الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نص على جسد (القسم الأول)

مروان العلان

2008 / 12 / 20
الادب والفن


نص على جسد

سبحان من أسرى بنا
نحو الجسدْ..
نحو اشتهاء الرّوحِ للآفاقِ
للرّيح العصيّةِ..
للبدلدْ..
وهناكَ علّمَنا الصلاةَ
وأوغلتْ فينا الإرادةْ

سبحانَ من أسرى بنا
سبحانَ وهجِكَ يا جسدْ

سبحانَهُ حين اشتهى..
وتدفّقتْ فيه الرّؤى
حينَ اضمحلَّ الآنُ
في الآتي..
وتهاتَفا..
سبحانهُ حينَ اتّحدْ..


كلُّ الجِهاتِ لهُ مدىً
حيثُ التفَتَّ
مِنْ فوقِ صخرتِهِ العنيدةِ
تشرئِبُّ الرّوحُ
تنتفضُ السماءُ
يغورُ في الأرضِ التّشَوُّفُ والندى

سبحانَهُ حين اشتهى
سبحانَهُ حين اعتمدْ..

أذّنْ بظهرِ الغيّبِ
أو فوقَ التّلالِ الدافئةْ
أذِّنْ إذنْ في الناسِ يأتيكَ المددْ
مِنْ كلِّ فَجٍّ في مساراتِ التّردّدْ
من كلّ صوبً
فوقَ ذيّاكَ الثّبَجْ
وأقمْ شعائِرَكَ العديدةْ
كيْ يضمَحِلَّ أمام عينِكَ ما ترى
وتظلَّ وحدَكَ كامناً
بينَ الهدايَةِ والرَّشَدْ
وهناكَ.. يكتملُ الصَّهَدْ

إرفعْ إِشارَةَ مَنْ أرادَ العَيْشَ
محمولاً على كفِّ الإشارةِ
أو أدام الوَجْدَ للجَسَدِ العتيقِ
كيما يدورُ بنا الأمَدْ..

هَمْسٌ.. وجيْبٌ..
والتفاتَةُ هائمٍ
وبَقيَّةٌ تأبى الرّكونَ إلى الصّدى
وتُثيرُ أفراحاً..
وتُقَشِّرُ الأعراسَ هائِمَةً
لأرْوِقَةِ البَدَدْ..
إخلعْ غِطاءَكَ عن صريحِ العِشقِ
أحْرِمْ دونما شيْءً
فِضْ ما استطعْتَ على المدى
مُتَوَضِّئاً بالعِشقِ
موروداً
وَعَرِّ الروحَ مِنْ كلّ الزَّبَدْ

لبيكَ إذْ نادتْ بِقاعُ الرّوحِ
لبّيْكَ يا ذاكَ الجسَدْ

لَمّا تَزَلْ بينَ الوِهادْ
مُتَيّماً بالعِشْقِ
مَنْحوتاً على صخرِ التّواجُدِ
تلْتَقيكَ الرّيحُ منفرداً
وأراكَ كالوثنِ الذ ي قدْ صَنّعَتْهُ الرّيحُ
مِنْ كفِّ الهباءْ
إنّي أتيتُكَ واحداً متوَحِّداً
ألتَفُّ بالتعبِ المُزَنَّرِ بالضّياءْ

لبّيْكَ يا ذاكَ الأحدْ

لبَّيْكَ..
قِبْلَتُكَ الجِهاتُ السّتُّ
وجهُ اللّهَ.. عرشُ النّورِ
أشتاتُ اللقاءِ المضمَحِلِّ
على تباشيرِ البلَدْ

لبّيْكَ يا ذاكَ الأحدْ

لبّيْكَ يا جَسَدَ اللقاءِ المُرِّ
في رملِ السكينةِ
والكلامِ المُفْتَقَدْ

إنّي نويتُ الَحجّ مشغوفاًً
تُراوِدُني رياحُ العمْرِ
عنْ عُمري
وتُطيحُ بي..
كالشوقِ في صدرِ الشَّهيدِ
كَوَمْضَةِ الإيلاجِ في رَحِمِ النّدى
تمْتدّ مِنْ روحي..
إلى أبَدِ الأبَدْ..
فاقبلْ قدومي
طائفاً مُتَوَهّجاً

لبّيْكَ يا ذك الجَسَدْ

لمّا تَزلْ فينا بقِيّةْ
تحْتالُ كي تبقى
وتُقاوِمُ الآفاتِ..
صوتَ الصمْتِ..
صخرَ الموتِ..
عَتْمَ الليلِ..
آلامَ المخاضِ المُرّ.. تَقْتاتُ التعبْ
وعباءة الليلِ الكثيفُ
تُطَوِّقُ الآهاتِ
تَكْتُمُها
وتُبَعثِرُ النّجْماتِ
في رُجْمِ النهايةْ

فاضتْ بِحارُ الشَّوْقِ
وانكتمَ الهسيسُ
موارِباً خلْفَ الطّوايا..
والطاعِنونَ الروحَ أغفلَهُم حسيبُ الليلِ
أغْمَضَ عيْنَهُ يوماً..
من ثمّ جزّ رُؤوسَهم.. فَتَناثروا
وتناوبوا كأسَ البداياتِ الرديئَةْ..

