الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكاشفات عن فعل التحرش الجنسي بالمرأة

رؤى البازركان

2008 / 12 / 22
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


في كتاب السوبر تخلف للكاتب والمفكر حسن عجمي يوضح لنا دلالة الفعل الإنساني ، بمعادلة مهمة : ] (( الفعل =الفكر/ الغريزة )) ، يشرح هذه المعادلة فيقول مع زيادة تفكير الإنسان ونقصان غريزته يتم الفعل الإنساني وتزداد قيمته ، الغريزة هي السبب وراء أن تتصرف دون تفكير، لكن قيمة الإنسان في تفكيره، وبذلك الإنسان يرتقي بفعله المعتمد على تفكيره الخاص والحر. الإنسان هو فعله ، وفعله هو تفكيره، لكننا فقدنا إنسانيتنا بفقدان أفعالنا، وخسرنا أفعالنا لأننا خسرنا أفكارنا.[
لذلك كان التحرش الجنسي هو فعل سلوكي منفلت يصدر من قبل الرجل تجاه المرأة ، وعدم السيطرة وفقدان التحكم بالفعل الغريزي للرجل يحيله الى كائن غير منضبط السلوك ، إذن هو فاقد الاهلية للسيطرة على توجيه عقله وسلوكه .. فهل الرجل المتحرش كائن حيواني يحتاج الى كوابح حتى لايجنح ؟؟
تتوارد الردود والأراء للعقول المصرحة بدوافع التحرش والتي تبرر لهذا الفعل وأغلبها تكرر:
كما زادنا الكاتب والصحفي عزيزالبزوني :
كل امرأة تتعرض الى التحرش من قبل الشباب المراهقين هو دليل على وجود ضعف في تلك المرأة التي تعرضت وهذا الضعف يكمن في اظهار ملامح واجزاء من جسمها وقضية المكياج له دخل في المسالة ايضاً وهنالك حالات نراها وهو تقبل تلك الفتاة وغيرها او احيانا تقبل بامر التحرش او انها تسيروهي تثير النظر الى الشباب.
وعلي فاهم كان تعليقه :
موضوع مهم
و لكن الا تتحمل المرأة نفسها المبادرة والمسؤولية فعندما تعرض المرأة مفاتنها تجد هناك من يتحرش بها فمن يفتح باب داره يجد من يلج فيها.
وكان لابن مصر رأي :
من المعروف أن إثارة الرجل جنسياً أسهل بكثير من إثارة المرأة فجهاز الرجل العصبي أضعف و أكثر إستجابة للمؤثرات المعنوية كالرؤيا و السمع و اللمس ، بينما المرأة جهازها العصبي أقوى و أكثر إستقراراً ، وأقل إستجابة للمؤثرات المعنوية المثيرة جنسياً و تكون المؤثرات المادية كاللمس مثلاً أقوى تأثيراً لديها ، ناهيك عن أن المرأة يجب أن تحب فلان حتى تستجيب له بينما الرجل لا، لماذا لا يتفضل السيد المشرع الحنون الرؤوف بالجنس الناعم بإستحداث عقوبة للمرأة المتبرجة أو التي ترتدي ملابس مثيرة أو التي تخضع بالقول أو التي تعلو ضحكاتها في الأماكن العامة أو التي تتعمد إثارة الرجال بأي شكل مادياً كان أو معنوياً ، ألا يعد هذا تحرشاً جنسياً بالرجال ؟
من هذه الآراء وغيرها يعطي الرجل نفسه حقا مشروعا في تجاوزه بفعل التحرش ولا يعترف إن ضعف الأرادة لديه نيتاج منظومة إجتماعية متناقضة تغرس التميز والتفرقة بين جسد الرجل وجسد المرأة وبين غرائز وشهوات الرجل التي تبيحها وتمجدها وتحيل المرأة الى أداة لإشباع جوع الشهوات الذكورية ، والحقيقة الغائبة إن فعل التحرش الجنسي بالمرأة لا يرتبط بالمظهر الخارجي أو الشكل أو العمر، وفي هذه المكاشفات التي تحكيها نساء تعرضوا لفعل التحرش تخبرني ل فتاة بعمر التسع سنوات ، غالبا ما تعرضت في الأماكن العامة الى ملامسات لجسدها دون أن تعرف لماذا يلامسها الآخر وما الغاية من ذلك وتكون حركة الرجل سريعة حتى لايكتشف.. و ل صارت تفضل عدم الخروج من البيت لإنها تكره هذا الفعل والخوف منعها من أن تخبر أحد بذلك ... فهي لم تعرض مفاتنها ولم تتبرج لكنها (أنثى)..
نأتي الى الحاجة المحجبة س 58 عام أصبح التسوق يسبب لها إرهاقا نفسيا فغالبا ما يحتك ويلامس الرجال جسدها وفي أكثر من مرة يعلو صوتها دون اي جدوى وهي بذلك تعتبرهم سفهاء وعاقين لايحترمون حرمة أمهاتهم ، وأتعجب أنا ما الذي أثار الجهاز العصبي للرجل ؟
ص 23 عام حامل في الشهر السابع يضايقها الرجال بالملامسة وإسماعها الإلفاظ الجنسية وكرهت جسدها وهي حامل رغم إن الحمل هو ولادة الحياة وكل الرجال كانوا في بطون أمهاتهم ، وهي بذلك تقول لو لم يروا هؤلاء المتحرشون آباءهم يفعلون هذا الفعل لما فعلوه.
ف 30 عام تسير برفقة زوجها وأولادها ورغم ذلك تتعرض للملامسة من قبل المارة وفي أحد المرات صرخت مستنجدة بزوجها فصار المشهد مشادة و لكمات من قبل الزوج للآخر أدت بهم الى مركز الشرطة.
ب 26 عام محجبة ومحتشمة بمظهرها فهي غالبا ما تعاني في المواصلات العامة من تعرضها للتحرش من ملامسة وإحتكاك بجسدها وهي مضطرة كي تصل الى عملها بوساط النقل لانها لاتملك سيارة خصوصية وان اغلب سائقي التكسي يسمعونها الفاظ غير مهذبة مما تضطر لركوب الأوتوبيس المزدحم .
هذه بعض يسير من المكاشفات التي لاتعد ولاتحصى ، فالإناث في مجتمعاتنا منذ الطفولة يخشى عليهن من الذهاب والإياب لوحدهن والسبب هو موضوع التحرش ولولا تعرض الكثيرات أو حتى رؤية هذه الافعال ما سيطر الخوف على العوائل من أن تنهش الذئاب الجائعة فتياتهم ونساْءهم وليس من العدل أن نبرر هذا الفعل المريض بسبب المظهر الخارجي للمرأة.
ومن عقول تحمل آراء تشير وتحدد موطئ الخلل في مجتمعاتنا :
أشار د. فلاح محمد حافظ
إن طرح مثل هكذا مواضيع يساهم في تحديد هويه المجتمع والتعاليم السائدة فيه فنحن غير منزهين وإنما أمراض كثيرة تفتك بنا ولانزال نعتقد إننا الافضل
ولو أشار كل واحداً منا الى الكوارث الاجتماعيه في بلداننا....ستجدونها كوارث ستؤدي بنا الى الهاويه
انظروا الى القتل من اجل غسل العار
انظرو الى زواج الكصه بكصه
انظرو الى زواج الولدان المنتشر في الخليج
انظروا الى الزواج المبكر للبنات والشباب حتى قبل ان يعرفون كيف يؤمنون رزفهم اليومي
انظرو الى آفه الاميه
انظرو الى انتشار ظاهرة التنجيم التى أحياناً تتبناها تلفزيونات رسميه في الدوله
وكلما تتبحرون ستجدون لدينا أمراض إجتماعيه كثيرة.
وكتب عدنان طعمة الشطري :
إن ظاهرة التحرش الجنسي هي موجوده في جميع مجتمعات الارض لكنها بنسب متفاوته .. وتتفاقم هذه الظاهره في مجتمعاتنا الشرقية المكبونه نتيجة الكبت والحرمان وقمع الغرائز البشرية بشكل قهري وتراكمات التقاليد الباليه بين المجتمعات الذكروية والمجتمعات الانوثية .. وأعطيك مثال اذا كان شخص جائع للغاية وعرضت أمامه مائده شهية جدا فيها جميع أصناف الفواكه والماكولات , و أراد هذا الشخص أن يبدا بالطعام منعته فماذا تتوقعين أن يكون رد فعله ؟؟؟؟
وهذا المثل ينسحب على الشباب الشرقي الجائع جنسيا والذي تتلمسن جوعه هذا لما يصلوا الى بلدان مفتوحه كالبلدان الأوربيه فانهم يطلقون هذه الغريزة الى الريح لتسيح كما تشاء دون رادع أو وازع.
أما الشاعر سلام نوري فأشار :
أعتقد إن البيئة عامل أساسي في إظهار مثل هذه الأفعال القبيحة والتربية المنحرفه.
فالوعي إن فعل التحرش الجنسي هو إنتهاك حقيقي للجسد وإن سكوت المرأة وخوفها من المجتمع لن يجديها غير أن تبقى الكائن الضعيف المستغل ، وأنا أشير الى إن الرجل الشرقي لايستطيع القيام بفعل التحرش الجنسي بالمرأة إذا كان في الدول الغربية لإن القانون يعاقب الفاعل والمرأة هناك لاتخجل من التبليغ عن المتحرش ويحمل فعل التحرش بالمرأة محمل الجد فلهذا على المرأة أن تفهم أهمية تفعيل القانون كما أشارت هذه الآراء:
القاضي كاظم عبد جاسم الزيدي كتب :
إن القوانين التي تعالج موضوع التحرش الجنسي موجودة ولكن يجب تفعيلها فقانون العقوبات العراقي يعاقب على جريمة التحرش وجريمة هتك العرض ولكن ليس هناك وعي باقامة الشكوى الجزائية لياخذ القانون دوره الفاعل في تحقيق العدالة ومعاقبة المسئين لإن من أمن العقاب أساء الأدب وبالتالي يجب إحترام القانون وان يتعزز الوعي القانوني وان تشيع الثقافة القانونية في المجتمع فلا سبيل لرقي أي مجتمع الإ باحترام وتطبيق القانون.
وعن القانون ايضا كان رأي الكاتبة الهام زكي خابط :
المطالبه بقانون يجرم التحرش الجنسي هو الحل الوحيد للقضاء عليه او الحد منه وهذا اضعف الايمان.
وهذا القانون موجود في السويد لهذا فان المرأة لاتتعرض لهذه التحرشات الجنسيه الا في حاله خروجها في الليل وتكون في حاله سكر مثلا مما يشجع الرجل على التحرش بها وبهذه الحاله لا يستطيع القانون ان يحميها ورغم ذلك لو قدمت بلاغ بالواقعه فان المتحرش يزج في السجن
حيث ان اغلب القوانين السويديه وضعت لحماية المرأة من اي ظلم او اضطهاد تتعرض اليه من قبل الرجل.
القانون هو الوحيد القادر على حمايه المراة

وكان لصرخات النساء المتزايدة التأثير على صدور أول حكم قضائي مصري ضد جرائم التحرش الجنسي:
في 22 أكتوبر 2008 أدانت محكمة جنايات القاهرة ، مصريا يبلغ من العمر 27 عاما بتهمة التحرش وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة. وقالت المحكمة إن الضحية نهى رشدي صالح التي تعمل مخرجة أفلام وثائقية تستحق تعويضا بقيمة 5001 جنيها مصريا من شريف رجب جبريل الذي يعمل سائق شاحنة.المحكمة اعتمدت على تقرير تحريات كتبه ضابط شرطة تضمن شهادة أصحاب متاجر في الشارع الذي وقع فيه الحادث .ويعتبر هذا الحكم أول حكم من نوعه يدين مثل هذا النوع من الجرائم في مصر.
واذا ما تكررت مثل هذه الأحكام في مجتمعاتنا ستكون العقوبة القانونية للمتحرش درسا موجعا لمن أراد التطاول بأسم الإغراء وعليه التفكير قبل أن يقدم على أي سلوك يسيء للمرأة أو للآخرين.
وما ينقص المرأة في مجتمعاتنا هذه البطاقة الوردية للحماية:
في إطار الحملات التي تقام في ألمانيا تحت شعار "لا للعنف ولا للتمييز الجنسي" خرجت مصممتان ألمانيتان للدعاية في مدينة كولونيا بفكرة البطاقة الوردية، وهي بطاقة تحتوي على مادة كميائية تشكل مصدر إزعاج كبير للرجال لمجرد ملامستها، لكن دون أن تصيبهم بأضرار بالغة. ولعل الملفت في هذه البطاقة ،التي في طور التجربة، العبارة التالية التي كتبت عليها باللغات الألمانية والإنجليزية والإيطالية: "لقد تحرشت جنسيا بامرأة. هذه البطاقة مصنوعة من مادة كميائية. خلال الساعات القادمة ستشعر بخلل في أعضائك التناسلية. وهذه هي اللحظة التي يجب أن تفكر فيما قمت به وأن تتوقف عن هذا السلوك في المستقبل!"
وأخيرا سؤالي من هو الرجل الذي لم يتحرش أبدا بالمرأة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتبة العرض المسرحي أحلام الديراني


.. الباحثات في تونس ضعف الدعم وهجرة مقلقة




.. كونفرانس ريادة المرأة نقاشات وآراء لتطوير الشابات


.. إحدى المشاركات دلال سكاف




.. الصحفية والفنانة والمغنية أمل كَعـْوَش