الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة رثاءُ أمّة وسقوط قلم

ابراهيم الخزعلي
(Ibrahim Al khazaly)

2008 / 12 / 20
الادب والفن



حينَ غادَرَ الأبْطالُ
والشّعراءُ
والأحرارُ
ساحاتُ الوغى
سَوْح النّضال
مُخَضّبينَ
بالنَصْرِ والجِراح
الى سِدْرَةِ الأزَلِ
وحَضْرَةِ الخُلود
رَحلوا مِنْ الدّيارِ
مِنْ هنا
عَنّا.. الينا
وما قالوا وداعا
إنْسَلّوا مِنْ الأبْدانِ
مِنْ أجسادهم
كالذّالقِ مِنْ غِمْدهِ
وقلوبُنا
كانت لَهُم
هي المَثْوى الأخير
عالياَ
عاليا
حَلّقوا
وسَمَوا
الى سماواتِ الذّاكِرَة
أطفالنا اليوم
صاروا مُقَلّدينَ لبَعْضهم
أو جُلُّهم
يَتَقَمَّصون ظِلّهم
يَشْهرون سيوفَ العاج
أو سيوفا من الصّفيحِ
الأسْودِ الصّدأ
وتَشْتَبك ..
رماحهم وسيوفهم
ونِبالُهُم
وسَطَ الضّجيجِ والعراك
كما لو أنّهم فُرْسان
على خيولهم
ويَصْهلون
كما الجياد
وهكذا التأريخُ
أصبَحَ دُمْيةَ
يتَقاذَفها الصّبيان
في البيوتِ
في الحاراتِ
في الشوارع
في البرلمانات
والأعلام
وبين حكام الدّول
والممالك والملوك
دُمْيةُ التأريخ
أمْسَت لُعْبَة
خَنجراَ
سِكّيناَ
أو حِذاء
أو نِعالْ
حتّى في الحُروبِ
وسَط الأشلاءِ
والدّماء
والخراب
والدّمار
لَمْ يَعُدْ للتأريخِ
وجْهَ حَقيقيا
خَجِلاَ مِنْ نَفْسهِ
التأريخُ
غريباَ صار
مُتَسوّلاَ بَيْن الأمم
وهو العزيزُ
والغَنيُّ والكريم

سَيّدي..
نَحْنُ لا نبكيكَ
يا تأريخنا العظيم
ياسَيّد الأمَم
بَلْ نَبْكي الزّمان
أُفٌّ لِما فَعَلت بِكَ الأيام
وفِعْلَةِ الدّهرِ الخَؤون
أسفا لأساءةِ الصّبيان
يا تأريخنا العزيز
نحنُ منّا الأعْتذار
وأنتَ مِنْكَ المَغفرة
إسْمحْ لنا
أن نَمْسَحَ الغُبار
عَنْ وَجهك
الكَريم
عَنْ حاجبيك
عَنْ ذِقْنِكَ الوقور
ولا شئ
سوى الرّثاء
نَبْقى
مُطأطئينَ وجوهنا
خجلاَ مِنْكَ
وعيوننا تَرنو اليك
ثَمّةَ بُكاءٌ مُرْ
والحُزْنُ
يَلُفُّ كُلّ شئ
ونَقْرءُ الفاتِحة


الدكتور ابراهيم الخزعلي
16/12/2008
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف