الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استخدام الحذاء تعبير عن.....وليس ثقافة

عبد العالي الحراك

2008 / 12 / 19
كتابات ساخرة


هز حذاء الصحفي العراقي الشاب الزيدي المقذوف على بوش مشاعر العراقيين المتألمين من بوش واحتلاله الامريكي لبلادهم ,فلا مجال لكبت العواطف ولا حديث ناقد بالثقافة واحترام الضيافة واصول مهنة الصحافة.. انه انفعال عاطفي غاضب صدر من شخص نحن العراقيون نعرفه كأي شاب عراقي غيور مهضوم على ما حل ببلاده من قبل شخص واقف امامه, لم يجد امامه ان يعبر عنه وقد ارتقى به الغضب الى اقصاه, فما كان الا والحذاء سلاحه.. وهو سلاح لا يقتل ولا يجرح ولكنه يهين من لديه ادنى حد للاحساس وهل شعر بوش بالاهانة وهل شعر المالكي بان ضيفه غير مرحب به في العراق وغير محترم؟ وقد اهين فمن لديه ثقافة ان لا يخلط موضوع الحذاء بالثقافة ولا ان يلبس الشاب ثقافات وايديوجيات ويقف منه موقفا مسبقا بايديولوجية مقصودة في زمن لم تبق ايديولوجية الا واهانها الاحتلال,اذا لم تقف بوجهه وتعلن رفضها له وقد عبر هذا الشاب عن رفضه لبوش وللاحتلال الذي جاء به الى العراق..لا يستقيم النقد ولا تستقيم الثقافة مع هذا التصرف كما لا يستوجب الامربث الاناشيد الوطنية الحماسية واعلان حالة التأهب القصوى من قبل بعض القنوات التلفزيونية,لان حذاءا انطلق بوجه بوش وليعبر ما يعبر. ارجو من مثقفينا ان لا يعتبروا الحذاء ثقافة العراقيين وان لا يؤدلجوا الموضوع باية ايديولوجية..صحيح انه تعبير عاطفي عن رفض العراقيين للاحتلال ولكنه لا يتحمل كل هذا التمجيد والاطراء والثناء كما لا يستحق التهجم والازدراء..يفترض ان يجير الرفض العاطفي الى رفض علمي مدروس وعملي وليس انفعالي يعم معظم الناس ويقال عنا اننا نرفض الاحتلال بالحذاء ولا نرفضه في البرلمان ولا في الشارع العام.. ايها الكتاب المحترمين لا تعطوا اهتماما اكبر للموضوع بل ركزوا على اهتماماتكم الوطنية الملحة التي يحتاجها المواطن العراقي.. ان لا نضيع وقتنا بالعواطف والانفعالات يحركنا حذاء ويدمرنا احتلال يجب مواجهته بما يستوجب من تنظيم ووحدة وطنية وسلامة موقف. ضروري ان ترتقي الصحافة الوطنية والقومية الى المستوى الوطني والانساني العلمي والمهني المنضبط الذي تعري فيه وتفضح اعمال الاحتلال السلبية بحق الشعب وكذلك الطائفية والتخلف مستخدمة الحجة والمنطق المتابع بدقة وجدية لما يحصل للمواطن والوطن لا التعبير بردود افعال عاطفية مؤقتة واناشيد حماسية رنانة عفى عليها الزمن, منذ ايام المذيع القومي احمد سعيد وكذبه على الشعوب العربية, بل اختيار الاسلوب الافضل والاكثر ديمومة وتأثير حقيقي لصالح الشعب.. اتمنى ان نستخدم عقولنا في تحريرانفسنا واستقلال بلادنا لا احذيتنا ثم نبقى حفاة ..لقد استخدم الشاب الزيدي حذائه في وقت غضب,اما الكتاب والمثقفون فالمطلوب منهم استخدام عقولهم لا عواطفهم في نقدهم وتقييمهم بالضد او بالتأييد..ليكن الاستخدام الاخير للحذاء حتى لا يقال عن ان ثقافتنا ثقافة حذاء. ويفترض بمن انبرى ينتقد تصرف الزيدي عليه ان يتذكر بأن هناك مسؤؤلين في الدولة العراقية وبرلمانها كثير ما أستخدموا لفظة الحذاء في تهديداتهم وتوجيهاتهم الرسمية فهل انتقدوهم؟ على كل حال فليكن الحذاء الاخير في الثقافة وفي السياسة وليحافظ الصحفيون والمثقفون على سمعتهم وسمعة بلادهم دون ان يتحولوا الى موضع شك وريبة دائمة ويمنعون من حضور الندوات والاجتماعات والمؤتمرات..واطالب بأطلاق سراح هذا الشاب العاطفي الجريء والبريء لان وطنه العراق مجروح الكرامة من قبل بوش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القندرة وشروق الروح الوطنية .
علي السعيد ( 2008 / 12 / 18 - 20:56 )
تاريخ الحكومات الامريكية المتعاقبة تاريخ دموي سلطوي طبقي , من خلاله ابيدت شعوب ونهبت خيراتها واستبيحت محرماته ومقدساته .لماذا نستصغر ردود افعالها البسيطة ... الكبيرة في دلالاتها ومعانيها .الا تتذكر بان شعبنا ابتدأ المقاومة للاحتلال البريطاني من ( الفالة والمكوار والبصاق على وجوههم ), الم يكن الصحفي صاحب الحذاء المقدس مختزلا لاحداث وجرائم ودموية الاحتلال الامريكي ..؟ الم يكن حذاءه رمزا لاهانة مشعلي الحروب ؟ الم يجوعوا شعبا ويحاصروه وكلما زادت ضحايا الحصار صرخوا ... بالمزيد ؟ الم يغزوا بلدك ويستبيحوا ابناء شعبك ؟ الم يكن سجن ابو غريب واغتصاب نساءنا دعوة لاستعمال اي سلاح يلحق بهم الذل والعار ؟ بماذا يقاتل المكبل بالقيود ....؟ اساله كثيرة وعديدة ... وفعل بدأ يسري في جسد الشباب لصناعة وايقاظ الروح الوطنية المنهارة ...!!.الا تدري عزيزي ... بان الشباب بدأ يبحث عن حركة وطنية ويسارية ترشده في هذا البحر الهائج ....شكرا عزيزي الحراك ...مع احترامي وتقديري لك .


