الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التهدئة بين المطالب والامنيات

فاطمه قاسم

2008 / 12 / 22
القضية الفلسطينية


ابتداءً من يوم الجمعة، ليس هناك تهدئة فلسطينية إسرائيلية انطلاقاً من قطاع غزة، رسمياً التهدئة انتهت، والشقيقة مصر التي رعت اتفاق التهدئة الذي بدأ في التاسع عشر من حزيران الماضي، لم تجدد الوساطة، ولم تتصل بأي طرف فلسطيني، ولم تطلب من الفلسطينيين أي شيء على الإطلاق، لا تمديد التهدئة ولا انتهاء التهدئة، والبيانات التي صدرت من واشنطن وموسكو وباريس ولندن وتدعو حماس إلى عدم إنهاء التهدئة، يبدو أنها لم تكن بالجدية المطلوبة، لأنها صيغت بطريقة كما لو أنها تضع اللوم على الجانب الفلسطيني وتحمّله كامل المسئولية، وهذا أمر غير منصف على الإطلاق، حيث أن الطرف الفلسطيني – رغم الانقسام المأساوي – تمكن من التوافق على التهدئة، ولم تقف سلبياً أمام المبادرات التي طرحت، بل استجاب بشكل مرن، ولكن إسرائيل أرادت للتهدئة بأن تنفذ ولكن بمفهومها الضيّق، الأحادي الجانب، وتحت سقف أمني خفيض المستوى، حتى أن كل المطالبات الفلسطينية العادلة ، مثل إنهاء الحصار، وفتح المعابر، لم يتحقق منها شيء على الإطلاق، ولو بالحد الأدنى، ناهيكم عن أن الأمنيات الفلسطينية الكبرى مثل إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة، أصبحت بعيدة المنال، بل أصبحت أقرب إلى الانفصال الكامل.

المهم أن الأفق الذي يدور فيه الحديث عن خيارات التهدئة هو أفق ملبّد بالغيوم السوداء، فعلى الجانب الفلسطيني فإن بقاء الحصار وبقاء الانقسام يجسّد المأساة بكل أركانها، ولا شيء على الإطلاق له قيمة في ظل استمرار الانقسام واستمرار الحصار، ولذلك فإن الخروج من هذه الحالة يبدو هو الأولوية الأولى، ولا يوجد أفكار بعيدة عن التداول في سبيل كسر الحصار بما في ذلك الذهاب إلى الأسوأ، إلى الاشتباك نفسه، لأن المزيد من الوقت تحت سقف الحصار يعني موت الحياة الفلسطينية بالكامل في قطاع غزة، وكل ما يقال للتخفيف في وصف الحالة هو كلام في كلام سرعان ما تظهرحقيقته القاسية فينتهي ويتلاشى.

وعلى الجانب الإسرائيلي:
فإن الوضع أكثر تعقيداً، فهناك العقدة النفسية المستعصية لدى جنرالات إسرائيل وهي عقدة حرب تموز في العام 2006، وهذه العقدة إذا استمرت بدون حل، ربما تؤدي إلى تلاشي حزب العمل من الحياة السياسية، آخر استطلاعات الرأي أعطت لكاديما 30 نقطة، وأعطت لتكتل الليكود 30 نقطة، وأعطت لحزب العمل 12 نقطة فقط، وإذا ظل الوضع على حاله، فإن هذا الحزب المؤسس لدولة إسرائيل ربما يخرج من السياق كله، ويحتاج إلى عمل خارق، والعمل الخارق ينحصر في اختيارات بهتت وانتهت – كما تقول التقارير العميقة الإسرائيلية نفسها
- ضرب إيران ومفاعلها النووية
- رأس حزب الله
- عملية صاعقة ضد حماس
ولكن أمام كل اختيار سلسلة طويلة من العوائق والمحاذير، وربما تكون أكثرها سهولة هي العملية الصاعقة ضد غزة

وهذه الأيام:
تشكل البيئة الملائمة جداً لهذه الخيارات، الإدارة الأمريكية الجديدة تستقر، وترتب ملفاتها، وقبل أن تصل الانتخابات إلى نتائجها، فالكل في إسرائيل يريد أن يعمل من أجل تعديل النتيجة لصالحه، وخاصة باراك الذي يتولى وزارة الدفاع، والجنرال اشكنازي رئيس الأركان الذي جاء ليخلص إسرائيل من صورة حرب إسرائيل 2006، ويرسم للجيش الإسرائيلي الصورة اللائقة به في نظر قادته.

بدون اختراق دولي حاسم، فإن الأمور تتجه إلى الأصعب، وبدون حضور عربي نوعي فإن التوقعات لقطاع غزة ستكون سيئة جداً.

هناك ثقل عربي يجب استخدامه، وهناك وازنات دولية جديدة يجب استثمارها، وإلاّ، فإن الاحتمالات القوية هي الاحتمالات الأسوأ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصلت مروحيتان وتحطمت مروحية الرئيس الإيراني.. لماذا اتخذت مس


.. برقيات تعزية وحزن وحداد.. ردود الفعل الدولية على مصرع الرئيس




.. الرئيس الإيراني : نظام ينعيه كشهيد الخدمة الوطنية و معارضون


.. المدعي العام للمحكمة الجنائية: نعتقد أن محمد ضيف والسنوار وإ




.. إيران.. التعرف على هوية ضحايا المروحية الرئاسية المنكوبة