الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين حقي..أطفال الشوارع في العراق

محمد عبد الجواد الجوادي

2008 / 12 / 17
حقوق الانسان


من المظاهر العادية اليومية في شوارع العراق كمدينة بغداد العاصمة و مدينة الموصل و البصرة و بقية المدن هو انتشار الأطفال بمختلف الفئات العمرية أي من سن الست سنوات و إلى الفئات اليافعة التي لم تدخل سن الثامن عشرة، ينتشرون على شكل مجاميع أو أفراد و يزدادون يوما بعد يوم على الأرصفة و مقتربات الجسور و تقاطع الشوارع و عند الإشارات الضوئية يتسولون أو يحاولون بيع علب الساكير المناديل الورقية أو العلك حفاة شبه عراة ويرتدون أسمال بالية، شبه منظمين على شكل عصابات و يطلق عليهم (النكرية) أو (العلاسة) و المجرمون الكبار يجندوهم لإعمال السرقة و التسول و البعض الأخر منهم يسخرونهم لأعمال القتل و الاغتيال و حتى حرق الجثث و في مدينة الموصل و صلت الحالة إن الأطفال في إحدى الفلكات (دورة لتقاطع الشوارع لاستدارة السيارات) كانوا يلعبون كرة القدم برأس بشري مقطوع و طفل أخر يقوم بدفع رأس بشري مقطوع في ساقية الماء بواسطة عود من الخشب و في مقبرة جوار الموصل (وادي عكاب) مارس المراهقون الجنس مع جثتي امرأتين مقتولتين دون خوف أو رادع، هؤلاء الأطفال بدون أرواح بدون أدامية وقد توقعت ما يحصل اليوم قبل الاحتلال و كتبت عن الموضوع آنذاك و وصفتهم (بالقنابل موقوتة) إنهم لم يولدوا على ما هم عليه، ألا أن البؤس و الحرمان و فقدان المحبة و الرحمة التي لم يروها جعلت منهم مخلوقات مريضة ممزقة نفسيا، الكثير منهم مارس اللواطة السلبية مع من هم اكبر منهم سنا أو حتى يستغلون من قبل الأكبر منهم في اغتصابهم و ممارسة الجنس معهم أما التحرش الجنسي فهو جزء من حياتهم، إنهم بعيدون عن حنان العائلة مشردون و الكثير منهم حتى لم يدخلوا المدارس أو تسربوا منها.
لو دققنا بهوية هذا الحدث و درسنا وضعه النفسي و الاجتماعي نجد إن الكثير منهم لا يملكون عائلة تأويهم و لا توجد دور للدولة تأويهم و حتى في حالة وجودها تكون المعادلة على مستوى رهيب من القسوة و إن بعضا من المشرفين على دورهم أنفسهم منحرفون و يجبر هؤلاء الأحداث على ممارسة أعمال، اللواطة و الجميع يتساءل أين موارد العراق؟ و الجواب إن العراق ثاني أو ثالث دولة في الفساد المالي و الإداري، أين دور وزارة العمل و الشؤون الاجتماعية؟ و ما هو دورها في رعاية الأحداث؟ الجواب صفر، الكارثة إن لا احد من المسؤولين يفكر في مستقبل العراق، مستقبل العراق هو الأطفال و الشباب. لا يمكن القضاء على العنف بعد أن وصل إلى نفوس الأطفال و يوما بعد يوم يزداد العدد، اليوم في مدينة الموصل الكثير من العوائل وصل بها الأمر السكن داخل المقابر بعد أن ضاقت بهم الأرض بما وسعت، إني أتحدى كل من يقول إن العراق بخير و أضع أمامه الأسئلة التالية: كم هو عدد المعوقين من الأطفال؟، كم هو عدد المتسربين من المدارس؟، كم هو عدد أساتذة المدرسة التي يبلغ عدد طلابها 800 طالب؟، كم هو عدد المدارس بالموصل؟كم هو عدد المدارس الطينية؟.
علينا أن نتصور أبناء المناطق المحرومة من كل شيء مثال منطقة النهروان (حي التنك) حي الانتصار حي سومر حي صدام حي العامل ...الخ حيث لا شوارع لا ماء لا كهرباء لا مدارس لا أمن لا أمان كل خطيئتهم إنهم ولدوا فقراء محرومين من ابسط مقومات الحياة، البطالة و المرض و الجوع وانعدام الدخل وأي مصدر للمعيشة هي القاسم المشترك.
الموضوع بأجمعه يشكل مأساة إنسانية و يقف المجتمع الدولي متفرجا و عاجزا. العراق اثرى و أغنى بلد في العالم جوهرة الكرة الأرضية ترسل له المساعدات الإنسانية من أفقر الدول. الأسلحة تعزف موسيقى الموت وسط ضياء الحرائق و في وسط كل هذا الأطفال يرقصون من خلال إطلاق النار على أناس لا يقلون عنهم بؤس و شقاء، أطفال العراق الممتلئة نفوسهم بالجراح و عقولهم خاوية من معاني الطفولة و الإنسانية و الشفقة و الحنان يتجولون في الشوارع لربما وجدوا كسرة خبز و كلمة محبة أحلامهم كوابيس من أين يأتي الحلم الجميل أليس من واقع الحياة؟ و عندما يستيقظون يثقفهم الجبناء من المجرمين و القتلة ليشاركوا في لعبة الموت يدفعونهم و يدفعون لهم ليشاركوا في لعبة الموت، لا نهم لا يدركون ما يفعلون، هؤلاء الأوغاد صانعو الفتنة هم عبارة عن حثالات قاسمهم المشترك تدمير مدينة الموصل إنهم خليط كانوا محكومين عن جرائم يندب لها جبين الإنسانية من السرقة القتل الزنا بالمحارم و الاغتصاب و التسليب. و العفو العام موجود و الصلاة على النبي، (عادت حليمة على عادتها القديمة) الأنظمة المتعاقبة وجهان لعملة واحدة.
أني أوجه صرخة لعل الضمائر تستيقظ لدى أصحاب النفوذ من الوزراء و البرلمانين و الأمراء الجدد و أصحاب المحاصاصات الذين همهم الوحيد هو المكاسب الباحثين عن الألقاب و المسميات و النفوذ و المتدافعين إلى المناكب كيف لا و الانتخابات على الأبواب لمجالس المحافظات و بعدها البرلمان كلما كانت المحاصصة (أي الحصة اكبر) كلما كانت أدسم رحمه الله الشاعر الخالد محمد صالح بحر في قصيدته الخالدة أين حقي؟
أعود و أوجه صرخة إلى كل من له ضمير و إلى كل من فقد الضمير أن ارحموا شعبنا العراقي انه شعب متعب يعاني من الخوف، أطفاله بلا مدارس مشردين في الشوارع محرومين من ابسط الحاجات الإنسانية و وسائل العيش.
و أخيرا أقول إن الأطفال مستقبل أي دولة تحترم مستقبلها و إن هناك دول جعلت من الأطفال و النساء أسمى قيمة. إن هذه الكارثة لا يمكن حلها ألا من خلال أعلى سلطة في البلد الاهتمام من قبل رئاسة الوزراء و القابضين على السلطة عليه يجب أن يتم:

