفّذ ولكن الأميركان لايريدون للأكراد أن يتمتّعوا بدولة أو شبه دولة حقيقية لأنها تؤثّر على مصالح أصدقائهم في المنطقة.
أما أقليم الجنوب......وهو المشكلة الرئيسية بحد ذاتها، يؤخر القيام بأتمام عملية توحّد الدولة العراقية الجديدة، الأميركان لايريدون هذا الشكل من الأقاليم او أشكال الأدارات التي سترزح تحت ادارة وسلطة آل الحكيم أو أي آل أخرين، والأحتمال الأقوى ان موضوع الجنوب سيعتمد على ماستظهره أيران الغبية خلال السنوات الخمسة التالية، لأن أحتمالا كبيرا ان أيران ستتعرض لعوامل التغيير شاءت أم أبت، لأنها أصبحت تمارس بغاءا فاضحا في السياسة الدولية معتقدة انها تقوم بخطوات سياسية ناجحة!ولو كان للأميركان النية في أقامة أقليم شيعيّ او جنوبيّ لساهموا في ذلك منذ 1991 ، لابل هم تركوا الحبل على الغارب لينتقم ابو الصوص ممن اشتركوا في الأنتفاضة.
الموضوع كلّه سيعتمد على مدى فعّالية القوى الديمقراطية الوطنية المستقلة في تولّي زمام أمور الشارع العراقي خلال الفترة القادمة،ولعلّ التقدّم الذي سيحرزوه يجعل الأميركان يعيدون التفكير في السيناريوهات الموضوعة،لأن المشكلة الأساسية التي عانى منها الأميركان خلال السنوات العشر الأخيرة من حكم صوصو كانت عدم استطاعتهم أيجاد الشخصية المناسبة للأستبدال وألمقصود بالشخصية، هي الصفة المعنوية للفرد والجهة التي ستسند عمله داخل الشارع العراقي للقيام بالأستبدال، لذا فنحن نرى بما يسمّى بالتخبط الأميركي في العراق،ولهذا نرى ان عملية التحوّل من صفة الأحتلال الى صفة نيل السيادة هي عملية طويلة وشائكة يحاول الكثيرين ان يضعوا العصي في عجلة دورانها، ومنها نجد ان رئيس الوزراء لايكاد يرتق شقا حتى يجد فتقا جديدا على جبهات عديدة حاول من خلال مجالس الأسناد ان يوجّه نداءا الى الاخرين قائلا ان العراق يجب ان يبقى موحّدا فأما تعينوا على ذلك أو تتنحوا عن السير في خطى المسيرة.
ومتظر الزيدي لم يكن مختلفا عن الكثيرين في تعبيره،ألا أنّه كان شاذّا وجاهلا بل حتى انه كان طفلا في آلية التعبير عن رأيه بواسطة القندرة حجم 44 برغم اننا نعرف أنّ آل زيد هم من خيرة العشائر والبيوتات في محافظتي ذي قار وميسان بشكل اساسي ولكّن لانعلم هل ان تصرّف منتظر كان بفعل توجيهات السيد القائد (مقدقد) ام بفعل الثأر من جورج بوش بسبب اعدام صوصو؟ اذ كما نعلم فأن أبو صوصو الحقيقي يرجع الى آل زيد................! وأيا كان السبب فقد كان محاولة سخيفة وطفولية شملت حتى البغدادية المقيمة في مصر العروبة التي تأخذ دعما ماليا أمريكيا سنويا بمقدار ملياري دولار لدعم أقتصادها المتردي بسبب الترنّح السياسي والفساد الأداري وببركة حيتان السوق المصري المسيطرين على قوت الشعب المصري المسكين والذي لايستطيع ان ينسى آلامه مهما شرب من مخدرّات ومهما استمتع بهزّ وسط البط الراقص على خشبات مسارح وكاباريهات شارع الهرم العظيم عظم خوفو وخفرع ومنقرع.

على كلّ حال........فأن أنتخابات المجالس المحلية القادمة ستحدد ماذا ينبغي على القوى الوطنية اللادينية واللاقومية ان تفعل للحفاظ على ارض العراق موحدة والشعب العراقي موحّد.........ويعتمد جزء كبير من صورة المستقبل على الأكراد بصورة خاصة وعليهم ان يثبتوا وطنيّتهم تجاه البلد ككل والأبتعاد عن النظرة القومية المتشنجة والّتي أثّرت مواقف القادة الأكراد خلال الفترة الماضية في نفوس الكثيرين من أبناء الوطن وجعلتهم بردود فعل سلبية نوعا ما مندهشين من أسلوب القادة الأكراد غير المقبول وغير المتوقع تجاه قضايا الوطن الواحد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو