الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ال هايد بارك..........The Hyde Park

مازن فيصل البلداوي

2008 / 12 / 21
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لم لايكون لدينا (هايد بارك_ Hyde Park ) ؟ أليس نحن أهلا لذلك؟ لماذا نحن ليسوا أهلا لذلك!هل نحن من المخلوقات التي أتت فجأة من باطن الأرض أو نزلت من السماء! أليس من لديهم هذا البارك(Park ) هم أناس ونحن وهم من نفس الجنس! وقبل أن أسترسل في الكتابة حول هذا الموضوع كان لابدّ من توضيح معناه لبعض الأخوة قد يكونوا لايعرفوه ، فـــ ( الهايد بارك) هو حديقة كبيرة بمساحة تناهز ال 4 هكتار وفيه بحيرة جميلة تقع ضمن الحدائق الملكية البريطانية في لندن وميّزته الرئيسية انّه يحوي ما يسمى (زاوية المتكلمين أو الخطباء _ Speakers Corner ) والتي هي أشهر من نار على علم من أعلام الحرية الفردية وألجتماعية للأنسان حيث يستطيع الخطيب أو المتكلم أن يتحدّث ويتكلّم بما يحلو له والناس متجمعة حوله او قريبا منه تستمع الى كلامه أذا شاؤوا، وهذه الزاوية ليست مستحدثة فهي قديمة وقد زارها واستشهد بها في كتاباته كثيرون.
وسرحت بعيدا متخيلا ان تكون لمدننا العربية (العواصم أو غيرها) مثل هكذا حديقة وتخيّلت الخطباء يقفون في تلك الزاوية والناس من حولهم يتحلّقون مستمعين لما يتكلّم به الخطيب او الشاعر أو....أيا كان! وسألت نفسي، هل نحن كشعوب أولا وكحكومات ثانيا! ومعنى مستعدّون أي أننا في قرارة أنفسنا،هل لدينا الأستعداد الكافي لأن نسمع شخصا متوقفا في تلك الزاوية يخطب باتجاه الجدلية والمادة والحكم على الغيبيات وتفسيرها وارتباطها؟أو نستمع لشاعر يقول شعرا خليعا مثلا! او خطيب يتكلم عن وضع البلد السياسي والجهات السياسية العراقية وتصرفاتها ونزاهنها وبرامجها ومدى تضحية هذه الجهة أو تلك في سبيل الوطن! هل نحن مستعدون؟ والأجابة على نحن مستعدّون يجب ان تكون من الناحية السيكولوجية الواضحة لبنية الشخصية العربية في مختلف بيئاتها الأجتماعية وعلى أختلاف أنتماءاتها الفكرية بحيث تستمع الشخصية العربية لصيغة الخطاب ومضمونه الى النهاية لتستوعب وتحلل فيما بعد قيمة ذلك الخطاب ومدى أتصاله بالواقع الذي يعيشه المواطن ومدى صحة خطاب المتكلّم وفائدة ذلك الخطاب ايا كان نوعه،سياسيا او أجتماعيا أو فكريا، او....!
على أن لاتستخدم تلك الزاوية من قبل الأحزاب والتكتلات السياسية المتواجدة على الساحة، بأعتبار ان لتلك التكتلات تنظيمها ومقراتها وبرامجها الطبيعية ومن المفروض ان يكون لها وسائلها الأعلامية أو التعبيرية الرسمية الناطقة بأسمائها! فهل نحن مستعدون لذلك!
وعلى الرغم من أن مساحة الحرية قد أتسعت بقدر معين من خلال المواقع الألكترونية وجعلت هذه الحرية أوسع من خلال توسيع هذه الرقعة لجعل القرىء والكاتب يتشاركان في النقاش من خلال التعليقات على المقالات الموجودة على صفحات الموقع كما في الحوار المتمدن، ألا أن (زاوية الخطباء) هي أكثر عمقا واتصالا بالواقع من خلال الأتصال المباشر بين الخطيب والمستمع وأنها تمثل حالة من حالات الرقي الأنساني المستند الى ثقافة الحوار وثقافة وجود الآخر وثقافة التعايش الطبيعي بين التعدد على أرض الرقعة الأرضية الواحدة........فهل نحن مستعدون!
لأن سؤالا مثل هذا لو طرح خلال فترة الستينيات، لكانت الأجابة..........نعم وبكل تأكيد! لذا كان حريّا بنا البحث عن ألاسباب الحقيقية لعدم استطاعتنا بالأجابة (بنعم) على نفس السؤال وخلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، نعم ان كثيرا ماكتب وتناولته الأقلام يصبّ في بوتقه ماذا كان السبب الذي جعل الأجابة معكوسة على الرغم من ان الطبيعي والمنطقي بان تكون الأجابة معكوسة لما هي عليه بالوقت الحاضر، ولكن لاأحد يتطرّق لدرج آليات أعادة بناء الشخصية العربية كما كانت عليه خلال الستينيات (في الدول المتحررة والتقدمية العربية) ثم الأنطلاق مجددا بسرعة الضوء (قد يكون) لأختزال الزمن وصولا الى سنة 2008 ،وماهي الأجراءات الممكن اتخاذها بعيدا عن القرارات المستندة للثوريات الطائشة المؤمنة بالتغيير عن طريق القلع وألأزاحة لشريحة أو جهة معينة، الخطوات التي تصب في بوتقة تنمية العقل وجعله مستعدا لخوض غمار هذه التجربة.
المنطق واللامنطق هما مفتاح هذا الأمر وفي كل أمر،لأن الموازين لم تعد هي الموازين خاصة فيما يخص حقائب العمل الكبيرة والتي تهم المجتمعات كوحدة انسانية مجتمعة مع بعضها وخصوصا المجتمعات المتأثرة بالمتغيرات الدولية المتعددة هنا وهناك، لأن في العقود الماضية كان المنطق هو سيّد المنطق لذا كانت النتائج غير منطقية بحسابات أهل المنطق ولهذا وجموا واقفين متسمّرين أمام أستمرار اللامنطق ولفترة طويلة فقد من فقد فيها نفسه وحتى أحبّائه نتيجة اصراره على ان يجعل حساباته بطريقة منطقية! واذا نظرت حاليا لكثير من الأمور التي تجري حولنا فستجدها بعيدة عن حسابات المنطق! فبرغم وجود طلب نفطي عال في السوق الأ ان سعر البرميل الواحد وصل الى حدود ال 47$ وبعده وافقت منظمة الأوبك على تخفيض مستوى الأنتاج! غير منطقي، لكنّه موجود وحدث فعلا! ومثال آخر....برغم وجود العديد من الذين يشغلون مراكزا تتحكم بآليات تقديم الخدمات للمجتمع وتحسين الوضع العام الا انك تجد ان لاخدمات جيّدة تقدّم والمواطن مستاء ولكن المتصدرين للمراكز لازالوا يشغلونها وهم اساسا ليسوا مؤهلين لأن يشغلونها،لكنهم موجودون ويتحكمون في تلكم الآليات!
منتظر الزيدي والحادثة الأخيرة أثناء المؤتمر الصحفي............تصرّف منتظر تصرّفا قال عنه بعض اصدقائه انه خطط له منذ شهور! وهذا يفسّر انه كان مقتنعا تماما بهذا العمل عندما ينفّذه، ونفّذ العمل، لكنّه عاد وقدّم اعتذارا وطلبا بالصفح كما صرّح ياسين مجيد المستشار الأعلامي للسيد نوري المالكي وهذا يعني أنه ومنذ شهور كان غير منطقيا في تفكيره وقيامه بالعمل الذي قام به والا فالأجدر به عدم تقديمه لأي أعتذار!
لذا كان واجبا علينا أن ندرك مدى عمق استعدادنا لممارسة الحرية وحدودها وحق الآخرين لمزاولتها بالحدود التي يشترك بها الجميع وبدون أعتداءات أو ردود أفعال طائشة أو مستعجلة لاتخضع للطبيعة المنطقية لمجريات الحياة وعلينا أن لانغفل تقييم أرتباطاتنا مع العالم الخارجي واخضاع تلك العلاقات والمصالح الى ميزان التفضيل اساسا للمصلحة الوطنية العليا، ان توصلنا الى نتائج على هذا المحور فسنكون قد اعطينا الحرية درسا تستقيه نتيجة لتطبيقاتنا لمفهوم التحرر وممارسة الحرية الى ان نصل الى مرحلة يكون لدينا العديد من ال ( Speakers Corners ) ولكن قلّة من الخطباء والمستمعين! لأننا نكون أصبحنا وبحسابات المنطق مؤهلين لأن نعطي الحرية دروسا تشكرنا عليها.
على اليسار وقواه الآن التوحد وتغيير آليات العمل الجماهيري لتتوحد الجهود وتزهر المساعي في سبيل النهوض بواقع الحرية كفكر وممارسة وطرق تعبير يجب ان تتجدد حسب متطلبات المرحلةالتي يمر بها الأنسان وليس حسب متطلبات المراحل السابقة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحت غطاءِ نيرانٍ كثيفةٍ من الجو والبر الجيش الإسرائيلي يدخل


.. عبد اللهيان: إيران عازمة على تعميق التفاهم بين دول المنطقة




.. ما الذي يُخطط له حسن نصر الله؟ ولماذا لم يعد الورقة الرابحة


.. تشكيل حكومي جديد في الكويت يعقب حل مجلس الأمة وتعليق عدد من




.. النجمان فابريغاس وهنري يقودان فريق كومو الإيطالي للصعود إلى