الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلبي معك وعقلي ضدك يا منتظر

سميرة الوردي

2008 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


كثر المتاجرون بك ، وكثر مناصروك ومعارضوك ، وأصبح الحذاء راية لفئة كبيرة من هذه الأمة التي فقدت رايتها منذ أن أدخلت الإنسان متاهات الطائفية والعنصرية والتعصب الواعي واللا واعي لمجمل الحياة ، وأصبحت ممرا ومسرىً لكثير من المكفرين والمفجرين والمتعاونين مع الأمريكان وغيرهم ، اتخذت منك وسيلة للوصول الى مبتغياتهم التي هي أبعد ما تكون عن مصلحة الشعب العراقي وأصبحوا يزايدون على قضيتك عابرين قضايا شعوبهم وأوطانهم التي أوصلت شاب مثلك لهذا السلوك ، متناسين سنين الضيم التي أظلت وأضلت كل الشرفاء في هذا البلد الخير الذي ابتلاه الله بالطامعين جيلا بعد جيل حتى لم يتركوا بذرة خير الا وحاولوا وأدها ، ولكن شعبنا كبقية شعوب الأرض التي حبيت بالخير لم ولن يستطيعوا اماتته .
حوصرنا في العهد المباد تحت راية حصار الطاغية وحوصرنا بعد الإحتلال تحت راية حرب المحتل فجعلونا في كل الظروف ضحايا لأغراضهم الدنيئة ، فأشعلوا الحرائق في كل مرافق الحياة واغتصبوا الآمان والطمأنينة من كل القلوب ، واستخدموا كل وسائل التفرقة كي يفتك الأخ بأخيه ليحققوا مآربهم ومطامعهم ويجعلوا أرض الرافدين مقبرة لشعبه وميرة لمن هب ودب ، إن الأمر الذي أوصلك لما أنت فيه لم يكن صنيعتك وحدك بل كل من جلس تحت قبة البرلمان له يد في ذلك فقد تجاذبتك مشاعر شتى ، بين الحاجة ، والحرمان ، واليأس مما تأوول اليه الأمور ، هو الذي أوصلك وقد يوصل الكثير من الشباب الذين يُعدمون وسائل التعبير الى أسوأ ما وصلت اليه ، فما زال نوابنا نوابا للمحاصصة والمحاباة وحياكة التفرقة ، غير مُعتبِرين بما مر وغير آبهين لموت وعجز وجوع الكثيرين ممن يأملون أن تتحسن الأوضاع الأمنية يوما بعد يوم . ولكن ما أن يستتب الأمن ويشعر المواطن البائس ببادرة انفراج في أي أزمة من الأزمات الكثار حتى ينبري هذا المسؤول أو ذاك بتصريح أو موقف ينغص من جديد أحلامنا وأمانينا ، بل ما أن نسمع بالتحسن الأمني حتى يعقبها خبر عاجل بمقتل سبعة من عائلة أزدية واحدة والمنطقة مستظلة بقوات تهز وهزت العالم من أقصاه لأقصاه أو بتفجير انتحاري سواء كان عراقيا أوأجنبيا مخترقا للحدود ، ليترك أشلاء عشرات العراقيين الذين لاذنب لهم أطفالا ونساء وشيوخا وشبابا وليعوق عشرات آخرين .
ولكن وهنا الطامة الكبرى أن من طبل للإبن الزيدي هم أنفسهم في بلدان ودول تربطها مع كل دول العالم وعلى رأسها أمريكا بروابط معاهدات شتى ، وهم في دول فيها شتى الإنتهاكات لحقوق الإنسان . فمنهم من قدم الملايين مقابل هذا الحذاء ومنهم ومنهم ومنهم الى آخر هذه المنهم التي لن ولن تنتهي الأ بقيام دول تؤمن ، بأن سعادة الإنسان وحياته المرفهة حق من حقوقه . لماذا لم توضع هذه الملايين لخدمة الناس في ميادين شتى . هل شبع الشعب العربي كي تصرف هذه الملايين لشراء حذاء ، كان صاحبه والى وقت قريب جدا بحاجة الى حذاء ودواء ولقمة عيش ، أين ضمائركم يوم كان الطفل العراقي محروما من حليب الرضاعة ومن دواء السرطانات التي جلبتها لنا بوابتكم الشرقية . وزادتها أيام المحن بعد دخول المحتل . إن قلبي معك يامنتظر ولكن عقلي يرفض فعلتك ، أنك كولدي الذي شرد في بلاد تُعد من أرقى بلدان الله ، في بلاد لجأ اليها الكثير من خيرة شبابنا كي يسقطوا في فخ الحرية والديمقراطية الموعودة ، إنه عالق هناك يكتم غضبا أخاف عليه منه ، في بلاد تخلصت من حكم الدكتاتورية ولكنها لم تتنظف منها جيدا . من السهل أن ترتقي وتغير أشرس حيوان في الغاب ، ولكن من الصعب أن تغير ما في نفوس وعقول أجيال من البشر تشبعوا بالفاشية وعاشوا تحت ظلالها لأن الغريزة البشريه أقسى وأمرد على التغيير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأمريكي يهدد بإيقاف إمداد إسرائيل بالأسلحة إذا اجتاح


.. طائرة شحن من طراز بوينغ تهبط بدون عجلات أمامية في اسطنبول




.. سيفا الأمير عبد القادر المسروقان يعرقلان المصالحة بين الجزائ


.. صحيفة إسرائيلية: تل أبيب تشعر بالإحباط الشديد إزاء وقف واشطن




.. مظاهرة مرتقبة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي بمدينة ما