الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(قندرة) تصنع بطلاً قومياً جديداً

سليم سوزه

2008 / 12 / 16
كتابات ساخرة


المُظلم في المشهد التراجيدي الذي حدث اثناء المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيس الامريكي بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد، حيث رمى فيه الصحفي منتظر الزيدي بحذائه صوب الرئيس الامريكي، هو كونه مشهداً تمثيلياً مرتباً اساء فيه المذكور وللاسف الشديد الى الصحافة والى القواعد الخلقية التي ينبغي ان يتمتع بها الصحفي خلال العمل.

اما المُضيء في هذا، فلا احد ينكره، عدواً كان ام صديقاً، من ان هذا (الحذاء) قد اثبت للعالم ولدول الشرق الاوسط بالخصوص، حجم الديمقراطية التي يمتلكها العراقيون في عراقهم الجديد، لانه باختصار شديد، لو حصل هذا في اي بلد عربي اليوم لاستنفرت كل صنوف الامن والاستخبارات وفيالق الجيش، ولوُضعت فوهات المدافع والهاونات فضلاً عن البنادق على اهبة الاستعداد بوجه الصحفي وعائلته واصدقائه واقاربه حتى الدرجة العاشرة.

لا يهمني الزيدي ولا فعلته التي اجزم بانها حصلت من اجل الشهرة والبروز ولاني مؤمن كذلك بان ما حققه الزيدي في حركته هذه، والتي استمرت بضع ثواني فحسب، لم يكن يحققه في روتين عمله الصحفي حتى على الخمسين سنة المنظورة...
لكن ما يهمني فعلاً هو ردة فعل الفضائيات العربية وبعض العراقية على هذا الامر.

ما زلت اتذكر وجه مذيعة قناة الجزيرة وهي تذيع الخبر بكل نشوة وحلاوة وكيف انها كانت تتقطع بانفاسها كما لو كانت في وضع لا يمكن ذكره هنا .. فقد صنعت من (قندرة) الزيدي رمزاً للمقاومة وربطت بينها وبين (قندرة) خروشوف في خطوة علّها تسد النقص التي تشعر به وبقية كادر الجزيرة في موضوعة الكرامة، ولا ادري لماذا لم يستخدموا (قنادرهم) بوجه (اصدقائهم) في قاعدة (سيليا) التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات فقط عن مقر القناة او على الاقل بوجه ليفني وهي تتجول في اسواق قطر.

اعتقد اننا نشهد ولادة بطل قومي جديد ستحتفل به الامة العربية كلما وجدت (حذاءاً) قديماً يحتاج الى المزيد من التلميع، كما هو ديدنها في تلميع صور الفاشلين بدءاً من عبد الناصر وانتهاءاً بصدام، وستستعيره كجزء من تاريخها المجيد كلما اقتضت الضرورة لذلك ... وليس هذا فحسب بل ربما سيتبرع القذافي مجدداً ليصنع تمثالاً جديداً للبطل الجديد، ويضعه بجانب تمثال الدكتاتور النافق صدام وسط العاصمة الليبية .. والله العالم ما سيكون بعد في المستقبل القريب.

ابرز ما لفت انتباهي هو العاجل الذي ظهر بعد ساعات فقط من الحادثة على شاشة قناة البابلية العراقية للسيد صالح المطلق (الذي يُقال بانه يملك اسهماً فيها) وهو يستنكر فيها الطريقة التي عومل بها الصحفي بعد ان قام بفعلته تلك، وكأنه يريد من رجال الامن تركه يسرح ويمرح ويضرب مَن يشاء .. بالله عليكم تخيّلوا لو ان المطلق هو من كان موجوداً بجوار بوش كرئيس وزراء وليس المالكي.. ماذا يمكن ان يحدث في حال حصول مثل هذه الحادثة!

لقد ايقظ الزيدي الشعور القومي المهزوم وهيج المشاعر العروبية التي كنا نظن بانها زالت من مخيلة العربان بعد النكبات التي مُنيوا بها، كما استنفرت فضائيات عربية وعراقية باناشيدها الوطنية والحربية لحد الآن، وكأننا في معركة جديدة من معارك قائد الضرورة الخاكية .. ليس لانها على موعد قريب من منازلة اكيدة ضد (الاعداء)، بل لانها اكتشفت صنديداً جديداً يمكن له ان يصون البوابة الشرقية للوطن العربي، بعد ان (صانها) بطل التحرير القومي النافق من قبل.

اخيراً، رغم ادانة نقابة الصحفيين العراقيين ومرصد الحريات الصحفية ونقابة صحفيي كردستان وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني، فعلة الزيدي واعتبروها خارجة عن اخلاق المهنة، الاّ اني اضم صوتي الى صوتهم في مطالبة الحكومة بالافراج عنه والاكتفاء بعقوبات تأديبية، كمنعه من مزاولة عمله في المؤسسات الرسمية ان اقتضى الامر، كي تبرهن له بان الديمقراطية التي رماها بحذائه، هي وحدها الكفيلة بحمايته، ولولاها لما استطاع ان يكون بطلاً قومياً عند بعضهم.

