الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
جين يصبح الحذاء سلاحا من أسلحة المقاومة
محمد أيوب
2008 / 12 / 21مواضيع وابحاث سياسية

لم يكن حذاء منتظر هو أول حذاء يستخدم لمقاومة الظلم والظالمين، ولن يكون آخر حذاء يستخدم للتعبير عن الرفض للظلم ما دام في هذا الكون أناس يستحقون الصفع بالأحذية، فقد سبق وأن قتلت شجرة الدر ضربا بالقباقيب، ونال موسوليني حاكم إيطاليا الفاشي حظه من الضرب بالأحذية بعد موته، وأعتقد أن ما فعله الإيطاليون غير جدير بالاحترام، لأن ضرب رجل ميت بالأحذية لا يعبر إلا عن الحقد ولا علاقة له برفض ظلم الظالم وهو حي، وهذا ما يميز حذاء منتظر عن الأحذية الإيطالية المشهورة، ولعل أكبر كم من الأحذية قذف به رجل واحد هو ذلك الكم من الأحذية الذي وجهه المصلون الفلسطينيون في المسجد الأقصى ضد شارون، الذي لا هو ميت ولا هو حي، حين دنس حرمة المسجد الأقصى، وللأسف فإن أحدا لم يهتم بهذا الكم من الأحذية الفلسطينية، الخليلية الصنع، التي فجرت انتفاضة الأقصى، والتي لم توجه فقط لهيبة شارون وكرامته، وإنما وجهت ضد كرامة الولايات المتحدة ورئيسها الذي يبسط حمايته على إسرائيل، ترى، هل يمكن أن يفجر حذاء منتظر انتفاضة عراقية موحدة ضد المحتل الأمريكي.
وقبل ذلك قامت النساء الفلسطينيات في غزة بصفع جنود وضباط إسرائيليين في أزقة مخيمات غزة بالشباشب والأحذية لتخليص الأطفال الذين يلقي الجنود القبض عليهم بحجة رشقهم بالحجارة، كما لجأ الفلسطينيون إلى استخدام سلاح البصاق الذي هو أشد إيلاما من الضرب بالأحذية، فقد بصق رجال ونسوة فلسطينيون في وجوه عسكريين إسرائيليين وعفروا وجوههم بالتراب، هذه هي وسائل الرفض والمقاومة التي يمتلكها الإنسان الأعزل في مواجهة من هو أقوى منه.
إن قاذف الحذاء أو راشق البصاق يدرك أنه يواجه عدوا أقوى منه، وهو حين يلجأ إلى مثل هذه الوسائل إنما يعبر عن استهانته بقوة الخصم وبكرامته إن كان لديه كرامة، لأن من يمتلك الكرامة لا يحتل أراضي غيره، ولا يظلم شعوبا لم تقم بالاعتداء عليه.
وقد استخدم سياسيون كبار وزعماء دول أحذيتهم للتعبير عن رفضهم لسياسة الولايات المتحدة كما فعل خروتشوف في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة حين دق الطاولة بحذائه أثناء أزمة الصواريخ الروسية في كوبا، وقد كان الحذاء وسيلة لجلب الخير كما حدث حين فقدت سندرلا حذاءها بعد أن اختفت من وجه الأمير بعد الاحتفال حتى لا يكتشف أهلها خروجها من البيت بعد خروجهم، وقد ظل الأمير يبحث عنها إلى أن عثر عليها وتزوجها، وبذلك تم إنقاذها من ظلم زوجة أبيها.
الحذاء إذن يمكن أن يكون فأل خير، ويمكن أن يكون مقياسا لمدى أناقة وذوق لابسه لأنه وإن كان يسبب جرحا غائر لمن يقذف به، فإنه من الناحية المقابلة يشعر من قذفه بأنه قادر على التعبير عن رأيه ولو بفردَتَيْ حذاء هما أبلغ من كل الكلمات والأشعار والمقالات والخطب الرنانة، ومع ذلك، وعلى الرغم من خروج بوش الابن من التاريخ من أتعس أبوابه منحنيا أمام قذيفة حذاء صاروخية، فإن بعض الأمريكيين لم يتجرءوا على أكثر من قذف دمية لبوش بالأحذية