هذي ثيابُكَ في هزيعِ الروحِ
تنشُقُ ما تبقّى من ضياءْ
لبّيْكَ مشلوحاً تُقَلَّبُ في رمادِ العمْرِ
جمراتِ التّواصُلْ
أوّاهُ من جَمْرٍ تَدَثَّرَ بالرّمادِ
وأشعَلَتْهُ الريحُ في لَيْلٍ هَمَدْ

لبّيْكَ إذْ نَشَفَتْ دموعي
وتَلَكّأَ الضَّوْءُ المُسَيجُ
ناسياً لونَ الأجِنَّةِ
والمواليدِ العَصِيّةِ والولَدْ

لبّيْكَ فاخرُجْ مِنْ سُباتِكَ
لاكْتِمالِ الليلَةِ الأولى
لِلْبَدْرِ يَفْتَرِشُ الفضاءَ المُستبِدَّ
وقدْ وَعَدْ..

لبّيْكَ يا ذاك الجَسَدْ..

هيَ ليْلَةٌ جاءَتْ غُبَيْبَ الضوْءِ
أعطتْ لونَها للريحِ..
للنّخلِ الغريبِ
لبومَةِ الإعْتامِ
مُغْتَصَباً..
للوافِدينَ من الظّلامِ المدلَهِمِّ
منَ اليباسْ
قد أردَفَتْ خلفَ الضِّياعِ
شكيمةَ الفرسانِ
فانكسَرَتْ شظايا
نحوَ الشّمالِ.. الغَرْبِ
أو نحوَ انْفِلاتِ العيّنِ
أو نحوَ الضِّياءِ.. البوصَلَةْ
ويضيعُ في حَثْوِ الرِّمالِ الوَجْهُ
والجَمّرُ الذي ما انفكَّ
يومئُ في رماد الرّوحْ..
وتُباشِرُ الذِّكرى اسْتِدارَتَها
تُوَزّعُ سُكّرَ الّلَفَتاتِ مذروراً
على كَفِّ الزّمانِ إذا آتقَدْ..
لبّيْكَ.. بوصَلَةَ اللقاءِ
تُشيرُ في ثِقةِ التّصَوّفِ
لاشّتِمالِ الرّوحِ
للأفُقِ المُسَيّجِ
لاحتِمالِ التّوْبَةِ الأولى
من عديدِ الذَّنْبِ في حَقِّ الجسَدْ
لبّيْكَ يا ذاك الجَسَدْ

جاءآ مَعاً..
إثنانِ يلْتَقِيانِ في جَسَدٍ
وتَمُرّ في العيّنَيْنِ
آمادُ التّوَحُّد
إثْنانِ..
إنْ وَصَلا إلى الجَسَدِ العَتيقِ
تَوَحّدا..
وتَهاتَفا لُغةَ النّوارِسِ
في توَحُّدِها البقاءُ الحُرُّ
والريحُ الأليفَةُ
والسَّنَدْ..

هذا هوَ اللّفظُ المُباحُ يُغَيِّرُ الأشياءَ
يبْعَثُها إلى أُفُقِ الضّجيجِ
يحوّشُ الأيامَ أشتاتاً
وَيُدَلِّكُ الأشْجانَ مشهوقاً..

وَيْحي من اللّفظِ الحَرامِ
يَنوسُ.. يُلوّنُ الأشْياءَ
يَحْرُسُها
ويُعيدُ، ما فَتِئَ، الشّعائِرَ
لاسْتِدارَتِها
أوّاهُ.. يا ذاكَ البَلَدْ

لا تَلْتَفِتْ للخَلْفِ..
ظَهْرُكَ للجِدارْ
والرمْلُ لا يعْلو إلى كَتِفِ التّوَحُّدْ
لبّيْكَ يا ذاكَ التَوَحُّدْ
أوّاهُ يا ذاكَ البَلَدْ..

لمّا ادْلَهَمّ الشَّوْقُ
أبْصرَ في المدى وَهْماً
وَبَقِيَّةً من مِئْذَنَةْ
وتَراهُ أسْبَلَ جُرْحَهُ الكابي
عميْقاً
وتَوَهّجَتْ خَطَواتُهُ نحوي..
كما حُزْنُ الثَّكالى بالولَدْ..
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة