الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقنعة الانتخابية والفلس الأحمر !

صباح زنكنة

2008 / 12 / 19
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


سبحان مغير الأحوال.. فقد طرأت هذه الايام تحولات جذرية كبيرة في سلوك بعض الشخصيات السياسية البارزة وشبه البارزة بل وحتى غير البارزة، لاسيما تلك الوجوه التي تسعى الى تبديل أقنعتها بصورة مباغته تبعا للمتغيرات السياسية والمصالح الفردية.!!
فقد اتصل بي قبل مدة شخص بارز يعمل في حقل السياسة وطبعا هو ليس فلاحا يعمل في حقله! ولاأقول عنه انه سياسي محنك.. ما دمت مقتنعا ان سياسته وحنكته اذا مابرزتا ستغنيانه عن الحاجة الى أمثالي قبيل الحملات الانتخابية.!
فالمعروف ان الشخصيات التي تفرغت لشؤونها الخاصة بعد تسلقها معابر أكتاف الآخرين لم يجدوا متسعا في الاحتكاك بمن أوصلوهم الى مرتبة التعالي لان طبيعة عملهم الشاق في الغرف المكيفة صيفا وشتاءا!! تحول من دون اعادة النظر باصدقائهم القدامى والكائنات التي شجعتهم اوالتي اوصلتهم الى هذه النهاية المفرحة لهم و المؤلمة لمن اكتشف خلالها العملة المزيفة من الحقيقية، هذه الشخصيات ومن سواها والتي سارعت الايام لفضح زيف معاناتهم المزعومة وتلهفهم وراء سلم الصعود لم يضعوا في الحسبان النخور التي قد تصيب سلالم الارتقاء والتي قد تطيح بهم في ايّ لحظة والى غير رجعة..
فليس غريبا ان يخبرني احدهم ان صديقا له من (اصحاب هذه الصنعة) زاره في وقت قريب للغاية نفسها صحيح انه لم يفصح عن غايته (كما اخبرني الصديق) الا ان صاحبي تابع القرائن وعادلها بالمتغيرات وركّب الاحداث بعضها ببعض ثم توصل الى نتيجة مؤلمة مفادها ان زيارة صديقه المتأخرة كانت تمهيدا لزيارة ثانية او لاتصال ثان سيقوم به تبعا لحاجته الى شخص ألقاه يوما من الايام في قمامة النسيان بعد ان كاد ذلك الشخص المعين ليجزم في ما بعد بان صاحبه السياسي البارز ربما مات..نعم مات بفعل تعتيمه المفتعل على نفسه واعتزاله الطويل عن اقرانه واختبائه وراء اجتماعات جلّها وهمية يتلقى خبرها ممّن يرفع السماعة عنه بالنيابة!!.. والصحيح ان انخراطه بالعمل وانهماكه في تحصيل درجات ومراتب اعلى واعلى وانسلاخه عن الواقع أنساه حتى نفسه.. فكيف يتسنى له ان يتذكر او يستقبل تلك الاكف التي أطلقته صوب السماء و صفقت له وعظّمت من شأنه كأي مربي حمام يزيد حماماته تحليقا عبر تصفيقات ساخنة يلهب فيها الحماسة، لتلتهب حماماته بالحماقة لدى وصولها عنان السماء حيث مدارج الغرور لدرجة تتيه في صعودها وارتقائها متجاهلة انها كلما حلّقت عاليا تصغر في عيون الناظرين او معدومة عن الرؤية.!!.
الى حد هذا اللحظة اتساءل عن سر هكذا تغييرات سلوكية حصلت لدى البعض بعد الانتخابات الفائتة وما الخسارة في ان يتذكر أقرانه ومحبيه بعدها، وما المانع في ان يخطروا على باله كل هذه المده ولماذا تذكرهم خلال بدء الانتخابات الحالية؟،لايوجد تفسيرلهذا الاهتمام المفاجئ الا انه تذكر الاصدقاء والمقربين الى أحلامه ليس بدافع عاطفي جاش في قلب أغرقه الحنين، بل لان المنسيين السابقين هم اصوات انتخابية ينبغي اكتنازها لوقت الحاجة انطلاقا من المثل القائل ( الفلس الاحمر ينفع في اليوم الاسود)... خُلف الله عليك!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا دخلت شرطة نيويورك قاعة هاميلتون بجامعة كولومبيا حيث يت


.. وزير الدفاع الأمريكي يقول إن واشنطن ستعارض اقتحام رفح دون خط




.. وقفات احتجاجية في جامعات الكويت للتضامن مع غزة


.. وزير الخارجية الأمريكي: إسرائيل قدمت مقترحات قوية والكرة الآ




.. الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد قال إنها لتجهيز فرقتين للقتال في