2 - اتفق مع علي السعيد: الرمز مهم وربما أكثر من التحليل البارد
صائب خليل ( 2008 / 12 / 19 - 13:12 )
أخي العزيز عبد العالي،
النشاط السياسي ليس تحليلاً علمياً ووثائق فقط، بل هو قبل ذلك إثارة أهتمام ومشاعر الناس لتعبر عن نفسها وتشارك في القرار السياسي، لذلك فما فعله الزيدي أهم بشكل واضح مما كتب من تحليلات حين استطاع إثارة اهتمام الناس واستعادتهم لأملهم في أن هناك رد ما، جريء وواضح يمثل مشاعرهم.


3 - الرمز مهم ومهم جدا
ابو عيسى ( 2008 / 12 / 19 - 14:42 )
اتفق معك استاذي الفاضل الرمز مهم انا مدرس وثق ان عشرات الطلبة يسألونني كل يوم بعد العمل البطولي الذي قام به الزيدي عن فعل بطولي ضد الغزاة مشاعرهم تضخ الدماء في قلبي المعطوب وتحيلني الى ايام النضال في زمن الدكتاتورية واعود شابا مع تزامن فعل المناضلين في الداخل الان لتشكيل كيانهم اليسلري الثوري وبياناتهم التي تعيد لتاريخنا مجدة وانها لم تذهب سدا
صديقي الحراك دعوت لوحدة اليسار كثيرا واليساريون في اجتماع متواصل لرص الصفوف وتوسيع القاعدة وما فعله الزيدي يصب في هذا الاتجاه


4 - منتظر اظهر وحدة العراقيين عاطفيا على الاقل
عبد الخالق البهرزي ( 2008 / 12 / 19 - 18:30 )
الا يكفي ان البطل منتظر قد اثلج صدور كل العراقيين ووحد مشاعرهم التي حاول الاحتلال وحكومة واحزاب المحاصصة من الالتفاف عليها. الا يكفي انه كشف لنا بشكل اوضح المتباكين على بوش اكثر منه على الشعب العراقي الذي تاجروا باسمه
لقد فرز بين ابناء العراق واعداء العراق.

اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا