الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فعل الانتخابات والمساهمة فيها

جاسم الحلفي

2008 / 12 / 20
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


انطلقت قبل أيام الحملات الانتخابية للقوائم المتنافسة على مقاعد مجالس المحافظات، وتنوعت أشكالها، وتعددت طرق الترويج للمرشحين، وتباينت قدرات كل قائمة في التعبير عن برنامجها، وفقا للأولويات التي حددتها والجمهور الذي تستهدفه. ويسعى كل مرشح الى كسب ميل الناخبين إليه، في منافسة ستكون شديدة حسب المتابعة اليومية والتوقعات، بعد ان بدأت بالظهور بوادر سخونة التنافس، وباشر المتنافسون، بتعليق اللافتات ولصق البوسترات، وعقد الندوات والمؤتمرات الصحفية، وإقامة الاحتفالات الجماهيرية.

يبدو ان الانتخابات لن تكون سهلة، خاصة بعد ان عزم عدد من القوائم، في حالة فوزها، على وضع حد للفساد ومكافحته، وتحسين أوضاع المحافظات، وبناء مؤسساتها وتنميتها، وتبنت من اجل ذلك مشاريع واضحة تهدف الى تقديم صورة أفضل لمجالس المحافظات، اعتمادا على الموازنة المالية المرصودة لها، كي تؤدي مهامها التشريعية والخدمية والرقابية، انطلاقا من مفهوم ان مجالس المحافظات هي مجالس وجدت أصلا لخدمة المواطنين، وميدان من ميادين الكفاح الاجتماعي لدعم الفئات الاجتماعية الضعيفة ومساعدتها، فضلا عن انها مجال للصراع السياسي والقانوني حول شكل ومحتوى الدولة.

وطبيعي أن هذه المهمات تتطلب مرشحا ذي أفق واسع ووجهة واضحة، وشجاعة تمكنه من تحقيق وعده الانتخابي، ولأجل ذلك عليه ان يجد ويجتهد كي يصل الى اكبر عدد من الناخبين. وهذا يتطلب طبعا العمل المنظم والمثابر في حملة ناجحة ومتواصلة ومتصاعدة، بدون كلل أو تردد ومراوحة، وبخطوات عمل دءوبة تتجدد بمهارة وحماسة، يكرر فيها رسالته الانتخابية ومحتواها آلاف المرات بجاذبية دون ان يكرر نفسه ويولد الملل عند الآخرين، شرط ان تكون الرسالة واقعية وواضحة وبسيطة ومترابطة. فليس هناك طريق للفوز دون الوصول الى الناخبين وكسب ثقتهم، خاصة وان عدد المتنافسين كبير جدا، وان قيمة المقعد تتطلب آلاف الأصوات. فعلى سبيل المثال ان عدد الناخبين المسجلين في بغداد بلغ "4288041" يحق لهم انتخاب مجلس مكون من 57 مقعداَ. وعند اشتراك الناخبين في الانتخابات بنسبة 65% وهي نسبة المشاركة المتوقعة، سيحتاج المقعد الواحد الى "48,898" صوتا. اما الأصوات المطلوبة للمقعد الواحد في محافظة المثنى، ان اعتمدنا النسبة إياها، فستكون "8,666" صوتا، باعتبار ان "346666" ناخبا يحق لهم انتخاب 26 مرشحا في هذه المحافظة.

مما تقدم تتضح قيمة صوت الناخب وأهميته للمرشح، فصوت الناخب عزيز في العملية الانتخابية ومؤثر فيها. اما الحديث عن اللاجدوى من الاشتراك في الانتخابات فهو حديث سلبي، غير مسئول، خاصة ومحافظاتنا تشكو من نقص الخدمات وتراجعها. والمواطنون يتطلعون الى تأمين ظروف حياتية وخدمية أفضل، وأصبح مطلبهم في تحسين الأوضاع مطلبا ملحا لا يقبل التأجيل.

ليس هناك من خيار آخر يحقق نقلة نوعية في عمل مجالس المحافظات غير المشاركة في الانتخابات. فان كان هناك عيب في عملها السابق، فهو ليس في العملية الانتخابية ذاتها، انما العيب في الخيارات الخاطئة. فالانتخابات هي آلية من آليات الديمقراطية، تؤمن مشاركة المواطن بالشأن العام.

ان الرغبة والتطلع الى توفير الخدمات وتحسينها، كما ونوعا، وتقديمها للمواطنين بأيسر الطرق واسهلها، هي مطلب كل عراقي. وفي الطريق الى ذلك علينا اختيار النزيه والمخلص والكفء من المرشحين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انت فين والوطنية فين يا حلفي
زامل عبد الرحمن ( 2008 / 12 / 19 - 21:24 )
عن أي نقلة نوعية تتحدث ياسيد جاسم ، هل هي عن تأكيد شرعنة الاحتلال أم اصراركم على بيع العراق الحبيب بأبخس الاثمان الى الامريكان من خلال المعاهدة المذلة التي وقعها خونة الشعب مع اسيادهم الامريكان انكم بحاجة الى الراحلة ام كلثوم لتغني لكم انت فين والوطنية فين بعد ان رفعتم شعار نحو الامريكان در بأقصى سرعة


2 - محتار اصدق من
سلام عادل ( 2008 / 12 / 20 - 01:15 )
يا ايها الرفيق انت تتكلم عن الديمقراطية والانتخابات والرفيقة سعاد خيري تتحدث لنا عن المقاومة البطلة التي سوف تحرر بغداد ويرجع الرفاق المقاومين للاحتلال للحكم مرة اخرى وترجع الجبهة القومية التقدمية كما في السبعينات . اخبرني ايهما الاصح الجبهة القومية التقدمية لو الانتخابات؟ مع تحياتي الرفاقية لكم


3 - الى الواقفين على التلول
محمد ( 2008 / 12 / 20 - 01:19 )
السيد زامل عبد الرحمن هل ماتقولة انت هو يخدم وحده اليسار كما ينادى بها موقع الحوار الم.... ام الذى تقولة انت هو من اجل الامريكان .لمن تخدم فى
وضع المعوقات والعقبات امام فوز جاسم واخوانة.الايكفى الطعن بالاخرين
الى متى هذه التنظيرات عن بعد


4 - اليسار على الطريقة الامريكية
زامل عبد الرحمن ( 2008 / 12 / 20 - 06:42 )
الاخ العزيز محمد . . . نهج الحوار المتمدن واضح جداً ولا يحتاج الى أي توضيح آخر ولكن هذا النهج لايشمل اليسار المزيف والذي يمكن تسميته اليسار الأنكلوأمريكي
أي يسار هذا الذي يعمل تحت حماية الامريكان وبدعمهم وتمويلهم وعلى كل حال اذا كنت تعتبرني من الواقفين على التل فاحب ان اقول لك ان الوقوف على التل هو افضل بكثير من العمل والتواطوء مع اعداء الانسانية وذلك من باب اضعف الايمان والزمن ياسيدي كفيل بكشف كل الحقائق
مع تقديري


5 - قول الحقيقة هو الخلاص
محمد هلال ( 2008 / 12 / 20 - 10:48 )
سنشترك بالنتخابات بالتأكيد ولكن لن نعطي اصواتنا لكم ابدا لانكم تتاجرون بالارض والشهداء والوطن حبا بمكاسب شخصية اخذ يعرفها القاصي والداني .أنتم تابع مهمش للاحزاب الكردية تقبضون منها وتايدوها في تدمير العراق ، اما تعاونكم مع مايسمى العملية السياسية فهو مضحك حقا حيث الانبطاح لسلطة القوى الدينية ، ماذا قدمتم لفقراء العراق ، هل تصدرتم حركة احتجاج ، دعمتم حركة نقابية ، ساعدتم محتاج ، ..؟ كما قلي بربك الشيوعة ماتت في البلدان الصانعة لها وانتم لازلتم تتغون بها ، هل شعب العراق غبي الى هذا الحد..؟،الافضل ترجعون كقيادة لبلدان اللجوء وتعيدون المبالغ التي تاخذوها من الاحزاب الكردية كرشاوي وتقاعدات وبذلك تقدمون للعراق افضل خدمة ومثال على ايقاف النهب والسرقات ، أم لديك وحهة نظر اخرى,,,؟


6 - الى زامل عبدالرحمن
سلام عادل ( 2008 / 12 / 20 - 11:51 )
اخي انت تتحدث عن وحدة اليسار. اي يسار هذا ؟ هذولة اكثرهم دكاكين . ماعدى الحزب الشيوعي العراقي . روح واذهب الى العراق اذا انت خارج العراق لم تجد لهم اي وجود . مجرد كل واحد منهم عنده كومبيوتر ويصدر بيانات على الهواء ويرسلها للحوار الموقع الوحيد من مئات المواقع العراقية الذي تتستقبل كتاباتنهم.هذولة اكثرهم وبصراحة كانوا مخبرين للاجهزت الامنية السرية للنظام البائد بعد تسقيطهم واغرائهم من قبل اجهزت النظام البعثي ولذلك ترى طروحاتهم تتطابق تماما مع شراذم البعث الهاربة وللعلم العراقين يعرفونهم ولذلك الحزب الشيوعي يتحفظ ايلتقي بهم وللعلم يتمنون ان يلتحقوا بالحزب ولكنه يرفضهم لانهم اكثرهم عناصر مشكوك بها, وضع الحزب جيد وسيحقق نتائج جيدة في الانتخابات القادمة في الانتخابات البلدية. اخي هذولة لا بالعير ولا بالنفير . هذولة موجودين فقط بالحوار المتمدن


7 - انها مهاترات
ناجي نهر ( 2008 / 12 / 20 - 18:25 )

التعليقات التي قرأتها سب وشتم وليس تعليقات مفيدة والغريب ان الحوار المتمدن يوافق على ذلك اطلعت على المستوى المتدني للتعليقات هذا اليوم وبالصدفة

اخر الافلام

.. الخلاف التجاري بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.. إلى أين؟ | ال


.. بايدن وترامب.. وقضايا بارزة في المناظرة الرئاسية




.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مرشحون وشروط


.. بالمناظرة التاريخية.. بايدن يتعثر مبكرا وترامب يدعوه للخضوع




.. بايدن يتلعثم خلال المناظرة الرئاسية أمام ترمب