1- توزيع الدخل القومي بشكل عادل بين أبناء الشعب.
2- التركيز على المناطق المحرومة و معالجة احتياجاتها بشكل جدي و فوري.
3- توفير فرص العمل لأبناء الشعب (البطالة-العطالة) و القسم الأعظم من خريجي الكليات.
4- توفير الضمان الاجتماعي بشكل مسؤول (على أن لا يتحول إلى الجيوب) لمن لا يستطيع العمل و في حالة عدم توفر العمل.
5- توفير الضمان الصحي لجميع أبناء الشعب خاصة المناطق المحرومة.
6- فرض سيادة القانون على الجميع بدون استثناء لأصحاب المعالي و السعادة (أو البكات) على ما أعتقد كلمة تركية.
7- على أمل أن تستيقظ الضمائر في الوزارات المعنية بالأطفال وزارة العمل و الشؤون الاجتماعية و الداخلية و الشرطة وزارة التربية و وزارة العدل و ودوائر الإدعاء العام.
8- استحداث وزارة للمرأة و الطفولة.
9- أن يتذكر أولي الأمر و أولي الألباب إن العراق أغنى دولة في العالم و أفقر شعب في المجموعة الشمسية إن كانت هناك شعوب في الكواكب الأخرى، و حتى في الكواكب التابعة لشموس أخرى.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم يتضمن عقوبة الإعدام.. قانون جديد في العراق يجرّم المثلية


.. غانتس: لا تفويض لاستمرار عمل الحكومة إذا منع وزراء فيها صفقة




.. شبكات | الأمم المتحدة تغلق قضية وتعلق 3 في الاتهامات الإسرائ


.. هيئة البث الإسرائيلية: الحكومة تدرس بقلق احتمال إصدار -العدل




.. الأمم المتحدة: هجوم -الدعم السريع- على الفاشر يهدد حياة 800