هنيئاً للزيدي بطلاً قومياً جديداً، وتباً لامة ٍ تصنع (القنادر) ابطالها.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم انها بطولة
ابناء العراق ( 2008 / 12 / 15 - 20:54 )
ما قام به الزيدي هو الرد الأمثل على جرائم بوش والتصرف كان على مقاسه وعلى مقاس المالكي اما عن الديمقراطية فاية ديمقراطية تحت احتلال بغيض وجرائم ضد الإنسانية ترتكب يوميا قل انها جزء من الفوضى العارمة التي استثمرها الزيدي المشحون بكبرياء عراقي يرفض الأحتلال وعملائه فكان الرد حذاءً بوجه الإحتلال وبوجه عملائه وكل المنظرين له...وهي بطولة ان يقوم شخص بهذا الفعل وسط كل هذه الجيوش التي تحرس المنطقة الموبوءة التي يسمونها (الخضراء) في بغداد وهو يعلم جيدا اية معاملة وحشية سيعامل بها من كلاب المالكي وبوش المسعورة..انها بطولة ام ان البطولة ان يضربهم بمدفع فقط...تحية للزيدي البطل ولأبطال العراق الذين يقومون المحتل بالسلاح، بالكلمة .......وبالقنادر ايضاً


2 - القومية العربية والقندرة
اسماعيل حمد الجبوري ( 2008 / 12 / 15 - 21:28 )
لقد اثبت المجرم منتظر القندرة ان قندرته هي رمز للقومية العربية والفكر القومي العروبي ورمز لبطل القومية العربية ورمز للجامعة العربية. يفترض بزعيم قناة البغدادية البعثية ان يخطوا شعار لها برمز قندرة لان هذا هو مستوى هذه القناة ومستوى العاملين بها


3 - قنادر القومية العربية
الدكتور صادق الصراف ( 2008 / 12 / 15 - 22:16 )
الظاهر بأن القومية العربية والفكر القومي لاتستمر إلا عبر القنادرالبعثية والنعل اليمنية


4 - حذاؤه أعلى من هامات العمالة
المتشائل ( 2008 / 12 / 15 - 23:12 )
شكر ا لك يا منتظر فرميتك قالت للعراقيين والعرب والعالم إن اليسار في العراق ينجب ابطالاً
قال لبوش قتلت العراقيين يا كلب

فأي يساري من قوم أب رغال
يقف ضد يساري يقول للقاتل قاتل العراقيين يا كلب مع ضربة بالحذاء ؟؟

لا ادعوكم الى وقفة ضمير بل اقول لفلول اليسارر المهزوم

انتم ستلاحقون بالكنادر


5 - الرد الامثل لدعادة الفكر المريض
عامر العراقي ( 2008 / 12 / 16 - 07:38 )
- بلاد العرب أوطاني - يافطة ترفعها 22 دولة ، ولايحق لك الدخول اليها ،
وان سُمح لك بالمرور فستلقى أشد انواع الترحيب من تسليب وإهانة وبهذلةلا تستغرب فانت في أحدى الدول العربية . . الموت لأميركا .. وطوابير تصطف
على سفاراتها للهجرة اليها !؟- لا تستغرب انت في دولة عربية
مقاطعة أميركا إقتصاديا ويشربون الأمريكي ، ويأكلون الأميركي ،
ويركبون الأمريكي ، ويلبسون الأمريكي ، وجهازهم الحاسب امريكي ، ويدخنون
الأميركي و و و ، فعليك أن تلتزم بالمقاطعة لانك تعيش في دولة عربية

عندما تجد أمة تتكلم كثيرا ، وتأكل كثيرا ً ، وتكذب كثيرا ً ، وتغش
كثيرا ً ، ومتخلفة كثيرا ً ، فلا تستغرب عندما تكون هذه الامة هي الامة
العربية ..

وعندما تجد أن 22 بلد ودولة ومملكة وإمارة ، لديها من مشاكل الحدود فيما
بينها ما لا تجده في بلدان أخرى ، لا تستغرب فأنت في بلاد ..- أمة عربية
واحدة ... من المحيط الى الخليج -

عندما تجد ان شخصا ً يترك بلده مغتصبا ً وشعبه مرهون ا ً بيد محتل
وخيراته بيد المستعمرومع ذلك يترك وطنه ويذهب للدفاع عن بلد آخر ، فمن
المؤكد ان يكون هذا عربيا ً ..