من باب التندر والسخرية، ألم يكن بإمكان الشعب الأمريكي الذي يتغنى هو وقادته بالديمقراطية أن يقولوا لبوش لا بالفم الملآن وأن يصفعوه بالأحذية لمنعه من توريط بلادهم في حربين جرتا الوبال على أمريكا واقتصادها أولا وعلى اقتصاد العالم بعد ذلك، لو فعلوا ذلك لأوقفوا سياسة بوش الخرقاء ولكانوا أنقذوا أنفسهم من الويلات التي حلت بهم وبغيرهم من شعوب الأرض التي فقدت أمنها وسلامها واستقرارها بسبب سياسة أمريكا.
وقبل الختام ، أعتقد أن بوش يستحق هدية عيد الميلاد التي قدمها الزيدي إليه، مما قد يدفع غيره من الزعماء إلى تفادي هذا المصير المخجل، حين يخاف من سيًّر الأساطيل الجوية والبحرية وجيش الجيوش لاحتلال العراق ونهب ثرواته من حذاء طائر بدلا من التصدي له بأسنانه ليمزقه إرباً إربا ويزدرده ازدرادا، ولكن الحذاء لا يستحق أن يتلوث بفم بوش الابن.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - كلامك بذيء جداً
صحفي عراقي
(
2008 / 12 / 20 - 20:45
)
انت يا سيد كلامك بذيء للغاية عيب كل هذا الكلام ...وليعيد الحذاء القذر كرامتك وكرامة امتك المفقودة...لو كانت جاداً وتقدس الحذاء لهذا الحد فرجاء علقه على الجانب الأيسر من صدرك لتشعر به مع كل نبضة قلب...ثقافتك حذائية للأسف
2 - حكمة
محمد خليل عبد اللطيف
(
2008 / 12 / 21 - 14:49
)
لو كان الحذاء رجلا لقتلته...لم يبق لدى الاعراب والقومجيين والمتاسلمين سوى الاحذية ليستلهموا منها الافكار
3 - تحية لكل يقدس تحرير أمريكا للعراق من بطش الطاغية
حميد الحلاوي
(
2008 / 12 / 21 - 17:53
)
عزيزاي أيها الصحفي العراقي الفذ والأخ محمد خليل سؤال واحد لكما أين وجه البذاءة في قول الكاتب.. لأن من يمتلك الكرامة لا يحتل أراضي غيره، ولا يظلم شعوبا لم تقم بالاعتداء عليه.وأين التجني على سيدنا بوش في قوله ألم يكن بإمكان الشعب الأمريكي الذي يتغنى هو وقادته بالديمقراطية أن يقولوا لبوش لا بالفم الملآن
لمنعه من توريط بلادهم في حربين جرتا الوبال على أمريكا واقتصادها أولا وعلى اقتصاد العالم بعد ذلك وأين التهذب في تعليقك أيها الصحفي العراقي وما هذا الحقد الدفين على الأعراب والقومجين والمتأسلمين ياسيد محمد هل أن هؤلاء كلهم بعثيين حتى بعد ست سنوات من خلاصنا وتحريرنا منهم ومن بطشهم على يد أية الله بوش كما سماه أحد المعلقين الأفذاذ وذهابهم الى مزبلة التاريخ جماهير وقيادات ما زال الجبن متمكنا منا للحد الذي نتبول في سراويلنا بمجرد أن يمر ذكر عابر لهم
ما بالنا نتكلم بحق منتظر وندين فعلته إذا كان هذا التعليق للصحفي العراقي الشهم لا يقل عن فعلة منتظر ..ماهو رأيك يا أخ محمد في كلمات هذا الأستاذ في كلية الأعلام كما يبدو
.. تونس: وزارة التعليم العالي تعلن التصدي لهجوم إلكتروني استهدف

.. طرابلس وأنقرة توقعان اتفاقية تعاون عسكري لرفع قدرات الجيش ال

.. اليونسكو ترفع مدينة غدامس الأثرية في ليبيا من قائمة الخطر

.. -غروك-: هل يمدح هتلر وينتقد أردوغان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24

.. المبعوث الأميركي يصدم قسد: لا بديل عن الاتفاق مع الشرع | #غر
