الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلما تتعمق الازمة الاقتصادية العالمية، تتقدم معها الشغيلة نحو مقدمة مسرح الصراع في المستوى العالمي

جريدة الكومونة

2008 / 12 / 17
الحركة العمالية والنقابية


منذ الحرب العالمية الثانية، لم يواجه الاقتصاد الرأسمالي العالمي، أزمة خانقة كهذه الازمة التي تشمل كافة القطاعات الصناعية و الزراعية و التجارية و المالية، و تعاني البشرية من جرائها، فقراُ، لا مثيل له في تأريخ المجتمع الراسمالي. و ليست الازمة الاقتصادية المعاصرة، الا تأكيداُ واضحاُ عن عدم امكانية الرأسمالية انهاء تناقضاتها الاجتماعية.

ان الازمات الاقتصادية حالة تأريخية، لا يمكن انهاءها دون إعادة تنظيم المجتمع من جديد و إخضاع الانتاج الاجتماعي لادارة المجتمع جماعياُ. عليه لم و لن نصادف تمرد الانتاج من الادارة الرأسمالية، من دون تمرد الشغيلة من السلطة السياسية و البدء بالهجوم على قلعة الرأسمالية في العالم. ففي شهر نيسان من عام 2008، أعلن عمال النسيج في بنغلاديش اضرابا عاما رداً على إرتفاع الاسعار بشكل غير مسبوق للمواد الغذائية، و المطالبة برفع الاجور، و في مصر العربية هزت احتجاجات الشغيلة الناتجة من ارتفاع اسعار المواد الغذائية، الاقتصاد الوطني كافة، كما و شهدت بوليفيا، و بيرو، و المكسيك، و أندنوسيا، و الفلبين، و أوزبكستان، و تايلاند، و اليمن، و أثيوبيا، مظاهرات صاخبة و اضرابات عارمة، و واجهت الشغيلة في كافة البلدان، مواجهة شرسة للسلطة السياسية. و دون شك، سوف تؤدي هذه الحالة، و مع وجود مسبق من أكثرية ساحقة من سكان العالم تحت خط الفقر، الى نتائج أكثر مأساوية، وان عدم امكانية الرأسمالية علاج أمراضها المزمنة، يجبر سلطتها السياسية الى مزاولة القتل الجماعي من خلال الحروب، و التجويع المفتعل للقضاء على الفقر و التمرد في العالم.

و من جانب آخر، ان الارتفاع في القيمة الكلية لرأس المال الاجتماعي، و ارتفاع أسعار المواد الأولية كالطاقة و القمح و الذرة، الخ، لا تؤدي الى ارتفاع جديد في أسعار وسائل المعيشة الضرورية و حسب، بل و ينتهي الى الازدياد في الفائض النسبي للسكان في العالم و الى الانخفاض في الاجور أيضا. و نتيجة لذلك اجتاح العالم موجة من الاصطدامات الطبقية وجهاً لوجه بين الرأسمالية العالمية و الشغيلة العالمية، ففي برلين بألمانيا، شارك 12000 عامل من عمال شركة النقل في اضراب ليومي 5 و 6 آذار 2008، و شهد غينيا إضراباً عاماً مرتين و شل هذا النضال الطبقي الرائع اقتصاد البلاد كافة لمدة شهر واحد، و أجتاحت البرتغال موجة من النضالات نتيجة للازمة الاقتصادية و تزايد البطالة الى حد 10%. و في شهر آذار من العام نفسه شارك 145.000 عامل في سلوفينيا في اضراب عمالي لرفع الاجور، و تقف الشغيلة لاول مرة بعد استقلال البلد من عام 1991، ضد البؤس الاجتماعي، كما و شهد الدنمارك في شهر آذار اضراب 100.000 شغيلة من الممرضات و مساعدي الرعاية الصحية و الطبية في القطاع العام للمطالبة بالمساواة في الأجر، و خاض عمال الاتصالات السلكية و اللاسلكية، و عمال النسيج، و صناعة الاسمنت، و عمال المستشفيات و غيرهم في باكستان نضالات طبقية جبارة في أواسط العام الحالي، و كذلك قام عمال المناجم في نيسان 2008 في روسيا الاتحادية، بالاضراب عن العمل في بعض المقاطعات، و في نفس الشهر، قام عمال السكك الحديدية في بيرن في سويسرا بمظاهرة حاشدة. كما و لعمال الصناعات الامريكية، و شغيلة فيتنام، و بريطانيا، و اسبانيا، و النمسا، و بلجيكا، و جنوب أفريقيا، و العراق بجنوبه و وسطه و كردستانه، قسطاً كبيراً لا يستهان به في هذه النضالات و مواجهة الرأسمالية و سلطتها البيروقراطية الطفيلية. و أخيرا، و ليس آخرا، بدأ تتقدم تلك النضالات و الاصطدامات بين الشغيلة و الدولة في اليونان، و أجتاح بعض مدنها، حيث وصل لهيب هذا الصراع المستمر الى استخدام أجهزة الدولة الديمقراطية النار لقمع المظاهرات من قبل الشرطة اليونانية و أسفرت عن قتل و جرح الكثير من المتظاهرين، و تلطخت يد الديمقراطية كالعادة بدماء الشغيلة. وان المظاهرات اليونانية الخاضبة، تمكنت من اختراق حدودها الوطنية، حيث قامت شغيلة برلين و باريس بمظاهرات تضامنية مع الحركة اليوناينة.

ان الازمة الرأسمالية المعاصرة تتعمق باطراد مستمر، و تتدهور معها أكثر فأكثر أوضاع معيشة الشغيلة في العالم، و بدأت الطبقات بمواجهة بعضها البعض في ساحات قتالية واسعة تشمل كل بلد من البلدان. عليه لا بد من ان تتطور هذه الاصطدامات، الى صراع حاسم في المستقبل. و ان درجة انتصار هذه النضالات مرهونة بدرجة الانتظام الاممي للشغيلة العالمية، و ان الوسيلة المثلى الوحيدة لتطور هذه الحركة، هي توحيد القوى الاممية في حركة طبقية متضامنة، تتوحد من خلالها القوى المتشتتة للشغيلة. لذلك ستكون المهمة العاجلة للشغيلة العالمية، الاقدام على تنظيم قواها الطبقية لتطوير هذه الحركات المتفرقة و توجيهها نحو حركة أممية موحدة لمقاومة طبقة رأسمالية موحدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاشتراكية بديل انساني للرأسمالية
عصام شكـــري ( 2008 / 12 / 16 - 22:38 )
النظام الرأسمالي عاجز ومرتبك ليس اقتصاديا فحسب بل ايضا من النواحي والجوانب الايديولوجية والفلسفية. من المهم ادراك الاهمية -السياسية- للاشتراكية باعتبارها البديل الانساني للنظام الرأسمالي على -كل- الاصعدة. ان سلب العامل ( الانسان المعرف برجوازيا ككائن مقيم خارج العلاقات الطبقية ) لهويته الانسانية واستبدالها بالهويات القومية والدينية والعشائرية ( في كل انحاء العالم ) هي اثر اخر من اثار افلاس الطبقة البرجوازية وعلى الصعيد العالمي. الاشتراكية تمتلك مقومات تحقيق عالم انساني وقادرة على الاجابة على اوضاع اليوم في كل الجوانب. ولكن العمال ليس بمقدورهم، دون حزبهم السياسي ان يواجهوا الاحزاب السياسية للطبقة الرأسمالية. الحزب الشيوعي العمالي هو القادر على تنظيمهم تحت راية ماركس الاشتراكية.

اخر الافلام

.. إضراب عام للمحامين بجميع المحاكم التونسية


.. توغل صيني في سوق العمل الجزائري




.. واشنطن بوست.. اتحاد طلبة جامعة كاليفورنيا يأذن بالإضراب في أ


.. تونس.. نقابة الصحفيين تتضامن مع الزغيدي وبسيس




.. رئيس الغابون السابق يضرب عن الطعام احتجاجا على -تعذيب أسرته-