22 دولة ومملكة وامارة وبلد ... إلخ ، تتحدث ليل نهار عن الديمقراطية
وحقوق الانسان والمرأة


6 - قبلة وداع
قيس زان ( 2008 / 12 / 16 - 09:39 )
قبلة الوداع


خالد صاغية
إذا كان هناك من لم يعرف بعد إلى أين تأخذ الاتفاقية الأمنية العراق، أوضح الرئيس جورج بوش أمس الوجهة المتّبعة: الاتفاقية «تمهّد للمضيّ قدماً من أجل مساعدة العراقيّين ليلمسوا نعمة المجتمعات الحرّة». إنّنا، إذاً، نسير نحو تلك النِّعم. وهذا المسير، بحسب بوش نفسه، مدخل إلى تحقيق «الانتصار» في «حرب لم تنتهِ بعد». الرئيس العراقي جلال طالباني أكثر تفاؤلاً ممّن نصّبه رئيساً. بالنسبة إليه، النِّعم وصلت ولسنا في طريقنا إليها. فبحسب الرئيس، باتت «لدينا اليوم ديموقراطيّة وحقوق الإنسان». أمام هذا التحوّل التاريخي، وعلى مرمى حجر من «الانتصار»، من تراه يسأل عن الضحايا. إنّهم وقود التقدّم. وسائل للحصول على النِّعم. انظروا إلى العراق. لن تتمكّنوا من رؤيته. إنّه يغرق يغرق... بالنِّعم: ديموقراطية، حقوق الإنسان، وسوق حرّة أيضاً. لقد منحه العسكر الأميركي «الباكادج» كاملاً كي ينعم به.
بالرغم من ذلك، لا تبدو على وجوه العراقيّين هيئة النِّعم. لا نعمة أبو غريب. ولا نعمة الكوليرا. ولا نعمة النهب المنظّم. ولا نعمة السيّارات المفخّخة. ولا نعمة الجوع. ولا نعمة الخراب. لكن، مهلاً. قائد مسيرة الاحتلال كان دقيقاً: إنّنا نمضي قدماً نحو نِعمة المجتمعات الحرّة، ولم نصل بعد. لبلوغ


7 - ثقافة الرفض
حيدرابوفرات ( 2008 / 12 / 16 - 15:19 )
تحية الئ الاخ كاتب المقال
انا اعرف جيدا ماهي نوايا الشخص الذي قام بالفعل لكن من خلال هذا الحادث الذي فتح الطريق لكثير من التساولات هل اني الشعب العراقي لايمتلك تعبير للرفض غير هذه الطريقة
لاننا نتذكر حادثة السيد الحكيم في ايران وكذلك حادثة اياد علاوي في النجف وحذاء ابوتحسين المشهورثم هناك سوال اخرئ هل يستحق كل من تجاوز علئ حقوق الشعب العراق ان يضرب بالحذاء اذا نحن نحتاج الئ الاف الاحذية لكي نضرب بها كل القادة العرب الذي لايهمهم معانات الشعب العراق اثناء فترة حكم الطاغية
وكذلك كل الذين ساعدوا في ابادة العراق في الماضي والحاضر
انا اقول لكل العالم وخصوصا المسوولين العراقيين الحذر من الاستخفاف بمصير العراق سوف يضربكم الشعب بكل احذيته


8 - كيف تجزم هل دخلت الى قلبه وقرات شيئا
عراقي ( 2008 / 12 / 16 - 17:05 )
انت تقول انك تجزم بأن منتظر فعل ذلك من اجل الشهرة والبروز
هل يمكن لشخص ام يلقي بنفسه الى التهلكة من اجل شهرة ؟ ماتنفعه الشهرة ان هو مات او اصيب بعوق من جراء ما ستعرض له من تعذيب
نعم تعرض للضرب وتكميم الفم والسحب من الشعر وهذا ما يحدث في زمن الديمقراطية .. اي انه نفس الشيء الذي يحدث في ظل دكتاتور .. .
وكيف تجزم انه اراد الشهرة .. هل كنت في قلب منتظر وقرأت فيه مثلا انه يريد الشهرة حتى تجزم او لاتجزم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم وبغض النظر عن نيته المهم ان العراقيون الذين يعيشون الضيم الان بفعل غياب الامن وشيوع الفوضى والفساد الاداري وسرقة الاموال بشكل غير معقول اقول المهم ان العراقيين سعداء بتوجيه اهانة الى رمز الاحتلال
ثم ا الاساءة الى الصحافة لاتسببها رمية حذاء احتجاجا على وجود رئيس الاحتلال في العراق بل الاساءة ان يحتلك ويذلك وحين تمر في شارع بلدك ويحدث ان يمر امريكي عليك ان تتنحى جانبا ليمر هو .. اهذه الحرية ؟
بالمناسبة انا لست عربيا فلا يتهمني احد انني عروبي قومي بل اني كردي تعرض الكثير من اهله للتهجير والاهانة خلال عهد صدام لكن لايعني ان اصفق لبوش
ظلم صدام لايعني ان نبرر ظلم بوش
هناك ممن ادانوا فعلة الزيدي هم مستفيدون من الحكومة العراقية او يحاولون التسمح والتملق ل


9 - متى يصرخ حذاء؟
عديد نصار ( 2008 / 12 / 16 - 18:36 )
عندما تتكسر الأقلام الحرة،
عندما تصبح معظم الأقلام سلعة للبيع،
و تستهلك الكلمات
لا بد لحذاء منتظر أن يصرخ في وجه الطغاة!

اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر