الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوش وحذاء الزيدي

عبد الحميد العماري

2008 / 12 / 18
كتابات ساخرة


أثارت حادثة تعرض الرئيس الأميركي جورج بوش للضرب بالحذاء من قبل الصحفي العراقي منتظر الزيدي في بغداد ردود فعل، الكثير منها كان ايجابيا والقليل منها سلبي، وكانت الحادثة مثار أعجاب السواد الأعظم من العراقيين ، بل تعدى الأمر ليصل الى خارج الحدود العراقية ، وأطلعت على ردود فعل ايجابية في عدد من العواصم العربية منها القاهرة وطرابلس ودمشق والرياض والجزائر والخرطوم وتونس اضافة الى موقع الحدث بغداد.
بغض النظر عن صحة التصرف من عدمه ، فأن ما أقدم عليه الصحفي الزيدي يعتبر أمرا مألوفا في النظم الديمقراطية ، فضلا عن أن الرئيس بوش سبق له وأن تعرض الى مواقف مشابهة في الولايات المتحدة ألأميركية ذاتها ، فقد رماه أميركي بالبيض الفاسد إذ بان حملته الأنتخابية للفترة الرئاسية الثانية .. الى جانب السب والشتم ،وقذفته إمرأة أميركية طاعنة في السن بنعلها في ولاية فرجينيا منتصف العام 2004 ، وكذا الحال عندما زار الصين وبلجيكا ، إذا ان الرجل معتاد كما قال هو عقب تعرضه بحذاء زيدي وأن ألأمر لايزعجه أبدا .. لكن ألأهم من ذلك بتقديري ، أن هناك فرصة ينبغي أن تستثمرها الحكومة العراقية ، وتتلخص في ضرورة أن تحتفظ بالحذاء ريثما يتم بيعه بالمزاد العلني مما سيدر على العراق ثروة هائلة قد تصل الى مئات الملايين من الدولارات ، ومن يدري ربما تتقدم كبريات شركات صناعة الأحذية بعروض مغرية للفوز بصناعة حذاء جديد علامة بوش!!
وبتقديري .. هناك ضرورة ملحة لأن يحال العرض الى شركة أحذية محلية كون الحادثة وقعت على أرض عراقية ، وبالتالي هم الأحق بالحصول على هذه العلامة التجارية مع تخصيص نسبة من الأرباح الى صاحب الفكرة منتظر الزيدي ، علّه يفلح في الزواج الذي كان يراه بعيد المنال لمحدودية دخله الشهري.. وربما ستبرز مشكلة أخرى ، إذ قد تدعي إحدى الشركات الصينية أنها صاحبة الحق بالعلامة التجارية على إعتبار أن الحذاء المذكور هو من صنعها ؟! لذا أعتقد أن على الحكومة حسم الموضوع سريعا، وأن تخرج لنا بمؤتمر صحفي تظهر فيه كل تفاصيل الحذاء حتى تقطع دابر القيل و القال في أروقة الشورجة عند بورصة تجارة ألأحذية .. فلا يدعي الكل وصلا بالحذاء.
قدم منتظر الزيدي الدرس ألأبلغ في التعاطي مع الشأن العراقي، والرسالة التي أوصلها الزيدي الى جميع ألأطراف تفيد بأن من لا يحترم إرادة العراقيين أو يحاول المساس بكرامتهم أو يتلاعب بمقدراتهم سيلقى نفس المصير الذي آل اليه بوش ، وربما أبعد من ذلك لينتهي هؤلاء الى حيث ما آل اليه صدام حسين ، وبتصوري أنهم سيقفون عند هذا الحدث الأكبر الذي ختم به بوش ولايته كرئيس لأكبر دولة في العالم ، مع قرب نهاية العام 2008 ، وربما سيفسد حذاء الزيدي أحتفالات هؤلاء الساسة بعيد رأس السنة الميلادية ليكون الزيدي حديثهم ولن يغيب عن بالهم وأذهانهم منظر السيد بوش وهو يحيد عن (الفردة) ألأولى ،وأنحرافه قليلا بمساعدة السيد المالكي للتخلص من الثانية التي علت كتفه الأيمن بمقدار أصبع واحد على مقياس أحذية مراكش .
لقد تناولت جميع وسائل الأعلام المحلية والعربية والأجنبية نبأ حذاء الزيدي وعلاقته بالسيد بوش ، وكتبت العديد من المقالات والأعمدة الصحفية في وسائل إعلام متعددة ، وتناول فيها الكتاب الجرأة التي تمتع بها مراسل قناة البغدادية الشاب الذي عبر عن رأيه بسياسة ألأدارة ألأميركية الحالية والمتعلقة بالعراق تحديدا ، كما نقلت وسائل ألأعلام تأييد الشارع العربي لما جرى .. لكن المؤسف حقا هو صمت قناة العراقية التي لم تتحدث عن الموضوع لامن قريب ولا من بعيد ، وكذا الحال مع نقابة الصحفيين العراقيين التي ظهر لنا في اليوم الثاني السيد النقيب مؤيد اللامي من على شاشة قناة (MBC) ليتحدث عن الموضوع بشكل خجل لايرقى الى مستوى المسئولية التي تمليها عليه وظيفته ، فظهر وهو لايعرف ما سيقول ، وكأنه في ذلك لايريد أن يزعل الحكومة ،ثم أن صمت الحكومة وعدم تعليقها على الموضوع ترك ألآخرين يضربون أخماسا بأسداس ، وبقي الحرج الذي كان باين على محيا السيد المالكي عالق في ألأذهان الى جانب طريقة قذف الحذاء بأتجاه السيد بوش .
ينبغي ازاء هذا العمل الجريء الوقوف طويلا من قبل الجميع ، وعليهم مراجعة الذات بدأ بالقوى السياسية ومرورا بالمؤسسات الحكومية وأنتهاءا بالقوى الوطنية الفاعلة في الشارع السياسي .. ولعل في حذاء منتظر الزيدي تستوي العملية السياسية على نحو يخدم تطلعات المواطن العراقي البسيط الذي لاناقة له ولاجمل من كل ما جرى ويجري من صراعات طائفية وعرقية وسياسية .. وبعكسه سيقف هؤلاء أمام 29 مليون منتظر الزيدي ، وقد لاتكفي كل جلود حيوانات أفريقيا وآسيا وربما حتى أوربا لتغطية ذلك الحدث !وأقترح أن يدرج ذلك في الدستور عند القيام بتعديله .. بعد عمر طويل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا نتعلق بإنتصارات وهمية
خالد عبد الحميد العاني ( 2008 / 12 / 17 - 21:46 )
ألسيد عبد الحميد العماري لا أعرف لماذا ينزلق اليساريون الى مستوى الخطاب القومجي؟ ما الفرق بين خطابك وخطاب الفضائية السورية أو قناة العالم الأيرانية أو الجزيرة والعربية وغيرها من القنوات المسخرة لبث السموم البعثية والقومية التي أوصلت العراق الى ما نحن فيه الأن؟ لماذ يبحث المواطن العربي عن بطل وهمي. أنت تعرف أن الزيدي عندما قذف بوش كان متيقننا أن شيئا لم يحصل له ولعائلته لأنه يعرف أن الزمن لم يعد زمن صدام وكنت سأعظمه لو فعل ذلك وقذف صدام بحذائه أو حتى لو قذف بوش في دولة عربية أخرى غير العراق. إن أردت أن تعرف صواب فعل ما من عدمه فعليك متابعة ردود فعل الفضائيات العربية تجاه الفعل. ألفضائية السورية تبث رسائلها من داخل العراق حول موضوع الزيدي في الوقت الذي تعج السجون السورية بألاف المناضلين المغيبيين في سجون البعث المظلمة ومنهم المناضل الشيوعي العراقي شاكر الدجيلي فأين المثقفيين العرب مما يحصل لأبناء سوريا ومصر وليبيا وتونس والمغرب فهل حكامنا العرب أرحم علينا من بوش أم أننا ندفن رؤوسنا في الرمال؟


2 - إشتركت القوى المعادية
الدكتور صادق الصراف ( 2008 / 12 / 18 - 00:04 )
لقد إشتركت القوى المعادية للشعب العراقي من البعثيين والسلفيين والقومجيين والصدريين وكل المخلفات العربية بالاضافة الى ملالي إيران في التبريك للتحرير عبر الاساليب القندرية فمبارك لهم تلك الانتصارات القومية العظيمة

اخر الافلام

.. الأردن يتراجع 6 مراتب في اختبار إتقان اللغة الإنكليزية للعام


.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم




.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع